رغم أن موعد انتخابات مجلس الشعب تقرر في 28 نوفمبر المقبل. و راعت اللجنة العليا للانتخابات ظروف موسم الحج قبل دعوة الناخبين للاقتراع. الا ان عدداً من السياسيين والمرشحين ومسئولي الاحزاب شغلتهم الانتخابات عن الحج . فقرروا تأجيل الحج هذا العام لانشغالهم باجراءات الترشح والدعاية. ويبدو أن هؤلاء تاثروا بدعوة التونسي حمادي الجبالي امين حزب النهضة الذي قرر من علي المنبر أن المشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي مقدمة التي بدأت أمس الاول " الاحد" علي الحج. خاصة اذا كان الحج سوف يتسبب في فقدان صوت لصالح تقدم الوطن قائلا: لو كان علي فريضة الحج هذا العام. اعلم أني لو ذهبت إلي الحج. افقد صوتا لصالح الحق ولصالح الناس لن احج هذا العام. مشيرا الي أن ذهاب ما بين 15 ألفا إلي 20 ألفا للحج هذا العام الذي يتزامن مع موعد الانتخابات قد يؤثر فيها. مستدلا بمذهب الامام الشافعي الذي أشار فيه الي الحج علي التراخي لقول الله "وَلِلّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فإن الله غني عن العالمين" أي بترك الحج مع الإستطاعة. وفي رد مقتضب من دار الافتاء علي سؤال من أحد المرشحين حمل رقم 286961 عن حكم تأجيله الحج هذا العام بسبب خوضه انتخابات مجلس الشعب أجابت : لا اثم علي السائل في هذا التأخير لان الحج واجب علي التراخي . ومع تأييدها للرأي السابق علي اعتبار ان الحج واجب موسع وليس مشددا. يمكن ان يؤدي الفريضة في أي عام قادم. الا أن الدكتورة أمال ياسين تري أنه لا أحد يضمن عمره. لذلك فمن تتوفر له المقدرة والاستطاعة من كل الجوانب يجب عليه أن يؤدي الفريضة فورا. ولا داعي لتأجيلها لسبب دنيوي. مشيرة الي ان الخلاف مشهور بين الأئمة في هل الحج واجب علي الفور. أوعلي التراخي. والقائلون بوجوبه علي الفور هم الجمهور.. ولكل أدلة يوردها علي صحة قوله. غير أنه ما دام أن العذر مسقط للوجوب إلي أن يزول فلا فائدة لهذا الخلاف. فمن قامت به الأعذار. وحالت بينه وبين أداء هذه الفريضة فهو غير ملام علي التراخي. وانتظار الوقت المناسب ليقضي فيه واجبه. ومن لم يكن له عذر حائل فلم ينتظر عاما كاملا؟ وهل ضمن لنفسه البقاء حيا طول سنة كاملة؟ وإذا لم يكن كذلك فما يجيز له التأخير. ويبيح له التراخي؟؟ وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم: تعجلوا إلي الحج. فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له وقال صلي الله عليه وسلم: من أدرك الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض. وتضل الراحلة. وتعرض الحاجة وقال: كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخري. وأجاز الدكتور مصطفي غلوش الاستاذ بجامعة الازهر. تاجيل الحج لمرشحي الانتخابات في مجلس الشعب أو الشوري التي يستعد لها المصريون. مشيرا الي أن مفهوم الاستطاعة سيظل مرهونا بتقدير صاحبها. والانتخابات من الامور الدنيوية التي يمكن من أجلها أن يؤجل الانتخابات اذا مان هذا المرشح سيقدم خيرا للأمة من خلال عضويته في البرلمان. لكن لا يجوز للناخب أن يؤجل الحج ان يؤجل الحج من أجل الانتخابات. لان صوته في عرفات سيكون خيرا للاسلام وأقوي من صوته في صندوق الانتخابات. وأشار إلي رأي المالكية في جواز تأجيل الرجل للحج لحراسة زوجته المغتربة عن أهلها. ضمانا لأمنها ويجيز الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر. لمن يري في نفسه اهلا لخوض الانتخابات. ولابناء الوطن رغبة فيه. تأجيل الانتخابات. لما فيه من مصلحة عامة. بشرط أن تكون النية مبيتة علي اداء الحج في اقرب وقت ممكن طالما أن هذا يستطيع أداء الحج. وقال عند وجود مصلحتين احداهما عامة والأخري خاصة. فانه يغلب المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة. وهنا الحج خاصة والانتخابات مصلحة عامة يجوز من اجله تأجيل الحج بشرط أن يكون انسانا قادرا ولديه القدرة علي خدمة الوطن. مشيرا إلي أن الخلاف في مسألة الحج اختلف فيه العلماء باختلاف فهمهم للنصوص.