خائفون مذعورون يعيشون في كابوس طويل كلما رأوا منتقبة تسير وسط زحام القاهرة تذكروا مصيبتهم وتسئلوا بين أنفسهم ماذا سيكون مصيرهم وكيف سيعملون؟.. هذا هو حال الكثيرين اليوم في مصر بعد استمرار تقدم الإسلاميين في الإنتخابات البرلمانية وقد لا نكون مبالغين إذا قلنا إن بعض هؤلاء فكر في الرحيل من مصر نهائيا والبعض الأخر يفكر في تغيير نشاطه والثالث يضع الآن التدابير اللازمة للتعامل مع الوضع الجديد...عقيدتي تفتح من خلال هذا التحقيق ملف الخائفين من الإسلاميين للتعرف علي وجهة نظرهم وطبيعة استعداتهم للمرحلة المقبلة : أول الخائفين العاملون بالقطاع السياحي وهم كما نعلم بالملايين ويخيفهم للغاية وصول الإسلاميين للحكم خاصة مع التصريحات التي تنطلق هنا هناك حول رفض السلفيين لكثير من ممارسات السياح الذين يقصدون مصر مثل شرب الخمر أو لعب القمار أو ارتداء الملابس التي يري الإسلاميون أنها لا تليق بالقيم والأخلاقيات الإسلامية وتثير الفتنة ولأن تلك التصريحات أثرت في السوق السياحي المصري فقد أعلن الكثير من العاملين بهذا القطاع الحيوي عن تخوفاتهم من الإسلاميين . ويقول شريف حنفي المسئول المالي بأحد فنادق شرم الشيخ أن كل من يعمل في السياحة يحمل اليوم تخوفا من هؤلاء الذين أطلقوا تصريحاتهم المخفية يمينا ويسارا دون إدراك أو وعي لتأثير تصريحاتهم علي السوق السياحي المصري وبالتالي علي الإقتصاد والغريب أن هؤلاء الذين أطلقوا تصريحاتهم المخيفة للسائحين لم يعرضوا برنامجا بديلا يوضح طريقة تعاملهم مع قطاع يساهم في إدخال مليارات من الدولارات للخزينة المصرية وأنا أتساءل هل يعلم هؤلاء طبيعة الشخص الذي يسافر من مكان لمكان من أجل التنزه والحصول علي راحة بدنية ونفسية بالطبع هؤلاء لا يعلمون شيئا لأن السائح أي سائح في الدنيا لو أحس أن هناك قيوداً ستوضع عليه في مكان ما لن يذهب الي هذا المكان مهما كان جميلا . أضاف حنفي أن الإسلاميين يحكمون في تركيا وأندونيسيا ولكنهم لم يثيروا هلعاً ولا فزعاً السوق السياحي كما فعلوا في مصر ومن قبلها تونس وأنا أدعو الإسلاميين في مصر بالنظر إلي التجربة التركية والتجربة الإندونيسية للحفاظ علي السوق السياحي الذي يعمل فيه بصورة مباشرة مالا يقل عن خمسة ملايين مواطن مصري تسعون في المائة منهم من المسلمين ولا أبالغ إذا قلت إن أكثر من 60% من تلك النسبة من المتدينين الذين يحافظون علي أداء العبادات في وقتها ولن أبالغ أيضا إذا قلت إن مصانع بعض السلفيين وشركات بعض الاخوان المسلمين تحيا علي السوق السياحي أكثر تدينا وحول تصوراته في حال اتخاذ الإسلاميين لأي اجراءات سلبية تجاه السوق السياحي قال حنفي إن ذلك الأمر قد يؤدي إلي حدوث حرب أهلية بين المصريين بعضهم البعض وستشهد مصر دوامة من العنف غير المسبوق وسيكون ذنب كل مواطن مصري يروح ضحية هذه الحرب الاهلية معلق في عنف السلفيين والإخوان وغيرهم من التكفيريين ولابد أن يعلم كل سلفي وكل إخواني أنه لم يأت بالأغلبية الساحقة كما قد يتخيلون لأن الذي حدث في الإنتخابات أنه تم حرمان كل العاملين في الفنادق والمناطق السياحية من المشاركة في العملية الإنتخابية نظرا لوجود تلك الفنادق