أكد الدكتور نصر عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية "الذراع السياسية للجماعة الإسلامية" أن توافق القوي الوطنية علي تحقيق التنمية الجهاد الأكبر في المرحلة المقبلة.. معترفاً بوجود تخوفات في الشارع من العمل السياسي للجماعة الإسلامية ومفسراً ذلك بأنه انعكاس طبيعي لما روجه النظام السابق عنهم من أكاذيب حتي يتخذهم حجة لاستمرار فرض الطواريء وبث الرعب في الشارع. قال في حواره ل "عقيدتي": المرأة هي كل المجتمع ولذا فهي موجودة بقوة في الحزب لكننا نرفض ترشحها للرئاسة.. مشيراً إلي أن تطبيق الحدود وكأنه أحكام الشريعة لن يكون إلا بالتدريج وتجاوزات السياحة لن نقف عندها إلا بتوفير البديل.. والحدود ليست كل الشريعة بل إن العدالة الاجتماعية والتساوي في الحقوق والواجبات وتوفير الأمن للمواطنين من أهم أصول الشريعة أيضاً. * بداية لماذا أصرت الجماعة الإسلامية علي أن يكون اسم حزبها "البناء والتنمية"؟ ** تسمية الحزب ب "البناء والتنمية" يأتي إيماناً من الجماعة الإسلامية بأن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة لإعادة بناء مصر بكل مؤسساتها وإحداث تنمية حقيقية كسبل لتحقيق النهضة المنشودة. والتي لن تتحقق إلا بتوافق وطني وتعاون كافة التيارات السياسية والأحزاب العاملة علي أرض الواقع ولذا فالحزب يري أن التحدي الأكبر والجهاد الحقيقي الذي يجب أن يسعي الجميع لمواجهته هو التوافق حول أهمية التنمية بمفهومها الشامل. فزاعة الجماعة * ولكن حين نتحدث عن حزب يمثل ذراعاً سياسية لواحدة من أكثر التيارات الإسلامية وصماً بالتشدد في العهود السابقة فن ذلك يطرح تخوفات كثيرة تتعلق بالقضايا الشائكة كالسياحة والمرأة؟! ** نعم نعترف أن هناك تخوفات في الشارع لكنها ليست بسبب الجماعة وكرد فعل لأعمال قامت بها بل هي رد فعل وانعكاس طبيعي لما فعله النظام السابق من تشويه للجماعة وتقديمها كفزاعة. وبالنسبة لما يثار حول المرأة فهي موجودة بشكل فاعل في الحزب سياسياً بعضويتها وتمثيلها فضلاً عن تقديمها لممارسة برلمانية علي قوائم أخري وفيما يتعلق بالسياحة فهي تدخل ضمن مسألة التدرج في تطبيق الأحكام الشرعية للشريعة الإسلامية وهي التي نؤمن تمام الإيمان أنها لن يمكن تنفيذها بشكل كامل علي حالة كالسياحة مثلاً إلا بتقديم بدائل وحلول عملية تقديراً لدور السياحة في الاقتصاد المصري. * كيف تري أهمية حكم الإدارية العليا بإلغاء قرار لجنة شئون الأحزاب برفض تأسيس الحزب؟! ** قرار المحكمة يمثل حكماً تاريخياً يؤسس لقواعد سياسية جديدة إذ يفتح الباب علي مصراعيه أمام القوي والحركات الإسلامية للمشاركة القوية في المعترك السياسي بعد سنوات طويلة من الحرمان والإقصاء وميزت المحكمة في هذا الحكم بين ما هو مرفوض دستورياً في تأسيس الأحزاب وهو التمييز الديني والطائفي. قضية شائكة * هناك قضية شائكة أخري وهي الأقباط أين هم من الحزب؟ وهل تقبلون تولي قبطي للرئاسة؟ ** الأقباط موجودون داخل الحزب وهناك أعضاء منهم ونحن نحترمهم لهم مالنا وعليهم ما علينا ونحن وهم شركاء في وطن واحد وتجمعنا علي طاولة واحدة هموم وقضايا مشتركة توحد شملنا وصفوفنا في خندق واحد. ولكن ترشح أحدهم للرئاسة وطرح ذلك لاختيار المواطنين أظنه غير جائز من الأصل إذ أنه لا يعقل أن بلداً أغلبيته مسلمون يحكمه قبطي ثم إن ذلك أظنه يتعارض مع الدستور. لا تناقض * لكن ألا تري تناقضاً بين وجود المرأة والأقباط في الحزب ومسألة ترشحهم للرئاسة من وجهة نظركم؟ ** ليس تناقضاً إذ أن هناك فارقاً واضحاً بين الحالتين فممارسة العمل السياسي حق للجميع أما تولي الرئاسة هنا في دولة مسلمة فالأولوية هنا تكون للرجل المسلم القادر علي تحقيق أكبر قدر من العدالة والتأسيس لدولة يسود فيها القانون وتتوحد الإرادة نحو البناء والتنمية. تعنت الحرية والعدالة * خرجتم مؤخراً من التحالف الديمقراطي.. ما هي أسباب ذلك؟! ** خروجنا من التحالف الديمقراطي جاء لأسباب كثيرة منها تعنت الحرية والعدالة تجاه الحزب وإصراره علي أن يتصدر هو رءوس القوائم متجاهلاً المناطق التي تمثل شعبية كبيرة ومناطق تمركز للجامعة فضلاً عن إصراره المبالغ فيه علي تخفيض نسبة مشاركة الحزب في القائمة الموحدة حيث تم تخفيضها عدة مرات لتصل من مقترح ب 100 مرشح إلي 90 ثم 75 وكان من الممكن أن تصل حتي إلي 60 مرشحاً فقط. تحالف لم الشمل * وما هي قصة التحالف الإسلامي الجديد؟ ** هذا التحالف الإسلامي الجديد الذي انضم إليه "البناء والتنمية" محاولة لم شمل الأحزاب الإسلامية التي خرجت من التحالف الديمقراطي بمبادرة من حزب النور وينضم إليه حزب الأصالة السلفي وعدد من الأحزاب الأخري التي تنتمي إلي ذات التوجه الفكري وتم بالفعل الاستقرار بشكل نهائي علي حصول الحزب علي 12% من عدد المرشحين في القوائم ولكن ما أخذ وقت بعض الشيء هو التفاوض حول رءوس القوائم إذ تقدم الحزب ب 90 مرشحاً لخوض انتخابات مجلسي الشعب والشوري وهو ما يمثل 12% من قوائم التحالف الذي يضم أحزاب النور والأصالة والسلامة والتنمية والتوحيد العربي. * ولكن ما مدي صحة تركيزكم في الترشح علي مقاعد الصعيد؟! ** التركيز علي مقاعد الصعيد بالنسبة للجماعة أمر طبيعي بحكم طبيعة تواجد عناصر الجماعة ونشأتها في أحضان صعيد مصر لكن الجماعة والحزب حريصان علي التواجد بشكل قوي في كل محافظات مصر ولا سيما السويس والإسكندرية ودمياط والقاهرة وغيرها من محافظات الوجه البحري إلي جانب محافظات الصعيد التي تمتع فيها الجماعة بتواجد كبير وشعبية واسعة.