ما إن ظهرت نتائج المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب وفوز التيار الإسلامي متمثلاً في حزب الحرية والعدالة الممثل للإخوان المسلمين وحزب النور السلفي علي نسبة كبيرة من المقاعد حتي بدأ الهجوم الإعلامي المسُيّس علي هذه الأحزاب وعلي كل ما هو إسلامي!! كما فتحت الأحزاب الأخري النار علي التيارات الإسلامية متهمة إياها بالجمود الفكري والتخلف السياسي والتشدد الديني الذي سيحول مصر من دولة مدنية إلي دولة دينية تحكم بشرع الله. وبدأت كل الاتجاهات الليبرالية والمسيحية والقنوات الفضائية حملة مغرضة لضرب التيارات الإسلامية وتخويف الناس من هذا التيار الإسلامي وظهر هذا بصورة كبيرة من خلال الاسئلة التي كان يوجهها الناس للمرشح المحتمل للرئاسة الدكتور حازم صلاح أبوإسماعيل في حواره مع مجدي الجلاد علي قناة cbc يوم الخميس الماضي وكانت تدور معظمها حول الحجاب والسياحة وشرب الخمر!! وتناسي هؤلاء الذين يهاجمون التيارات الإسلامية أن هذه إرادة شعب وان الشعب المصري الذي شهد له العالم كله بالمشاركة الكبيرة في هذا العرس الديمقراطي هو الذي اختار هذا التيار ليمثله في مجلس الشعب ويطرح مشاكله وسبل علاجها ويخرج الشعب المصري من الأزمات التي تعرض لها. وان هذا التيار الإسلامي لديه فرصة كبيرة للقضاء علي السلبيات والفساد الذي خلفه النظام السابق البائد طوال السنوات الماضية والتي تركت اثاراً سيئة علي الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مصر. وللأسف الشديد اظهرت هذه الانتخابات التي تميزت بالشفافية وعدم التزوير والتي عبرت بحق عن ارادة الشعب المصري اظهرت بعض النفوس المريضة والحاقدة التي تبحث عن مصالحها الشخصية ولا تهتم بمصلحة الوطن. هؤلاء المغرضون الذين ينتمون للإسلام اسماً فقط مثل ممدوح حمزة الذي دعا إلي توحد القوائم الحزبية والمرشحين الفرديين من كل التيارات العلمانية واليسارية والليبرالية لمواجهة التيار الإسلامي والحد من تقدمهم في الانتخابات البرلمانية. وأشاع أن كثيراً من اللجان التي شهدت إقبالاً كبيراً من السيدات نتيجة لخوفهن من وصول الإسلاميين للحكم وحجرهم علي حريتهن!! للأسف الشديد معظم هؤلاء الذين يهاجمون كل ما هو إسلامي لا يعرفون شيئا عن الإسلام الذي أسس حقوق الإنسان والحيوان والذي يطالب بالعدالة والمساواة والحرية وأن دولة الإسلام كانت مدنية وليست دينية وان الرسول صلي الله عليه وسلم أول من طالب بمبدأ المواطنة بين جميع الأديان عندما هاجر إلي المدينة.. وليعلم الجميع ان خلاص مصر من كل مشاكلها في المنهج الإسلامي.