اشتباكات حادة شهدها مؤتمر عقده عدد من قيادات فلسطينيي الشتات بنقابة الصحفيين المصريين للتعليق علي زيارة المفتي المصري الدكتور علي جمعة للقدس والصلاة في المسجد الأقصي حيث رفضت بعض القيادات تلك الزيارة ووصفوها بأنها فتنة تطبيعية جديدة فتحها جمعة ولابد أن تسارع مصر لإغلاقها بإقالته في الوقت الذي اعتبرت فيه قيادات أخري ما فعله جمعة اختراقاً ناجحاً للحصار الصهيوني المفروض علي المسجد الأقصي ومحاولات التهويد المستمرة التي يمارسها العدو الصهيوني مطالبين المسلمين في شتي أنحاء العالم بتكرار تلك الزيارة وشد الرحال للمسجد الأقصي للحفاظ علي هويته الإسلامية. من جانبه هاجم المفكر الفلسطيني عبدالقادر ياسين زيارة المفتي قائلاً ان ما فعله جمعة سقطة مدوية تستحق العقاب والمحاكمة علي قدر الجريمة التي اقترفها حتي يصبح جمعة عبرة لغيره مطالباً بعدم الاكتفاء بمجرد رفض الزيارة وشجبها أو اعتبارها مجرد ذلة حتي لا يتشجع الآخرون علي إتمامها مشيراً إلي أن صلاح الدين الأيوبي رفض دخول القدس بعد انتصاره علي الفرنجة في حطين إلا بعد غسلها ومساجدها تماماً من دنس الفرنجة والصليبيين. أشار ياسين إلي أن زيارة جمعة لها مساوئ عديدة أهمها أنها ستظهر الاحتلال الصهيوني بمظهر حضاري وتسبغ صورة كاذبة عن الصهاينة وكأنهم يتسامحون مع كل الأديان ويفسحون المجال لكل من يريد الصلاة في القدس وتحرف الزيارة الأنظار عما يقترفه الاحتلال من جرائم بشعة ضد الأسري الفلسطينيين وتحث الناس علي السياحة إلي الكيان الصهيوني. أما الباحث الفلسطيني أحمد الدبش مسئول الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الفلسطينية فقال ألم يسأل شيوخنا الأجلاء أنفسهم. لماذا سمح الكيان الصهيوني لهم بالصلاة في الأقصي. في حين يرفض السماح للمقدسيين بالصلاة هناك؟ ألم يتبادر إلي ذهنهم صورة المشردين واللاجئين المقدسيين. الذي يقوم الكيان الغاصب بهدم بيوتهم لتهويد معالم القدس؟ ألم يقرأ هؤلاء المدعون التاريخ الإسلامي؟ ألم يصادفهم قول عثمان بن عفان للمشركين برفضه الطواف بالبيت في مكة. ومحمد مازال ممنوعاً من ذلك؟ ولماذا لا يقتدي شيوخنا بالقاضي محيي الدين بن الزكي القرشي. الذي رفض أن يخطب الجمعة. أو يصلي في المسجد الأقصي. إلا بعد تحريره من الاحتلال الصليبي. ولماذا لم يصعد الداعية والمفتي إلي المنبر ليعلن نفير الجهاد من المسجد الأقصي. إن كانت الزيارة لمساندة الحق العربي والإسلامي في القدس؟ كلها أسئلة نشك في أن المفتي المصري سيجيب عليها هو أو أي من الذين يروجون لتلك الزيارة. قال الدكتور خضر البريعي أمين اللجنة العربية للتحرير والعودة ورئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين إن زيارة المفتي وغيره من علماء الأمة لن يعيد القدس واللجوء للشرعية الدولية ايضا لن يعيد القدس مشيراً إلي أن القدس لن تعود إلا بالكفاح المسلح وبالجهاد ضد العدو الصهيوني الغاصب ومن يتحدث بغير لغة القوة فلن يعيد القدس مهما استخدم من عبارات رنانة. علي الجانب الآخر قال الشيخ محمد الهنود رئيس إذاعة القرآن الكريم بالقدس إن ما فعله مفتي الديار المصرية له مؤيدوه ومعارضوه في نفس الوقت وهو ما يحتم أن يجتمع المؤيدون والمعارضون ويعملون علي الخروج برأي شرعي واحد يجتمعون حوله ويلزم المسلمين جميعاً وبجانب هذا نحن نطالب الحكومات العربية بخطة عملية فعالة حتي نعيد للأقصي وجهه الإسلامي ونخرج من أركانه الغاصب الصهيوني ولابد أن يتوقف العرب والمسلمون عن سياسة الشجب والاستنكار بعد أن أثبتت تلك السياسة عدم جدواها وأضاعت حقوقنا كاملة في المقدسات والأراضي الفلسطينية. أما الدكتور عبدالله جمال وهو باحث فلسطيني من أهل غزة فقال إن من هاجم المفتي لا يعلم حجم الدعم المعنوي الذي شعر به الفلسطينيون بعد زيارة جمعة للقدس ولابد أن يتأدب الجميع مع العلماء ولهجة النقد القاسية قد تصلح مع الساسة ولكنها غير صالحة مع علماء الدين الذين لابد أن نجلهم ونحترمهم والفلسطينيون لمن لا يعلم يعتبرون زيارة المفتي المصري بداية الاختراق للكيان الصهيوني وبداية لإلقاء الضوء علي ما تتعرض له القدس من ظلم وعدوان فخلال العامين السابقين استولي الكيان الصهيوني علي أربعة آلاف منزل من منازل المقدسيين وأصدر قانون الغائبين الذي يتيح للمستوطنين اليهود الاستيلاء علي أي منزل مقدسي يغيب صاحبه عنه لمدة عامين وتسحب منه هويته المقدسية ولهذا فقد جاءت زيارة المفتي في وقتها ونحن نتمني تكرارها. أما مني عمر قرينة المجاهد الفلسطيني المعروف محمود عمر فقال: منذ 1948 وهناك منطقان يحكمان قضية زيارة المسلمين للقدس والصلاة في الأقصي ولابد من حل لهذه الاشكالية الشرعية ولابد من حل آخر للاشكالية التي يعاني منها الحكام العرب الذين يتعاملون مع القضية الفلسطينية فخلال حرب 48 وعندما شعر بعض الفلسطينيين بأن الموت يحاصرهم اضطروا للانسحاب فأطلق العرب علي هؤلاء أنهم باعوا منازلهم لليهود ومن بقي من الفلسطينيين ولم يبع قالوا عنه خائن وجاسوس واليوم القدس كلها راحت والعرب يدورون في فلك نفس الاشكالية ويكتفون بالشجب والاستنكار وأنا من القاهرة أطالب العلماء والساسة بالبحث عن وسيلة وطريقة تتيح للمسلمين زيارة القدس ودعم أهلها بحيث لا تتسبب تلك الزيارة في دعم الاقتصاد الصهيوني بأي شكل من الأشكال. قال الدكتور عمر عبدالعزيز باحث مصري في الشأن الفلسطيني ان موضوع القدس خلافي ولم يستقر العلماء علي رأي قطعي حوله ولابد أن يجتمع العلماء علي رأي واحد خاصة لو علمنا أن هناك 5.3 مليون سائح مسيحي زاروا القدس عقب وفاة البابا شنودة الثالث بابا الأقباط المصريين ورغم هذا العدد الكبير فإنه لن يشكل رادعاً للعدو الصهيوني الذي يحاول السيطرة علي أرض القدس بالكامل.