تستقبل شواطئ الإسكندرية والساحل الشمالي بصفة خاصة كل عام ضيوفاً من نوع خاص يأتون من محافظات الشرقية وكفر الشيخ سعياً وراء "أكل لقمة عيش" علي حد قولهم. حيث يقرأون الطالع والكف وضرب الودع وغيرها. محمد جابر مستأجر أحد الشواطئ يؤكد أن هؤلاء الدجالين نحاول إبعادهم عن رواد الشاطئ إلا أنهم يصرون علي ابتزازهم ومحاولة اقناعهم بقراءة الطالع والكف و"ضرب الودع" و"وشوش الدكر" للحصول علي "المعلوم". يضيف أنه يوجد بعض الزبائن يحبون الجلوس إلي هؤلاء الدجالين خاصة النساء وغير المتزوجات منهن بصفة خاصة لسماع ما يروقهن من أخبار وهمية تنطبق بصفة عامة علي معظم الحالات وأحياناً يطلبن "حجاب المحبة" الذي وصل سعره إلي 400 جنيه وهو عبارة عن وريقة مكتوب فيها بالحبر الأحمر خزعبلات وألفاظ مبهمة وحروف متناثرة ليس لها معني. "أم السيد" وشهرتها "أم الجن" من محافظة الشرقية تقول أن هذا أكل عيش ورثته عن والدتها التي كانت تبيع الوهم علي شواطئ مطروح منذ عشرين عاماً. وتؤكد أنها متزوجة وزوجها راض عن عملها ويتركها لمدة شهرين بالإسكندرية خلال الصيف لممارسة المهنة وجمع المال. وأن الزبائن ينتظرونها من الصيف للصيف ويسألون عنها ومعهم رقم موبايلها لاستشارتها في بعض المسائل ويعتبرونها بمثابة الطبيب النفسي الخاص بهم. قالت أنها توحي لهم بالشفاء من خلال كلمات وأنها اتصلت بالجن وأخبرها بكذا وكذا والزبائن خاصة السيدات يصدقون كلامي وأهم شيء الثقة في الدجال هي أول خطوة علي طريق النجاح. وأننا نحضر من عند العطار بعض الأعشاب والبخور وعين العفريت وقرن الخرتيت وكلها أدوات مساعدة للمهنة ونبيعها للزبائن. أما أخطر دجالة يذهب إليها الزبائن حتي منزلها وهي سودانية الأصل وتقيم بالساحل الشمالي وتستقبل ضيوفها داخل صالون بسيط وتقدم لهم القهوة قبل الاستشارة يسدد بعدها الزبون خمسة جنيهات وكأنها "كشف" مبدئي ثم يدخل إلي الصومعة وهي مكان تفوح منه رائحة البخور الغريبة. وتستمع إلي شكواه وتسأله أسئلة تحصل من خلالها علي معلومات غير مباشرة ثم تقترح العلاج الذي لا يتعدي تناول الأعشاب وقراءة الكف لمعرفة المستقبل علي حد قولها. قالت أن هناك حالات كثيرة كانت تعاني من مخاوف "ومنحوسة" تم "فك النحس" لها خاصة زواج البنات اللائي فاتهن قطار الزواج والسيدات الراغبات في الانجاب بعد أن فشل الأطباء المتخصصون في علاجهن وأحياناً تكون الحالة مستعصية ولكنها تظل متمسكة بالأمل ولا تريد سماع كلمة النهاية مني لأنها تزعجها. أما فتنة فهي جميلة الجميلات والمتخصصة في قراءة الطالع لضيوف مارينا من البهوات.. تقول أنها حزينة هذا العام بسبب ما أحدثته الثورة ومحاكمة "البهوات" علي حد قولها. لأنها كانت تحصل علي المال الوفير أو حتي بعض قطع الموبيليا التي يستغنون عنها. كانت "الهوانم" زوجات البهوات يهدونها إياها بدلاً من القائها في القمامة. أما الفيلسوف كما يسمونه وهو أحد الدجالين كبار السن الذي يقبع علي أحد الشواطئ الخاصة متخفياً لأنه يعرف أن هذا العمل والشعوذة مجرمة من قبل القانون له رأي متمسك بصحته وهو أن الثورة لن تؤتي أكلها قبل 7 سنوات بعد أن ينتهي الفساد تماماً. وتتم محاكمة "الحيتان". وتنتعش الحالة المادية في البلاد وتختفي "العفاريت" ويقصد بذلك البلطجية. مبروك أبوتلات أحد شيوخ الطريقة العزمية بالساحل الشمالي يؤكد أن ما يقوم به الدجالون هو مخالف للدين والشرع ولا يعلم الغيب إلا الله. وأن ما يحدث هو "شرك بالله" ويجب مطاردتهم مشيراً إلي أن التداوي بالقرآن هو الأحسن وأن قراءة القرآن تشفي الصدور وتزيل الغل والحسد وتنور العقول والقلوب. وأنه يستيقظ أكثر من مرة قبل الفجر علي صوت أحد الأشخاص وهو يقرأ القرآن بصوته وهو يجد في ذلك حلاوة لا تقدر بمال ومن خلال ذلك يتوقع حدوث أشياء تحدث فعلاً وما تسمي "البصيرة" وأن من ينام علي وضوء لا يمسه الشيطان ولذلك كل ما يتم علي الشواطئ من سحر ودجل هو حرام ويجب منعه. عطية جابر عطية مدرس أول يؤكد أن أهل القري والفلاحين هم أكثر تعرضاً للنصب والاحتيال من جانب الدجالين علي الشواطئ لأنهم يتميزون بطيبة القلب ويصدقون ما يقال لهم بسهولة وهم لقمة سائغة للمشعوذين. أما الشيخ طلعت أبويونس وكيل المعهد الأزهري بالعامرية فيؤكد أن ما يفعله هؤلاء المشعوذون هو خروج عن الدين وشرك واضح لأنهم يدعون معرفتهم بالغيب الذي لا يعلمه سوي الله عز وجل متعجباً من غياب دور الجهات الرقابية بمحاسبة هؤلاء الذين يأكلون حراماً في بطونهم ويغررون بالأبرياء والسذج الذين يصدقونهم.