دعت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في بيان لها كل من الأزهر والكنيسة إلي العودة إلي الجمعية التأسيسية للدستور وأعربت فيه عن قلقها الشديد من محاولات التشغيب علي لجنة المائة المنتخبين من أعضاء مجلسي الشعب والشوري لوضع الدستور المصري الجديد. أوضح الدكتور محمد يسري الأمين العام للهيئة أنها توصي جموع المصريين في ظل هذه الأزمات والفتن باللجوء إلي الله تعالي بالتوبة والاستغفار والدعاء والتوسل إلي الله تعالي بالعبادة وصالح العمل ليكشف الله عن بلادنا غمة الفتن وبلاء المحن. وتؤكد أهمية إدارة الحوار المجتمعي مع إدارك أهمية التعايش والقبول بالتعدد كحقيقة واقعية وبما لا يمس ثوابت الشريعة الإسلامية والقيم المجتمعية الراسخة. وأشار إلي أن الهيئة تتحفظ علي ممارسات بعض القوي السياسية تجاه اللجنة التأسيسية المشكلة بطريقة دستورية صحيحة ووفقاً للمادة 60 من الإعلان الدستوري وهي المادة 189 مكرر من الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي وافق عليها الشعب في استفتاء 19 مارس 2011م. أوضح أن الأمة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أو المزايدة انحيازها إلي مشروع نهضتها الحضارية علي أساس من شريعتها الإسلامية والذي تمثل في رفضها لفرض وثائق سابقة الإعداد ليؤسس عليها دستورها وهي الآن أشد تمسكاً باستقلال إرادتها وتحرير هويتها. وناشدت الهيئة علماء الأزهر الأحرار ورجال الكنيسة المصرية أن ينحازوا إلي إرادة أمتهم وألا يسجل التاريخ عليهم انحيازهم إلي سياسات الحزب الفاسد قبل الثورة وإلي أعداء المشروع الإسلامي الوطني بعد الثورة وتبارك الهيئة المحاولات الرامية لاحداث التوافق المطلوب بين القوي السياسية والوطنية كافة وتحذر في ذات الوقت من محاولات الانقلاب علي الإرادة الشعبية وتري أن التيار الإسلامي قد أبدي حسن نيته بتنازله عن النسبة التي زادت علي السبعين بالمائة من أعضاء المجلسين المنتخبين إلي أقل من خمسين بالمائة من الجمعية التأسيسية للدستور. وطالبت الهيئة الجمعية التأسيسية بالمضي قدماً في أعمالها من غد الأربعاء القادم مع تصعيد الأعضاء الاحتياطيين عوضاً عن المنسحبين وليعلم الجميع أن عقارب الساعة لن تعود للوراء وعلي اللجنة المنتخبة أن تمارس عملها بتؤدة وأناة وإنجاز ما أنيط بها من وضع الدستور الجديد دون إبطاء وأن تستمع لكل صوت منصف وعقل حكيم من غير رضوخ لمطالب فئوية تريد فرض إرادتها علي جموع المصريين وبطريقة إقصائية غير مقبولة وتطالب الهيئة جموع الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الوطن بنبذ أسباب الفرقة والتناحر وتحذرهم من خطورة التخوين والتشويه للرموز والمؤسسات الوطنية وتدعوهم إلي تغليب مصلحة الوطن والاجتماع حول القضايا المشتركة وحماية ثورتهم من محاولات الابتزاز والالتفاف. وانهت الهيئة بيانها بدعوة الجمعية التأسيسية للدستور لتشكيل عدد من اللجان الاستشارية في مختلف التخصصات من أساتذة الجامعات وأصحاب الخبرات العلمية والعملية المتميزة ليستفاد من رؤيتها ونصيحتها في إعداد مواد الدستور المقبل.