والقري السياحية في أماكن بعيدة تماما عن الدوائر الإنتخابية الخاصة بالعاملين وكان من الصعب أن يتم منح العاملين إجازات طويلة كي يعطوا أصواتهم ثم يعودون خاصة ونحن في ذروة الموسم السياحي وكان الاولي أن يتم توفير لجان للمغتربين داخل مصر مثلما تم توفير لجان للمغتربين خارج مصر يؤكد الخبير السياحي أن السلفيين والأخوان يحاولون خداع البسطاء من المصريين بتصويرهم أننا كعاملين في المجال السياحي نعمل علي تسهيل الدعارة والعياذ بالله رغم أننا متدينون بل وأقول أننا متدينون أكثر كثيرا من بعض هؤلاء الذين يستخدمون الدين وسيلة للتربح وأذكر هؤلاء أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص فتح مصر وكان معه عدد من الصحابة الأجلاء في جيشه ولم يفت احد من هؤلاء بهدم أي من الأثارالتي وجدوها داخل مصر وكان الناس يتنقلون لزيارتها في ذلك الوقت ولم ينه أي من هؤلاء الصحابة عن زيارتها رسائل التطمين وعن رسائل التطمين التي حاول بعض السلفيين توجيهها في الآونة الأخيرة يقول جمال السايح الخبير السياحي : المشكلة التي لا يدركها هؤلاء المتمسحون بثياب الدين أن رسائل التطمين التي يوجهونها بين الحين والآخر يتم توجيهها للمصريين أما السوق السياحي في الخارج فقد نجح هؤلاء في تخويفه تماما وكان الاولي برسائل التطمين التي يرسلونها إلي الداخل المصري أن يعملوا بوسائلهم الخاصة علي إرسالها لوسائل الإعلام العالمية التي أرسلوا لها فتاواهم المتشددة والمتطرفة والتي أخافت الناس حتي إنني كنت أخاطب مؤخرا أحد المسئولين عن شركات السياحة الأجنبية فقال لي كيف ننظم رحلات لمصر وهناك السلفيون يجهزون بنادقهم لقتل السياح !!! يقول السايح : بصراحة شديدة أنا أدعوالله صباحا مساءأن يخصلنا من هؤلاء ومن هم علي شاكلتهم لأن كثيرين منهم لا يعرفون متي يتكلمون ومتي يصمتون ولابد أن يتبني العقلاء المصريون مبادرة لإفهام من لا يفهمون من هؤلاء أهمية السياحة للإقتصاد المصري وأهمية التوقف عن إطلاق سيل التصريحات المخيفة التي أخافتنا نحن المصريين فما بلنا بالسياح الذين لا يفهمون طبيعة الدين الإسلامي للأسف فقد أساء هؤلاء الي الدين الإسلامي قبل أن يسيئوا للإقتصاد المصري فلابد ألا نسمح لأحد أن يعبث ويمنع السائحين من الوصول لمصر لأن هذا في حد ذاته يعتبر جريمة لا تغتفر في حق مصر ولابد أن يعي هؤلاء أنهم يهددون اقتصاد البلاد . أما رجل الأعمال محمود أمين أحد العاملين في المجال السياحي بالغردقة فيقول أولا لقد أخافنا الإسلاميون بالفعل وأنا أحب أن أؤكد علي معلومة هامة وهي أن هؤلاء من يسمون أنفسهم سلفيين لا علاقة لهم بالنهج السلفي لأننا كلنا كمسلمين كلنا سلفيون أما فكر هؤلاء الذين يتمسحون في الفكر السلفي ليسوا بسلفيين ولكنهم يتبعون فكر الأخر مخيف لا يطبقونه حتي هؤلاء الذين يقيمون في الجزيرة العربية ليتحللوا من هذا الفكر المتطرف وأنا لا أعلم كيف نتعامل مع السياح إذا كانوا يريدون فصل الشواطيء بحيث يكون هناك شاطيء للرجال وأخر للنساء فكيف نتعامل بهذا الشكل مع أسرة جاءت مصر للتنزه نضع الرجل في شاطيء ونضع بقية أسرته في شاطيء أخر . وعن كيف سيواجهون ذلك في السوق السياحي قال