أكد الشيخ طه زيادة - وكيل وزارة الأوقاف أن شغلي الشاغل في المرحلة القادمة النهوض بالعمل الدعوي علي كافة المستويات في محافظة الدقهلية. وقال في حواره ل "عقيدتي" أن الدعوة الإسلامية في حاجة ماسة إلي مزيد من الاخلاص والتفاني في العمل حسبة لله تعالي للنهوض بالأمة الإسلامية بعيداً عن أي انتماءات سياسية أو فكرية أو انتماء لأي جماعة أو حزب. في البداية سألت الشيخ طه.. الدعوة كيف تراها.. وماذا عن دور الدعاة في الفترة الحرجة المقبلة فقال: الدعوة الآن تحتاج الي مزيد من الحرص والإخلاص والصدق في القول والعمل بعيدا عن اي انتماءات حتي تؤتي ثمارها وبالطريقة التي وجهنا اليها ربنا في قوله "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".. فالدعوة تحتاج إلي مزيد من الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن إذا تطلب الأمر ذلك.. وقدوتنا في ذلك سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي خاطب الناس جميعاً علي قدر عقولهم. فأتت الدعوة ثمارها. أما عن الدعاة فهم فصيل من المجتمع موقوفون علي هذه الرسالة وهذا العمل ولا يستطيعون التوجه لأي عمل آخر لهذا ومن أجل ان يكون منهم العطاء والتوجيه فالداعي الي الله مكلف كما قلنا باختيار الله له وليس باختيار نفسه ولا من جهة العمل ولا باختيار أحد من البشر والخلاصة ان الامام مختار من الله لحمل هذه الامانة بدليل أن الله سبحانه لما مدح الخليل إبراهيم مدحه بما منحه فقال له: "إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين" "سورة البقرة". وظيفة الداعية * ماهي الدعوة من وجهة نظركم وما المطلوب من الدعاة للحفاظ عليها في تلك الفترة العصيبة؟ * الدعوة هي صفة سامية يجب أن نرقي الي معناها الحقيقي. ونحافظ عليها بالالتزام والمكث بالمسجد طوال فترة العمل المحددة له.. أيضاً يجب مخاطبة الجمهور بما دعاه اليه ربه بالحكمة والموعظة الحسنة.. فهو كالطبيب الذي يشخص الداء ويصف الدواء خاصة في تلك الفترة التي يمر فيها المجتمع بمنعطف يستوجب علي الجميع ان يتعرف علي مسئوليته وواجباته انطلاقاً من قول النبي صلي الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" وليست المسئولية علي الحاكم أو الأمير أو الملك وحده وانما كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من ولي أمر عشرة من المسلمين جاء يوم القيامة ويداه مغلولتان الي عنقه حتي يفكه العدل أو يوبقه الجور "أي الظلم". مكافأة المجيد * وهل سيكافأ الإمام ا لمجيد وماذا عن المقصر؟ * فليعلم الإمام المجيد انه سيكافأ أولاً قبل البشر من الله تعالي خير الجزاء حيث قال تعالي: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" والجزاء مذكور بعد هذه الآية مباشرة كما جاء في سورة الكهف: "أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها علي الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا".. أما عن دور الوزارة للمجيدين من الدعاة فأقول انهم سيكافأون كما يكافأ من وفقهم الله تعالي بالفوز بجائزة الحج والعمرة بعدما فازوا في المسابقات القرآنية والقراءة الحرة وان شاء الله كما وعد الدكتور الوزير بتكريم المتميزين مادياً ومعنوياً بوضعهم في المكان المناسب واللائق بهم في المستقبل وهذه دعوة لمن يجد في نفسه تقصيراً أن ينهض بنفسه ليلحق باخوانه المخلصين المتميزين قبل أن يحاسب من الله ومن المجتمع المحيط به. نصيحتي للائمة * نصيحة تتوجه بها للدعاة؟ * أنصحهم أن يجعلوا من عملهم الدعوي حسبة لله يدخر لهم كما أنصحهم بمزيد من الجهد والعطاء الدعوي والمحافظة علي المساجد فهي أمانة موكلة إليهم. * ماذا عن منهج الوزارة بالنسبة للداعية وماذا عن دور المسجد في الفترة القادمة؟ * بمشيئة الله تعالي سيكون منهجنا بالنسبة للإمام أولا هو استعادة الهيبة والاحترام والتقدير للداعية بالمسجد - الإمام والخطيب - وذلك بأن يحظي الداعية بحياة كريمة أسوة بكل فئات المجتمع الآخري التي نالت حظها أما عن دور المسجد في الفترة ا ل قادمة فنقول: المساجد تمثل محطة الاشعاع وتلقي الفيوحات الربانية. وهي نقطة الانطلاق الي فهم الدين الصحيح ورأب الصدع في المجتمع وتحقيق الوحدة والتلاحم ومباديء الدين وقيمه واخلاقه وأصوله انطلاقاً من قول الله تعالي: "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم" وانطلاقاً من قوله تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" "الحجرات" وذلك يتحقق عن طريق الداعية الواعي الفاهم لأحوال المجتمع. * وماذا عن دور الوزارة في تثقيف الدعاة وتوفير مكتبات لهم في الفترة المقبلة؟ * أعد بمشيئة الله أن يكون تثقيف الدعاة وتوفير مكتبات لهم شغلي الشاغل في الفترة المقبلة من أجل أن يتحقق للدعاة الانفتاح علي المجتمعات داخلياً وخارجياً وهذا حقهم فلابد من توفير هذه المكتبات بأي وسيلة. كادر الأئمة * وماذا عن الكادر يا فضيلة الشيخ؟ * في الاجتماع الأخير مع الاستاذ الدكتور الوزير أخبرنا معاليه بأنه قد أخذ خطوة جادة في هذا الشأن وعرضه علي السيد رئيس مجلس الوزراء تمهيداً لعرضه علي السيد الدكتور رئيس الجمهورية وأبشر الدعاة أننا سنسمع خيرا قريباً ان شاء الله. اخيرا.. ماذا عن أمنيتكم الخاصة والعامة؟ * أما عن أمنيتي الخاصة فأقول: لا ولم ولن يهدأ لي بال إلا عندما أري كل داعية يحظي بحياة كريمة أسوة بغيرهم ممن يتمتعون بالكادر وحسن المعيشة حتي يستطيع كل إمام أن يقوم بالدور المنوط به. أما عن أمنيتي العامة أدعو الله تعالي أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان وزمان وأن تنهض مصر الوطن العزيز وان نستعيد مجدها وتاريخها وحضارتها.