في محاولة واضحة للترويج للنموذج الأمريكي في كتابة الدستور قامت الخارجية الأمريكية بدعم قيام ثلاث جمعيات أهلية أمريكية يقوم علي إدارتها أمريكيون من أصل مصري لإقامة ندوة سياسية حاضر فيها أول عضو مسلم بالكونجرس الأمريكي وهو السيناتور كيت اليسون وحملت عنوان "العلاقة بين الدين والسياسة في الدولة المدنية" واستضافتها نقابة الأطباء المصريين وكان من المقرر أن يشارك في الندوة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والذي فاجأ الجميع بعدم الحضور وكان من الواضح أنه عرف بشكل أو بآخر أن محور الحديث لن يرضيه. في بداية الندوة تحدث الناشط الأمريكي أحمد بدير مدير منظمة أصوات متحدة والذي قال إن الأمة الإسلامية أخذت فكرة خطأ عن أمريكا ومن هنا فلابد من أجل معرفة أمريكا معرفة صحيحة ان نقوم بدراسة الدستور الأمريكي لأن الدستور هو المعبر عن حقيقة الدولة ولابد أن يفرق المسلمين بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي والتجربة الأمريكية بها أشياء من الممكن أن يستفيدبها المصريون فأمريكا ليست دولة علمانية أو دولة دينية ولكن بها حرية دينية لمعظم الدراسات الأمريكية تؤكد أن 80% من الأمريكيين متدنيون ويفخرون بتدينهم بعكس فرنسا وتركيا منهما يعتبران الكشف عن هويتك الدينية في الشارع مرفوض بعكس الدولة الأمريكية التي تحمي حق كل إنسان في اعتناق ما يريد من قيم ومبادئ دينية ونحن جئنا إلي مصر لتدريب شبابها علي كيفية العمل السياسي وكيفية قيادة حملات انتخابية وسوف نصطحب معنا عدد من الشباب المصري لتدريبهم في أمريكا. تحدث بعد ذلك أحمد غانم وهو أيضا أمريكي من أصل مصري ويرأس منظمة حلمنا واحد وقال انه جاء لدعم الشباب المصريين باعتبارهم أمل الأمة ومستقبلها ولهذا سنقوم بتدريب الشباب المصريين علي كيفية الاستفادة من الدستور الأمريكي وهم يناقشون آلية كتابة الدستور المصري ولقد جئنا بكيث اليسون كمسلم أمريكي يشارك في التشريع ليؤكد للجميع أن الدستور لا يجب أن ينص علي أي مواد تخص تحديد مصدر التشريع أو خلافه. وفوجئ بعد ذلك الحضور بوجود شاب علي المنصة قدموه علي أنه ناشط أمريكي في مجال حقوق الإنسان وتحدث قائلا: اسمي أحمد رحاب أمريكي مصر ولدت في أمريكا واشعر أنني مائة في المائة أمريكي ومائة في المائة مصري رغم أنني لم ازر مصر قبل الثورة بيومين اثنين بدعوة من الفيس بوك وانا غير مؤمن بالدولة الدينية لأسباب دينية فانا كمسلم أري أن الدولة الدينية تهدد الدين نفسه وانا فقط اطلب ان تكون هناك حرية دينية ولكن حكومة دينية تحاكم كل من يخالف الشريعة الإسلامية هذا أمر مرفوض. تحدث بعد ذلك الضيف الرئيسي للندوة الذي كان من المفروض أن يتم تقديمه من قبل أحد الثلاثة الذين تحدثوا قبله ولكن حظه العاثر شاء أن يهتم كل متحدث بمدح الدستور الأمريكي. دون أن يقدم الضيف الذي جاءوا به خصيصا من أمريكا وأضطر الدكتور هشام الحمامي مدير المركز الثقافي بنقابة الأطباء لتقديمه بنفسه. وتحدث اليسون قائلا: انا فخور بالشعب المصري الذي استطاع أن يحرر نفسه بنفسه وانا اتمني أن يستفيد المصريون من الدستور الأمريكي الذي لا يمكن الكونجرس من تحديد ديانة الدولة ففي أمريكا مثلا الأغلبية مسيحيين ورغم أن هناك جماعات تريد أن تكون المسيحية هي دين الدولة الرسمي إلا أن الدستور يمنعها من ذلك وانا أتمني أن تصنعوا ذلك في مصر فمن خلال تجربتي لو اصبحت أمريكا دولة مسيحية لما كانت هناك فرصة لوصول عضومسلم للكونجرس. أضاف اليسون انا اري أن مهمة علماء الدين هي رفع الحالة الإنسانية والدينية في المجتمع ليس اكثر من ذلك بحيث يدعون الناس علي فعل ما يتفق مع قيم دينهم دون التدخل في العمل السياسي وإذا نجح الناس في تحييد علماء الدين فسوف يأتون بحكومة تستطيع ان تضغط علي أمريكا كي ترضخ لكل طلبات الدولة المصرية. وطالب السيناتور الأمريكي بعدم التفكير في تجميد العلاقات مع أمريكا بل طالب بتطويرها حتي لو استمرت أمريكا في دعم إسرائيل بهذه الصورة الفجة قائلا إن مصر لابدأن تصنع علاقات مشتركة مع أمريكا حتي لا يكون لتلك الأخيرة علاقات متطورة مع إسرائيل فحسب. واعترف اليسون أنه ارسل خطابا موقعا منه شخصيا لزعيم حركة حماس خالد مشعل يطالبه فيه بتحرير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مضيفا انه زار أيضا القري الإسرائيلية التي تصلها صواريخ حماس وطالبا حركة حماس بوقف هجماتها الصاروخية علي الأراضي الإسرائيلية ولكنه في الوقت ذاته أدان الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة وأعلن رفضه استخدام واشنطن حق الفيتو لرفض التصويت علي ضم فلسطين للأمم المتحدة. ورفض اليسون مصطلح اللوبي اليهودي مدافعا عن اليهود الأمريكيين قائلاً: من الظلم إطلاق لقب اللوبي اليهودي علي الجماعات المؤيدة لإسرائيل لأن وهناك كثيرين من اليهود يؤيدون الحقوق الفلسطينية أما اللوبي المؤيد لإسرائيل فمكون من جماعات مسيحية صهيونية ومن الصعب ان يكون المسلمون "لوبي إسلامي" لأن معظمهم من المهاجرين الذين لا يحملون الجنسية الأمريكية.