أمين نحن نتوسل للأزهر الشريف أن يتصدي لهؤلاء الذين يريدون أن تنتقل القيادة الدينية من الأزهر لأماكن أخري وأذكر الأزهر الشريف أن هؤلاء يريدون هدم الأزهر منذ ثلاثين عاماً حتي تصبح كلمة شيخ الأزهر غير مسموعة بين المسلمين . التمثيل عن خوف الممثلين أو المشخصاتية كما يسمونهم فحدث ولا حرج لدرجة أن معلومات مؤكدة وصلت إلينا تتحدث عن قيام بعض شركات الإنتاج بتجهيز مكاتب لها في عواصم عربية أخري للانتقال للعمل من خلالها إذا أصر السلفيون علي إلباس الفن المصري النقاب ومنع الممثلات من الظهور علي شاشات السينما أو التليفزيون يقول الفنان أحمد راتب تعليقا علي هذا الامر : من الظل إلي الضوء هكذا انتقل الإخوان وغيرهم من التيارات الإسلامية من وجهة نظر راتب . حيث كانوا يعملون في صمت أيام النظام السابق . لكنهم بعد الثورة انكشفوا - حسب وصفه لهم . وكل واحد من حقه أن يعبر عن رأيه دون حرج . وفي النهاية من الممكن الاستفادة من الإخوان أكثر من أي تيار ديني آخر . لأنهم الأكثر تنظيماً ومنهم أطباء ومهندسون وأصحاب رأي وفكر . أما السلفيون فمنطقهم لن يتماشي مع ثقافة المجتمع بل إن المصريين جميعا تقريبا ضد أفكارهم . والتي أعتقد أنها ستدفع الناس إلي الإنصراف عنهم لقد اكتشف الجميع أن كلامهم وأفكارهم مرسلة لا معني لها . راتب دلل علي رأيه بإن أغلب طلبات الإحاطة التي كانت تلاحق الفنانين وأعمالهم كانت من قبل النواب الإخوان . وهو ما يدل علي متابعتهم الجيدة للأعمال الفنية فالفن طول عمره محاط بطلبات إحاطة ودعاوي قضائية . وتأتي الآحكام النهائية في صالح الفن . إذن لا مشكلة من وجود الإخوان أو السلفيين في المجتمع أو حتي في مجلس الشعب . وكان لا بد أن نستمع أيضا إلي من يراقبون الأعمال الفنية من رقباء الرقابة علي مصنفات الفنية الذين هاجمهم الإسلاميون كثيرا وقالوا عنهم أنهم من يسهلون خروج الأعمال التي تحتوي علي مشاهد منافية للأداب والحقيقة إننا وجدناهم عندما زرناهم في مقرهم بشارع طلعت حرب يعيشون حالة من التوتر والقلق لدرجة أننا وجدنا أحد الرقباء الرجال يخاطب زميلته قائلا لها اذهبي لتأخذي مرتبك لأنك قد تضطرين الشهر القادم بعد انتهاء الإنتخابات للجلوس في المنزل حيث سيمنع الإسلاميون النساء من العمل في الرقابة حتي لايشاهدون المشاهد الخارجة قبل قطعها!! يقول سيد خطاب رئيس هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية هناك بالفعل مخاوف بسبب تفوق الإخوان والسلفيين في المرحلة الأولي. خاصة أن المبدأ الأساسي الذي قامت من أجله ثورة 25يناير. وهو الحرية. يشمل الحريات العامة والخاصة وحرية التعبير والإبداع يحتاج إلي مناقشة وتفسير وعدم توجيه الاتهام لأحد. لأننا ندعو إلي الحرية الملتزمة وليس الحرية المستهترة. وأعتقد أنه لن يتم سن قوانين جديدة خاصة بالرقابة إلا بعد استشارة المبدعين أنفسهم. ولاأدعو للخوف من التيارات الإسلامية. لأنهم سيكونون في حاجةإلي العقلانية. فهم يعلمون حجم المخاطر التي نمر بها في المرحلة الحالية. كما أنهم أمام اختيار كبير ولن يستطيعوا أن يكونوا وحدهم. فمشاكل مصر كثيرة ومتراكمة. وهم في حاجة لكل الآراء والأفكار التي تساندهم. ما