أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ان ما حدث في ماسبيرو ليس فتنة طائفية. قال خلال اجتماعه ببيت العائلة أمس انه يرفض وبشدة أي تصريحات تنطلق من هنا وهناك وتطالب بالتدخل لحماية دور العبادة في مصر لأن حقيقة ما حدث هو ان فئة عملت علي تأجيج المسيرات السلمية وهو ما أدي إلي هذه الأحداث الدامية وطالب الجميع بأن يكونوا علي مستوي المسئولية في هذا الظرف العصيب حفاظا علي تماسك المجتمع ووحدته. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده أمس ببيت العائلة لاستعراض تطورات الأحداث والدور الذي يجب أن يقوم به رجال الدين الاسلامي والمسيحي لتلافي سلبيات هذه التطورات. كما ناقش الاجتماع أسباب الأحداث وسبل العمل علي تلافيها مستقبلا ومناقشة امكانية تنفيذ برامج عمل دينية وإعلامية وثقافية لتلافي وقوع أي أحداث تضر بمصلحة وأمن المجتمع. شهد الاجتماع الطارئ لبيت العائلة المصرية أمس والذي دعا إليه شيخ الأزهر مفاجأة كبري عندما فوجيء الحاضرون بغياب ممثلي الكنيسة الارثوذكسية الكنيسة الأم في مصر رغم المعلومات التي تسربت بقيام الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالحديث هاتفيا مع البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لدعوته إلي هذا الاجتماع العاجل ورغم ذلك غاب ممثلو الكنيسة. قال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر ان غياب الكنيسة لا يعني خروجها من مبادرة بيت العائلة وشيخ الأزهر تفهم أسباب غيابهم معتبرا ان للكنيسة المصرية دورها الوطني المشهود لها. علق الانبا يوحنا قلتة المعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك ان الكنيسة المصرية تعيش هذه الأيام مأساة فاجعة بعد أن فقدوا أكثر من عشرين شاباً في أحداث الأحد تلك الأحداث التي يعتبرها الجميع دخيلة علي المجتمع المصري. كان الاجتماع العاجل الذي دعا إليه شيخ الأزهر قد استمر لما يقرب من ساعتين بمشاركة كل من الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق والدكتور أحمد كمال أبوالمجد النائب السابق لرئيس المجلس القومي لحقوق الانسان والدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق والقس اندريه زكي عن الكنيسة الانجيلية والأب منير حنا عن الأسقفية الانجليكانية والدكتورة مني مكرم عبيد عضو المجلس القومي لحقوق الانسان والدكتور مصطفي الفقي. وفي تصريحات خاصة لعقيدتي رفض الأنبا يوحنا قلتة تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية بشأن استعداد أمريكا ارسال قوات لحراسة دور العبادة في مصر وقال من طلب من أمريكا أن تحمينا حتي تتدخل الأولي بأمريكا أن تحمي المسيحيين في فلسطين والمسيحيين في العراق بدلا من الحديث عن المسيحيين المصريين الذين يعيشون في حماية اخوانهم المسلمين ويعيشون قبل كل شيء في حماية رب العالمين ولابد أن تعلم السيدة هيلاري كلينتون ان المسلمين والمسيحيين يعيشون في عمارة واحدة في مصر والطرفان لا يريدان أي وصاية من الخارج عليهما ونحن نبذل معا كل الجهد لرأب الصدع وقادرون علي حل كل خلافاتنا فقط نريد من أمريكا أن تبتعد عنا وتتوقف عن إطلاق هذه الهراءات. وطالبت د. مني مكرم عبيد عضو المجلس القومي لحقوق الانسان بضرورة مواجهة الخطاب الديني المتطرف الذي يتبناه المتشددون من الطرفين وهو ما أدي لتصاعد الأحداث بهذه الصورة مؤكدة ان القوام الرئيسي ان كلا من الطرفين يرفضون هذه الأحداث التي تؤثر بالسلب علي مستقبل الثورة. ولهذا فالحل الوحيد يكمن في سيادة القانون وفتح باب التحقيق في هذه الأحداث وتقديم المسئولين الحقيقيين عنه للعدالة وكذلك العمل علي مواجهة الخطاب الديني المتشدد وتبني خطابا دينيا يتميز بسماحة وقيم الدين الاسلامي والمسيحي. ويقول د. نصر فريد واصل مفتي مصر السابق: ما حدث يؤكد ان هناك أصابع تستهدف الوحدة الوطنية في مصر فلابد أن يتمسك المسلمون والمسيحيون بوحدتهم ونلفظ كل دعاة التشدد والتطرف وتطبيق القانون علي الجميع بلا استثناء. وانتقد د. واصل تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التي قالت فيها ان أمريكا علي استعداد لحماية دور العبادة المسيحية في مصر مؤكدا ان ما يحدث في مصر هو شأن داخلي لا علاقة لأمريكا وعلي الأمريكان الانشغال بقضاياهم الداخلية والابتعاد عن الشأن المصري. وفي نهاية الاجتماع تم إصدار بيان هام حدد فيه برامج العمل في المرحلة القادمة.