طالب خبراء اللغة بضرورة الاهتمام باللغة العربية في كافة مناحي ومستويات التعليم والبحوث بإعتبارها اللغة الأم. محذرين من خطورة عدم وجود مراجع علمية بلغة عربية مما ينتج عنه اختلاف وجهات نظر العلماء فيما يتعلق بالألفاظ المعربة في القرآن الكريم. جاء ذلك في الندوة التي عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس بعنوان "المعرب والدخيل" دراسة صوتية وصرفية. أدارها الدكتور جمال شقرة - مدير المركز - الذي أكد علي أهمية اللغة العربية في العالم الإسلامي لتكون موازية للاهتمامات المعرفية الأخري. مشيراً الي دور اتحاد مجامع اللغة العربية في تنظيم الاتصالات والعمل علي توحيد المصطلحات العلمية والفنية والحضارية. موضحاً ان التدريس باللغة العربية لا يعني إهمال اللغة الأجنبية ليستطيع الباحث الاطلاع علي ثقافات العالم الأخري من خلال إبداعاته وتطوراته في المجالات العلمية. وأشار الي ان الدعوة الي التعريب تأتي بإعتماد اللغة العربية كلغة حوار من أجل تعميق الوعي والفهم باللغة الأم. قال الدكتور شمس الهادي بدرون - استاذ اللغويات بجامعة "غاجاه مادا" التابعة للحكومة الاندونيسية - إن التعريب ليس بحثا للتراث القديم وليس ترجمة لفظية للمصطلحات الأجنبية وليس إدخالا للغة العربية. بل هو إحياء لغوي للشخصية العربية الأصلية بمقوماتها الحضارية. موضحاً ان المشاكل التي تواجه التعريب كثيرة ومتعددة منها مشكلة توحيد المصطلح في الوطن العربي. فاختلاف مصدر المصطلح يؤدي الي الاختلاف في الترجمة. حذر د.شمس من ان المراجع العلمية باللغة العربية نادرة وقليلة ولعل سبب ذلك يعود الي مشكلة التأليف والترجمة وعدم توافر المراجع الحديثة باللغة العربية. مما أدي الي تباين وجهات النظر بين العلماء في موقع المعرب في القرآن الكريم قديماً واستمر التباين في الآراء حتي بعد ان ظهر العلم الحديث. طالب د.شمس بالالتزام بالثوابت الثلاثة: الحرف العربي والايقاع الصرفي والبنية الصوتية العربية بعناصرها الخمسة والتي سميناها بالنظام الصوتي العربي وهو الركن الاساسي الذي قامت عليه طريقة المحدثين في التعريب.