* يسأل محمد عواد محمد موظف ما مفهوم الأمن؟ وما هي نظرة الإسلام إليه؟ وما جزاء من يحاول الإخلال به؟ ** إن من أجل نعم الله علي عباده في هذا الوجود نعمة الأمن. ففي ظلاله يأمن الناس علي أنفسهم. وأموالهم وأعراضهم. وفي رحابه ينصرفون إلي شئونهم ومصالحهم: في غير خوف ولا ذعر. وفي اشتمال الأمن تؤدي الأعمال. وتتحقق الآمال. ويسود النظام وتسعد الأمة. وتعلو الحياة. ويهنأ العيش. قال الله تعالي: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" الأنعام: 82. فالأمن ضروري لبني الإنسان كضرورة الطعام والشراب والعافية للأبدان. ولعظم شأن الآمن في إسعاد العباد من الله به وجعله عديلاً للطعام: الذي تدفع به ثورة الجوع: فقال تعالي: "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" قريش:.4 ومما لا شك فيه أن نعمة الأمن أكبر برهان علي كمال الإيمان وعلو الهمة في الإنسان. روي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم".. وان مما تكفل الله به: الأمن والطمأنينة بين الناس قال تعالي: "وربك علي كل شيء حفيظ" سبأ: 21. فمن حاول الإخلال بالأمن أو حدثته نفسه بإحداث القلق بين عباد الله بأي طريقة من طرق الإرهاب أو الترويع أو التخويف أو التخريب فقد تحدي الله في سلطانه ونازعه في جبروته وقدرته. ولا يغلب الله غالب قال تعالي: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً" الأحزاب: 58 وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من أخاف مؤمناً كان حقاً علي الله ألا يؤمنه من فزع يوم القيامة".