* يسأل عادل أمين شحاتة من المنصورة: هل مصطلح الابتهال الديني يمكن ان يفهم منه نص الابتهال المكتوب فقط.. أو لابد ان يكون النص مجوودا بصوت حسن؟ ** يجيبه الشيخ عطية صقر من لجنة الفتوي بالأزهر الاسبق: الابتهال الديني تضرع إلي الله سبحانه وتعالي. ودعاء مشفوع بشدة الرغبة في قبوله والرهبة من عدم قبوله.. وحتي يكون مرجو القبول ينبغي أن تلتزم فيه آداب الدعاء. التي جاء بعضها في قوله تعالي: "ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين" "الاعراف: 55" والمراد بالخفية الإسراري به ليكون أقرب إلي الاخلاص وعدم الرياء وفي قوله تعالي: "واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال" "الاعراف: 205" والمراد بالخيفة الخوف من الله أن يرد الدعاء وفي قوله تعالي "انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهباً وكانوا لنا خاشعين" "الانبياء: 90" والخشوع هنا عدم انشغال الفكر بغير الله حين الدعاء. والتزام الأدب والسكون عند مناجاته. والابتهال بما فيه من تضرع ورغبة ورهبة وخشوع. يغلب ان يكون بصوت فيه تحزن قد يسلم إلي البكاء. علي نحو ما يكون في قراءة القرآن الكريم من التحيير والتجويد والتحزن اذي يؤثر في القلوب وقد صح ان النبي صلي الله عليه وسلم وقف يستمع إلي قراءة أبي موسي الأشعري دون ان يحس به. ولما أخبره قال: لو علمت انك تسمعني لحبرته لك تحبيراً وهي صلي الله عليه وسلم كان يتأثر لسماع القرآن ويبكي احيانا. كما حدث عند سماعه لقراءة عبدالله بن مسعود لقوله تعالي: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيداً" "النساء: 41". وإذا كان من آداب الدعاء والابتهال الإسرار به فقد يكون الجهر به مناسبا لظروف معينة. كما إذا كان جماعيا يشترك فيه غير المبتهل بالتأمين علي الدعاء كما في صلاة الاستسقاء. حيث تكون الخطبة مشتملة علي استغاثة وتضرع أن ينزل الله عليهم المطر. ولاشك أن اصوت الحسن الخاشع لله يؤثر أكثر مما يؤثر الصوت العادي في مثل هذه المواقف. وذلك مع التزام القراءة الصحيحة فيما يتخلل الابتهالات من قرآن. بعيداً عن الالحان التي تؤدي بها الاغاني والأناشيد الأخري.