أثارت شكوي الشيخ حمدي أيوب - وكيل وزارة الأوقاف السابق وشيخ مسجد الفتح برمسيس - من كثرة المشعوذين واستغلال البعض لاسمه في النصب علي رواد المسجد وانتشار المشعوذين والذين يحتكرون لأنفسهم العلاج بالرقية الشرعية قضية الدجل والشعوذة باسم القرآن الكريم واحتيال بعض الجهلة والفقراء لهذه القضية. العلماء أكدوا مجدداً أنه ليس من حق أحد احتكار هذا الحق وأنه لا يوجد مشايخ متخصصون في العلاج بالقرآن والتداوي وأن كل من يستغل ذلك في النصب باسم الدين والتكسب به دجال ومشعوذ وأن الأصل في التداوي بالقرآن أن يكون من تقي عالم وليس دجالاً ينصب علي العوام.. داعين المجتمع لممارسة دوره في فضح هؤلاء. الشيخ محمد عيد الكيلاني - مدير عام المساجد الأهلية بوزارة الأوقاف - يري أن الرقية الشرعية جائزة ولا غبار عليها.. لكن بشرط أن تكون بدون أجر وأن تكون حسبة لوجه الله تعالي.. فالقرآن شفاء لقوله تعالي: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للعالمين".. وهناك العديد من الآيات التي تحث علي الشفاء في القرآن الكريم.. وليس بغريب علي القرآن الكريم أن يكون معجزاً ليس في معناه وإنما في معناه وفي استخدامه لشفاء الأمراض خاصة أنه يعالج النواحي الروحية وهو سكينة وطمأنينة.. ويروي أن أحد الصحابة وهو سيدنا "أسيد".. كان يقرأ القرآن وبين يديه حصان شارد هائج فهدأ وسكت. انطباع سييء ويمضي الشيخ الكيلاني موضحاً أن التوسع في هذا الجانب من الدخلاء والدجالين هو الذي يعطي انطباعاً سيئاً خاصة إذا استغل هؤلاء ضعاف النفوس في دجلهم وكذبهم علي الناس لذلك أنا أري أن هذه الرقية ليست مقصورة علي شخص معين أو مكان معين لكنها يجب أن تكون من رجل نقي من أهل القرآن الذين يخشون الله ويخافونه وأن يكون القائم بها طيب السمعة وألا يأتي بما يخالف شرع الله.. فالرقية ليس لها شيخ معين أو مكان معين وليست مقصورة علي أحد بذاته ولكنها مرتبطة بصلاح من يقوم بالرقية وليس المسجد أو الشخص. الشيخ عبدالرءوف محمد - إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة يري أن القول بأن هناك شيوخ خصوصي للرقية الشرعية مغالطة.. ولا يوجد شيخ خصوصي وآخر عام للرقية.. لكن قد يكون الشيخ مرتبط بالمكان نفسه والناس تعتقد في قدسية المكان وروحانيته كمسجد السيدة نفيسة مثلاً أو السيدة عائشة أو مسجد الإمام الحسين إلي آخره.. وايضا العبرة بسمعة الإمام وعلمه والرقية مرتبطة بصلاح الراقي نفسه والدليل علي ذلك حديث النبي صلي الله عليه وسلم "هل فيكم من راقي".. وحديث آخر ما معناه "لا يرقون ولا يسترقون".. فقد ذهب فريق من العلماء إلي أن الرقية جائزة أما الذين لا يقرون الرقية فهم يستندون إلي الحديث الثاني. ومادام الأمر مختلف عليه.. فالمختلف فيه لا ينكر ولا يستطيع أحد أن ينكره مادام عليه خلاف. ويمضي الشيخ عبدالرءوف موضحاً طبيعة المصريين كما قال ابن خلدون أنهم شعب يميلون للتدين ويري هذه القشرة الدينية متمثلة في الأولياء وآل بيت النبي صلي الله عليه وسلم.. لذا فنحن نجد أن قلوب المصريين تتعلق بهذه المساجد وبالقائمين عليها من الأئمة والخطباء فيميلون إليهم ليرقونهم حباً