سنواجهه ليس مجرد تغيير في طبيعة وشكل المؤسسة. لأن هذا كان يحدث منذ سنوات طويلة. وكان يظهر فيما يسمي الرقابة المجتمعية من خلال رفع أحد المواطنين أو الشيوخ دعاوي قضائية لمنع بعض الأفلام. أو ضد وزارة الثقافة. وأعتقد أن هذا الوضع سيؤئر علي الرقباء. لأنه من خلال ما يحدث في البرلمان سنري توثيقاً لخريطة مصر الاجتماعية المقبلة. لكن إذا سارت الدولة في الشكل الديمقراطي . الذي وعدنا به المجلس العسكري . فبالتأكيد سينعكس ذلك علي البناء التشريعي . وهي معركة طويلة في صياغة شكل الدولة . ونتمني أن يكون المجتمع متحركا وحذراً في المرحلة المقبلة . ونحن نمتلك قانوناً للرقابة عاش منذ سنة 1955 . وشهد الكثير من الابداع والمرونة والتغير مع المختمع . وهذا القانون يصلح للبقاء سنوات طويلة والإسلام كدين يدعو للحرية . ويقف ضدالعبودية . ونموذجاً في حقوق الانسان . وهو ما يعطي حقاً ومساحة للمبدعين في التعبير عن مشاكل مجتمعهم . وسأظل في هذه المعركة . لأنه لم يأت نظام في يوم من الايام يرضي عن مبدع أو يرضي عنه المبدع . فالاختلاف والتمرد جزء أساسي من مقومات الإبداع . شارع الهرم علي الطريقة الإسلامية يستحقون لقب أكثر المصريين رعبا من وصول الإسلاميين .. هم العاملون بالملاهي الليلية أو المراقص أو كما يطلق عليها السلفيون المواخير خاصة بعد صدور الكثير من التصريحات من العديد من ممثلي الحركات والتيارات الإسلامية التي عبروا من خلالها عن رغبتهم في التصدي لانتشار الملاهي الليلية والكابريهات ومنع إصدار تراخيص بيع الخمور أو إقامة حفلات راقصة . فور تمكنهم من الوصول للبرلمان أو نجاح أحد ممثليهم في الإنتخابات الرئاسية المقبلة والطريف أننا ونحن نعد هذا التحقيق وصلنا إلي أحد تلك الأماكن في شارع الهرم وبعد إلحاح شديد تحدث أحد العاملين في المكان مشترطا عدم ذكر اسمه قائلا نعلم جيدا أن الكثير من الممارسات التي تتم هنا داخل المكان حرام ويرفضها الدين ولكننا لا يوجد مصدر رزق أخر لنا ونحن علي استعداد للدفاع عن مصدر رزقنا حتي لو متنا في سبيل ذلك ويفجر هذا العامل مفاجأة مدوية لنا حيث يوكد أن ورثة المكان وهم بعض أبناء راقصة شهيرة توفيت منذ عدة سنوات يتفاوضون الأن مع أحد رجال الأعمال الإسلاميين الذي قرر شراء المكان وتحويله لمتجر للملابس التي اشتهرت سلسلة محلاته في العمل فيها وفقا للرجل فإن رجل الأعمال الذي ينتمي للإخوان يتفاوض مع أكثر من صالة من صالات الملاهي الليلية المنتشرة في شارع الهرم لشرائها وتحويل نشاطها في محاولة واضحة لإلباس شارع الهرم ثياب الحياء بعد أن ظل طويلا معلما من معالم السهرات غير البريئة في ليل الجيزة اليانصيب أطرف ما سمعناه ونحن نعد هذا التحقيق كان من عم عبده الذي يعرفه الكثيرون من مرتادي ميدان رمسيس فهو ذلك الرجل العجوز ضئيل الحجم الذي ينادي علي أوراق اليانصيب التي يبيعها منذ مطلع الخمسينيات ويصر علي أنها تسببت في دخول الكثير من زبائنه إلي خانة المليونيرات وهو يعلم جيدا أن الإسلاميين سيمنعونه من ممارسة تجارته ويعلق علي ذلك حتي ولو جلدوني فلن أغيرز نشاطي مهما فعلوا فأنا ورثت هذه المهنة أبا عن جد ولن أتركها مهما حدث.