طالب الدكتور خالد الترعاني.. منسق الحملة الأوروبية لمقاطعة الستوم وشركاء تهويد القدس "كرامة" الدول العربية والإسلامية منع التعامل مع الشركات العالمية المعروفة بمساندتها لإسرائيل وخاصة شركة ألستوم العملاقة وشركائها.. وأشار إلي أن الحملة نجحت في محاصرة أنصار الاحتلال من الاستثمار ليس في عالمنا العربي والإسلامي فقط بل وفي العديد من الدول الأوروبية بعد حصول حملة كرامة علي أحكام قضائية مناصرة لها. ** لماذا اخترتم اسم "الكرامة" لمنظمتكم؟ ** الكرامة لغة تعني العزة والشرف و فاقدها يوصف بالمذلة أو المهانة لأنه صاحب الخزي والعار. وقد جاءت حملة كرامة وهي الحملة الأوروبية لمقاطعة "ألستوم" وشركاء تهويد القدس لتحفظ للعرب والمسلمين بعضا من كرامتهم وتدفع عنهم الخزي والمهانة. ** كيف تم ذلك وخاصة أن هناك إشادات كثيرة بتلك الخطوة؟ ** من خلال مقاطعة شركة ألستوم التي تشارك الاحتلال الإسرائيلي في تهويد القدس مخالفة بذلك القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية من خلال تنفيذها مشروع قطار القدس. ** أين المهانة والمذلة في ذلك؟ ** المهانة في أن تفتح البلاد العربية لهذه الشركة وتكافأ بمشاريع تجني من وراءها المليارات من الدولارات وان تسمح لهذه الشركة تحديدا بتنفيذ قطار الحرمين الذي يربط مكةالمكرمةبالمدينةالمنورة. ولعل الخزي والعار يكمن في أن تقاطع الحكومات والمؤسسات الأوروبية هذه الشركة في حين تفتح لها الأبواب في بلاد العرب. قطار القدس ** ما هي حكاية قطار القدس؟ ** في مخالفة واضحة وصريحة للأعراف والمواثيق الدولية وتنفذ حكومة الاحتلال مشروع القطار في القدسالشرقية لربطها مع الجانب الغربي من المدينة والمستوطنات القائمة في القدس وحولها. يتكون المشروع من تسعة خطوط سكك حديدية. محطته الرئيسية ملاصقة لأسوار البلدة القديمة. وتربط ستة من هذه الخطوط المستوطنات المقامة علي أطراف القدسالشرقيةبالمدينة القديمة.. يخدم قطار القدس نحو مائة ألف مستوطن يوميا في مستوطنات "بسغات زئيف". والتلة الفرنسية ومعالوت دافنا وتقع جميعها شمال القدسالمحتلة وذلك خلال 23 محطة تحميل ركاب. يسهم هذا القطار في تكريس الاحتلال والاستيطان في المدينة المقدسة من خلال ربط المستوطنات والكتل الاستيطانية مما يسرع في عملية تهويد القدس من خلال ترسيخ وجود المستوطنات في القدسالمحتلة ومحيطها الأمر الذي يعتبر بمثابة جريمة حرب حسب اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني. ألستوم ومناصرة الصهاينة ** ما هو السر في العلاقة بين شركة ألستوم العالمية الاحتلال الاسرائيلي؟ ** ألستوم هي شركة عالمية مقرها فرنسا تعمل في مجال السكك الحديدية وتبني أسرع القطارات وخطوط المترو في العالم بالإضافة إلي عملها في بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية والخدمات المرتبطة بها وتوظف المجموعة نحو 46 عربة قطار ضمن المرحلة الأولي. ولا شك أن مشاركة ألستوم بتنفيذ هذا المشروع يتناقض كليا مع حقوق الإنسان الفلسطيني حسب القوانين والأعراف الدولية وعليه فإن ألستوم تصبح متورطة بصورة مباشرة في عمليات التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. محاصرة شاملة ** ما هي الأهداف التي من أجلها تم إنشاء حملة كرامة؟ ** من المؤكد أن حجم الاهانة التي سيتعرض لها العرب والمسلمون سيكون كبيراً في حال نجحت شركة ألستوم التي أصبحت رمزا وشريكا لاحتلال القدس ومسجدها الأقصي المبارك و بفوزها بعطاء تنفيذ مشروع المسجد الحرام في مكةالمكرمة ومسجد النبي المصطفي - صلي الله عليه وسلم - في المدينة وهذا الوضع يحتم علينا دفع المهانة والمذلة عن أمتنا والانتصار لكرامتها عبر منع هذه الشركة من الاستثمار والتربح في بلادنا بعد أن قامت بعملها اللاأخلاقي واللاقانوني وقبل ذلك اللاإنساني عندما ساعدت الاحتلال في تهويد القدس الشريف إنها مسئولية كبيرة تطالنا جميعا عبر مساهمتنا في مقاومة هذا الاحتلال الغاشم الجاثم علي صدور أهلنا ومقدساتنا في فلسطين وقد تضيق مساحات المقاومة لدينا ولكن سعة وحجم رفضنا للاحتلال وشركائه كفيل بملء هذا الفراغ ويترجم واقعا يؤنس وحشة المقدسيين ويلملم بعضا من جراحهم. لنكن جزءا من هذه الحملة الإنسانية من أجل نصرة القدس وأهلها ورفض هذه الإهانة الجديدة وندعو أصحاب الشأن لقطع الطريق أمام محاولات هذه الشركة تدنيس مسجدينا "المكي والمدني" وغيرها من المقدسات في بلاد العرب بعد أن دنست المسجد الأقصي. ولتكن هذه الحملة محطة علي طريق إيقاف كافة مشاريع هذه الشركة في بلاد العرب والمسلمين والضغط عليها للانسحاب من مشروع قطار القدس التهويدي وإلحاق اكبر قدر من الخسائر بها وجعل كافة الشركات العالمية تتراجع عن العمل مع الاحتلال في أي مشروع قادم وكل من يساعد الاحتلال ويلحق الضرر بأهلنا ومقدساتنا. منع قطار الحرمين ** ما هو شعوركم بعد رفض السعودية مشاركة الستوم في مشروع قطار الحرمين بالسعودية في اكتوبر الماضي؟ ** بفضل الله فإن نجاحنا استبعاد ألستوم تعد رسالة تنبيه لكل الشركات الدولية التي تفكر في المساهمة في عمليات تهويد مدينة القدس وتغيير الواقع الموجود فيها الذي ترفضه القوانين الدولية ونقدّر استجابة السلطات السعودية للمناشدات والدعوات التي أطلقتها الحملة وعدد كبير من الشخصيات الإسلامية والمقدسية علي وجه الخصوص لاستبعاد شركة "ألستوم" من مشروع قطار الحرمين ومنع تلطيخ هذا الإنجاز الرائد لأنه لا يليق بمن يساهم في تهويد القدس أن يحظي بشرف ربط الحرمين خصوصاً وأن هذه الشركة متورطة بصورة مباشرة في عمليات التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ونطالب باقي الدول العربية التي تقوم هذه الشركة بتنفيذ مشاريع ضخمة فيها بمقاطعتها لتتعاظم خسائرها ولتكون الرسالة أقوي لكل شركة عالمية تحدّث نفسها للوقوف إلي جانب الاحتلال في تغيير الوقائع بما يسهم في تنفيذ مخططه التهويدي لمدينة القدس لأنه يجب ألا نفتح أبوابنا لمن يتعاون مع الاحتلال ولمن يساهم في بناء المستوطنات وتهويد القدس. محاصرة وتطويق ** ما هي جهودكم في تطويقها ومحاصرتها؟ ** في ضوء هذه العلاقة بين الستوم والاحتلال انطلقت عدة حملات فلسطينية وعربية ودولية للضغط علي إدارة الشركة للتراجع عن المشاركة في تنفيذ المشروع وكان من بينها رفع دعوي قضائية أمام المحاكم المصرية لاستثنائها من عطاء المترو الثالث وفي فرنسا واجهت الستوم دعوي قضائية أمام المحاكم الفرنسية بتهمة انتهاك القانون الدولي. ** يقال انه رغم هذا التعاون بين الشركة والكيان الصهيوني إلا أن لها مشروعات كبري في العالم العربي فهل هذا صحيح؟ ** نعم هناك مشروعات كبري في العديد من الدول العربية فمثلا في السعودية نجحت في الحصول مشروع قطار الحرمين الذي سيربط بين مكةوالمدينة بتكلفة 15 مليار دولار وتم بنجاح الشركة ضمن ائتلاف الراجحي للوصول للقائمة النهائية بانتظار قرار ترسية العطاء النهائي. وفي العراق حصلت علي مشروع مترو بغداد بقيمة 1.6 مليار دولار وتم توقيع اتفاقية التنفيذ عام 2010. وفي المغرب تم تجديد توقيع الاتفاقية هذا العام 2011 م "TGV" مشروعات قطارات بها. وفي مصر حصلت علي مشروع محطة توليد التبين للكهرباء بقيمة 100 مليون دولار وكانت الشركة قد فازت بالعطاء فعليا والمشروع قيد التنفيذ الآن وفي الكويت حصلت علي مشروع إدارة الطاقة الكهربائية. بقيمة 20 مليار دولار. وفازت الشركة بالعطاء في العام 2010. نجاح في أوروبا ** ما هي ثمار حملتكم ضد ألستوم في مواجهة المجتمع الدولي؟. ** الحمد الله لم تتوقف ثمار الحملة علي الدول العربية فقد أوقف صندوق التقاعد الوطني السويدي الاستثمار والتعاون مع ألستوم لدورها في تكريس احتلال القدسالشرقية وتهويدها ومخالفتها للقانون الدولي. في بريطانيا وبالتحديد في شهر أغسطس الماضي استبعد مجلس بلدي "إيلينغ"في العاصمة لندن شركة فيوليا الفرنسية "شريكة ألستوم في قطار القدس" من عطاء قيمته 493 مليون دولار بسبب شراكة الشركة في قطار القدس علي اعتبار ان هذه مخالفة للقوانين والمواثيق الدولية. وفي ألمانيا أجبرت الحكومة إحدي الشركات الألمانية علي الانسحاب من مشروع القطار الصهيوني لمخالفته للقانون الدولي استجابة للدعوات الشعبية لإنهاء أي دور لشركة "دويتش بان" المملوكة جزئيا للحكومة الألمانية في بناء القطار الصهيوني الذي يربط القدسالمحتلة بتل أبيب عابرا للضفة الغربية وقد كتب وزير النقل الألماني إيناك فيرلمان بتاريخ 14 إبريل 2011 استجابة لاستفسار من برلمانيين ألمان من حزب الخضر. أشارت الحكومة الألمانية إلي أنه ومن منظور السياسة الخارجية الألمانية فإن مشروع قطار القدس العابر للأراضي المحتلة مثير للجدل وقد يكون مخالفا للقانون الدولي وقد أكدت إدارة شركة "دويتش بان" أنها ستوقف وبشكل كامل أي نشاط في هذا المشروع ذو الحساسية الشديدة وفي فرنسا رفعت عدة جمعيات حقوقية ومنظمات أهلية فرنسية دعاوي قضائية علي شركة ألستوم أمام القضاء الفرنسي لمشاركتها تنفيذ المشروع.