تعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة من الشجن والحزن بسبب تصاعد الأعمال التي تستهدف النيل من نبينا - صلي الله عليه وسلم - وفي خضم تلك الأحداث المؤسفة التي نعيشها خرج علينا أحد المخرجين الذي اشتهر عنه توظيف المشاهد الجنسية الفجة في كل أعماله الفنية مطالباً الأزهر بالسماح له بتجسيد النبي - صلي الله عليه وسلم - وصحابته حتي يعد أفلاماً سينمائية توضح للناس بحسب قوله سيرة النبي وعظمته وعظمة الدين الإسلامي وفات المخرج الكبير أن كل المؤسسات الإسلامية الرسمية وغير الرسمية أفتوا بالإجماع بعدم مشروعية تجسيد النبي - صلي الله عليه وسلم. ويقول الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية من الواضح أن هناك من يريد استغلال الفيلم المسيء للنبي - صلي الله عليه وسلم - من أجل تحقيق مكاسب شخصية ولهذا فلابد أن يعيد الأزهر إصدار فتواه التي يحظر تجسيد الرسول أو آل بيته أو الصحابة حيث نؤكد للجميع أن أي تجسيد للنبي في شخص ممثل مرفوض جملة وتفصيلاً برغم الحجج المزعومة التي يقدمونها بأنه هدفهم نبيل ولكن من الواضح أن هذا المخرج وغيره ومن علي شاكلته يحرصون علي استغلال الفرص حتي لو جاء ذلك علي حساب الأمة الإسلامية ونحن نقول له ولغيره إن تجسيد النبي خط أحمر ولو داعبت الفكرة خيالك المريض بالهلاوس الجنسية سيتصدي لك مليار ونصف المليار مسلم الذين لن يرضوا أبداً أن يري ممثلاً يقوم بدور النبي في عمل فني ثم يرونه في وقت آخر أو في فيلم آخر يراقص النساء ويشرب الخمر ويرتكب المعاصي أو نري ممثلة تجسد إحدي زوجات النبي في عمل فني ونراها في عمل آخر تقوم بدور عاهرة فذلك أمر مرفوض لأننا ينبغي أن ننزه النبي - صلي الله عليه وسلم - من باب سد الذرائع فتصوير الأنبياء وإظهارهم في المسلسلات والأفلام أمر لا يجوز شرعاً في جميع الأحوال بل إنه يتنافي مع مقام النبوة فلا يجوز أن تساق لذلك التبريرات لأن تجسيد الأنبياء كله محاذير لعل أهمها أنه لا يوجد شخص يستحق أن يجسد. وأضاف الشيخ أن محاولة هذا المخرج أو غيره إعداد فيلم عن النبي يجسدون شخصه الكريم من خلاله إنما هي محاولة جديدة للإساءة للنبي - صلي الله عليه وسلم - وللأسف فإن الإساءة هذه المرة ستأتي من الداخل الإسلامي من هؤلاء الباحثين عن الشهرة أو المال لهذا لابد من وأد تلك الفكرة في مهدها ولابد من التصدي لهؤلاء الذين يبحثون عن حجة لبث سمومهم في أوصال الأمة فمن يدرينا طبيعة سلوك من سيمثل دور الرسول. وهل سيكون لائقاً أم لا والشخص مهما كان في الصلاح والتقي فلن يبلغ منزلة الرسول. ولا يوجد شخص يستحق أن يجسد دور خير الأنبياء وأفضلهم نبينا محمد - صلي الله عليه وسلم - مشيراً إلي أنه لو لم يوجد سوي هذا المانع لكفي. مؤكداً أن تمثيل الأنبياء إثم كله.