خرجت بورسعيد عن بكرة أبيها بنسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها في مظاهرات عارمة. رافضة أن توصم بوصمة عار قتل 73 من شباب جماهير النادي الأهلي. ومؤكدة علي براءتها من دماء هؤلاء الشهداء. الذين راحوا ضحية لمؤامرة فلول الحزب الوطني. الذين أرادوا افشال الثورة المصرية وخراب المدينة التي خربوها من قبل بعد حادثة أبوالعربي الشهيرة. التقت "عقيدتي" بعدد من الأئمة والدعاة الذين أعربوا استيائهم من قتل آلاف المصريين بجميع محافظات مصر وانتشار ظاهرة الإنفلات الأمني والأخلاقي بالمجتمع . في البداية اكد الدكتور أمين عبدالواجد - مدير أوقاف بورسعيد - ان هذه الأحداث التي شهدتها مباراة الأهلي والمصري لا يقرها يدين ولا منطق ولا عرف. ولكن هي شهادة علي مدي الانفلات الأمني والقيمي والأخلاقي التي تعيشها في مصر في ظل الظروف الراهنة والتي أصبحت مرتبطة بثقافة المجتمع.. وقد قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم "ان زوال الدنيا أهون عند الله من قتل امريء مؤمن" لذلك لابد وان يكون هناك رادع قانوني قوي للقضاء علي ظاهرة القتل بدم بارد التي تجتاح الشارع المصري والتي تهدد بضياع المبادئ والقيم والأخلاق ومن ثم الدين في نفوس شباب هذه الأمة المسلمة. حرمة المسلم قال الشيخ محمد الغرباوي مدير منطقة الوعظ: ان حرمة الإنسان المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة المشرفة وهذا ما أكد عليه نبي الإسلام في خطبة الوداع. فدم المسلم وغير المسلم وماله وعرضه حرام علي الإنسان المسلم.. ونحن بمنطقة الوعظ نرفض وبشكل قاطع ان تكون العلاقة بين المصريين بكل أطيافهم داخل هذا الوطن أو خارجه بهذه الصورة التي يندي لها الجبين ونؤكد ضرورة الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه قتل أبناء هذا الوطن لوقف ظاهرة سفك الدماء التي انتشرت في الآونة الأخيرة. أضاف الشيخ أحمد أبوالسعد مدير الدعوة الأسبق بأوقاف بورسعيد.. ان ما يحدث من إهدار لدماء المصريين يؤكدي ان هناك مؤامرة علي هذا الوطن.. لذلك لابد وان يصدر بيان من علماء الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية يطالب بتطبيق حد الحرابة علي كل من يقتل النفس التي حرم الله قتلها أو يفسد في الأرض ومن يعبث بأمن مصر لأن التباطوء والتراخي في حسم مثل هذه الأمور سوف يأخذنا إلي أحداث أشد خطراً وسوف تأكل في طريقها الأخضر واليابس. دروع بشرية ألمح الشيخ ياسر عبدالوهاب - إمام مسجد نور الإيمان - انه لابد وان يضطلع الأزهر الشريف والسادة العلماء والأئمة بدورهم المنوط بهم في حماية المجتمع. والعمل علي توعية أبناء هذا الوطن بخطورة الدخول في حروب جانبية لن يستفيد منها أي طرف من الاطراف وعليهم النزول إلي الشارع ليكونوا بين الناس وان يكونوا دروعاً بشرية لحماية شباب مصر حتي ان كلفهم هذا ان تذهب أرواحهم والتصدي للشائعات التي تزرع الفتنة بين المواطنين. مشيراً إلي ان ما حدث باستاد بورسعيد وصمة عار في جبين رجال الأمن الذين شاركوا في هذه المذبحة بعدم تأمينهم لجماهير النادي الأهلي. أضاف الشيخ محمد عبدالشكور - إمام مسجد عزيزة عصفور ان هناك الكثير من الأطراف المستفيدة من نقل الأحداث التي تجري في القاهرة إلي باقي المحافظات لانتشار الفوضي في ربوع مصر ومنها فلول الحزب الوطني والجماعات السياسية المختلفة.. واعتقد ان هذه المؤامرة دبرت بنفس الفكر القديم واستغل فيها حماس وتعصب جماهير بورسعيد لضرب الثورة وتجدد أحداث الشغب كما شهدنا خلال الأيام الماضية. المؤامرة الكبري قال الشافعي برهام - عضو اتحاد علماء المسلمين ومدير إدارة الوعظ والارشاد ببورسعيد ان ما حدث حلقة من حلقات المؤامرة الكبري حول مصر. وقد استغلت هذه المباراة لحساسيتها لتكون مسرح للجريمة لاستكمال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو.. ولابد وان نعي ان ما حدث أكبر من مباراة في كرة القدم. لأنه مذبحة بمعني الكلمة للنيل من شباب مشجعي النادي الأهلي الذين ساهموا وبشكل فاعل في انجاح هذه الثورة. أضاف عادل عيسي بمنطقة بورسعيد الأزهرية ان أحداث استاد بورسعيد تكشف مدي ضعف التواجد الأمني بالمحافظة والانهيار التام الذي أصاب هذه المؤسسة. وقد ظهر هذا بوضوح من خلال هذا الكم الهائل من الشهداء الذين سقطوا بعد المباراة.. ونحن نطالب بتوقيع أشد العقوبة عن المسئولين عن هذه الأحداث. بيان أمانة الدعوة أصدرت أمانة الدعوة والخطباء ببورسعيد والتي تضم 25 عضوا يمثلون "الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وشباب الدعوة السلفية والأزهر الشريف والأوقاف وخطباء المكافأة" عدد منهم من أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. بيان استنكار للاحداث التي شهدتها مباراة الأهلي والمصري ببورسعيد. مؤكدين أن هذه الاحداث ما هي إلا مؤامرة تحاك لإجهاض مكتسبات الثورة المصرية وإلصاق هذه التهمة بشعب بورسعيد الذي تصدي من قبل لهجمات العدوان الثلاثي الغاشم علي أرض مصر. وقد اتفق الدعاة علي الوقوف في وجه هذه الفتنة وإفشال أي مؤامرة من شأنها إحداث الوقيعة بين أبناء هذا الوطن والعمل علي تخطي هذه الأزمة وحماية مؤسسات الدولة والوقوف صفاً واحداً في وجه الشائعات التي تريد تدمير مصر.