. نعرف خطورة البلهارسيا قبل أن ننزل الترعة. نعرف تأثير التدخين علي القلب وتصلب الشرايين قبل أن نشعل سيجارة. كل ما نعاني منه من أنفسنا يقول سبحانه وتعالي: "وما اصابك من حسنة فمن الله وما أصباك من سيئة فمن نفسك" إن النبي صلي الله عليه وسلم عندما أراد أن يغير ما بالقوم من شرك وكفر في زمانه لم يقتلهم ولم يدمرهم. لقد بعث ليجد الناس تعبد الأصنام لتقربهم إلي الله زلفي. ويعبدون الأوثان وعلي أنها آلهة لكنه لم يكسر أصنامهم. بل صبر عليهم. علمهم التوحيد فلما دخل الإيمان قلوبهم خرج الشرك منه وتبعه الكفر ايضاً. أبصروا بنفس العيون التي كانوا يبصرون بها سابقا وبنفس القلوب التي كانت في صدورهم وبنفس العقول التي كانت في رءوسهم قبل ذلك. لقد أبصر المسلمون الأوائل التماثيل التي كانوا يعبدونها من قبل فوجدوها بعد ان غيروا ما بأنفسهم - مجرد حجارة لا تضر ولا تنفع ولا تصلح لشيء مما كانت تقدس به. لا تصلح أن تكون آلة تعبد لذاتها أو للتقرب إلي الله. هنا غير الله ما بهم من شرك وكفر لأنهم غيروا ما بأنفسهم من تصورات إيمانية خاطئة. وفعلوا ذلك استعانة برسول الله صلي الله عليه وسلم. إن الرسول لم يقتلهم ولم يكسر أضلاعهم بل ساعدهم علي نزع الشرك من قلوبهم فماتت الأصنام والأوثان التي كانوا يعبدونها وهي منتصبة أمامهم. ماتت واقفة. ولا يتعلل أحد بما فعله سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما كسر الأصنامه فهو عندما فعل ذلك زادت تجارة الأصنام وتحمس لها الناس وحسَّنوا في صنعها. ولم يقض علي الشرك والوثنية البقية العدد القادم إن شاء الله