وكرامة لآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم. خرافات المشعوذين يوضح الشيخ زكريا الخطيب - وكيل مديرية الأوقاف بمحافظة الشرقية - أنه ليس من المعقول علي الإطلاق أن يصدق المصريون ونحن في القرن الواحد والعشرين خرافات المشعوذين والدجالين خاصة أن المعارف الشرعية الموثوق بها أصبحت متاحة للجميع من خلال الإنترنت والفضائيات فضلاً عن الدعاة العدول الذين يثق الناس في آرائهم.. مشيراً إلي أن الرقية الشرعية لا خلاف ولا جدال حولها فالتداوي بالقرآن الكريم سر من أسرار كتاب الله عز وجل وهو أمر يتعلق بطهارة النفوس البشرية وزيادة ارتباط العبد بربه وتعلقه بآياته واستمراره في طاعته. رفض الشيخ الخطيب إدعاء البعض من المشعوذين ومروجي الفتن ومن يسيئون للدعاة والمشايخ ممن ينصبون أنفسهم متخصصون في الرقية الشرعية أو العلاج بالقرآن ومن يتقاضون أجوراً مقابل ذلك وينخدع العوام في حديثهم باسم الدين والدين منهم براء.. داعياً الجميع إلي التعامل مع مثل هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم أوصياء علي الأسرار الإلهية في التشافي والتداوي بالقرآن الكريم ويستغلون ذلك في انتهاك الحرمات وهتك الأعراض والتغرير بالجهلاء وسوء استغلال الفقراء وحوائجهم. أضاف: الحذر كل الحذر من هؤلاء ممن يخلطون الدين والتدين والقرآن الكريم وأسراره العظيمة التي لا يختلف عليها بالشعوذة والسحر وانتهاك الحرمات وارتكاب المحرمات.. داعياً الجميع لأن يتصدوا لهؤلاء الذين يرتكبون الحرام باسم كتاب الله وكتاب الله منهم براء. ضعف إيمان اعتبر الشيخ السيد محمد السيد - إمام وخطيب بأوقاف القاهرة - أن استمرار وجود مثل هذه الممارسات وسط الظروف الحالية لهو دليل علي ضعف الإيمان واستمرار الجهل والفقر واستثمار البعض من النصابين والمحتالين لتلك الخلطة تحت شعارات التدين والحديث باسم حامل القرآن وحافظ القرآن.. مبيناً أن من يمنحه الله سراً من أسراره لا يستطيع علي الإطلاق أن يتكسب باسم هذا الفضل ومن يتاجرون بالعلاج بالقرآن أو بالرقية الشرعية ويحتالون علي الفقراء ويستغلون ظروفهم في تحقيق مكاسب مالية هم دجالون ومفسدون في الأرض يجب أن يفضحهم المجتمع ويكشف عوارهم والله يتولاهم في الدنيا والآخرة. أشار إلي أن كل من يسيئ للقرآن الكريم ويستغله في تكسب غير شرعي وينتهك الحرمات آثم شرعاً ومنتهك لحرمة كتاب الله عز وجل وعلي المجتمع المسلم أن يحاصر هؤلاء ويفضح أساليبهم لأنهم بكل أسف يمارسون عملهم عياناً بياناً ويجدون من يروج لهم وربما يتكسب من ورائهم علي رءوس الاشهاد فلا يمارسون عملهم سراً ولا في الخفاء وبالتالي يجب علي رقابة المجتمع أن تطاردهم وتكشف تدليسهم وعوار ممارستهم وهذا هو الحل الرشيد لمواجهة من ينشرون تلك الخزعبلات. وعرض إلي أنه لا يمكن علي الإطلاق أن يقول شخص أنه متخصص في الرقية الشرعية ولا العلاج بالقرآن ويسلم له ويتكسب من خلاله وهذا أمر غير مقبول فيمن يتكسبون من وراء ذلك.. مستدركاً أن ذلك لا ينفي وجود أسرار للتشافي والعلاج بالقرآن لا تمنح إلا للصالحين ولا أحسب أن صالحاً منح ذلك الفضل من الله ويتاجر به والله يتولي الجميع.