تطرأ علي الأمم ظروف تتفق فيها. وتختلف. وهذه هي طبيعة الحياة فالمشارب متنوعة والاراء قد تتعارض. وليس لذلك من حل سوي اللجوء الي العقلانية في التفكير وابداء الرأي. والعقل يري الحق حقا والباطل باطلا. فاللجوء إليه هو المخرج من الازمات. وذلك اهتداء بشرع الله وما أخبر به رسل الله من لدن أدم الي النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم. واذا كان اللجوء الي العقل من ضرورات الحياة فان الاهتداء بشرع الله هو الأصل والمرجع الأول والاخير وذلك مصداقا لقول رسول الله هي خطبة الوداع وهي خطبة موجهة الي المؤمنين في كل زمان ومكان. قال: "لقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا "كتاب الله وسنتي" فكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم هما المصباح الذي يضيء الطريق للسالكين ولا مفر للمختلفين من الرجوع إليهما لفض النزاع وانهاء الاختلاف سعيا الي كلمة سواء ينطق بها الجميع ويهتدون بها الي مسالك الخير والفلاح والاختلاف من سنن الحياة ولكن الاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله هما الشمس التي تنير الدنيا وتوضح الطرق وتهدي الي الرشاد. ان الظروف التي نمر بها الآن تتطلب منا امعان النظر في تراثنا الديني وحضارتنا العقلية التي تنتمي الي الاهتداء بشرع الله الذي أرسله الله علي لسان رسله جميعا. وطالما اهتدت الامة بذلك فانها ستصل حتما الي الهدف المنشود وتحقق اغراضها في التنمية والتقدم والنجاح. والوصول الي الهدف المنشود يتطلب تعاونا بين الجميع علي الطريق . فالتعاون هو الذي يحدث الحركة الناهضة في الحياة وهو المعني الذي ضرب المثل به في اليدين تلتقيان فتحدثان صوتا يسميه الناس: التصفيق وفي المثل ايضا ان اليد الواحدة لا تصفق. وهو مثل يلتقي في معناه مع ما قلناه من قبل واذا كان الاختلاف من سنن الحياه فان الاتفاق ضرورة لانقاذ هذه الحياة من الزلل والخطأ الذي يقع فيه الافراد حينما يتنكبون الطريق السوي. واجبنا اذن ان نتخاطب ونتناقش ولكن بهدف التعاون في الوصول الي الحق وهو المخرج الوحيد من كل الازمات التي تحدث علي الطريق والامم لا تتقدم إلا بالتعاون بين افرادها وجماعتها. هذا التعاون الذي يحقق النفع للجميع ويوصل الي الهدف الاسمي للأمم. وهو مثال يضربه التاريخ للناس في كل زمان ومكان والنظر الي التاريخ والاهتداء به يعصم الأمم من مذالق الوقوع في الخطأ ويعصمهم من التفرق ويوحد بين صفوفهم وتفكير عقولهم فالي هذا الهدف يجب ان نسير.