حينما أراد سعد الحريري في لبنان أن يضرب حزب الله استعان وتبني مجموعات من جند الاسلام وبعض السلفيين لمواجهة حزب الله والقضاء عليه وباءت مساعيه بالفشل وجلب علي نفسه ولبنان الويلات. أدرك سعد الحريري وفريقه ان هؤلاء السلف لديهم أجندات من الأحكام علي مخالفتهم من الشيعة وجماعات الصوفية. أما جند الله فلهم أيضا أجندات من الأحكام علي الساسة الذين لا يحكمون بشرع الله. والآن في مصر بعد الانفتاح السياسي والفكري الذي أفرزته بركات ثورتنا المجيدة ومع هذا الانفتاح بدأت كل التيارات تعمل والكل يتخوف من الآخر. بل البعض يتحفز للآخر وأتوقف عند التيار الاسلامي الذي أخشي ما أخشاه أن يأكل هذا التيار بعضه البعض ويهلك بعضه البعض بل وفي النهاية سيحرقوا أنفسهم أمام تيارات أخري. فالذي يجب أن نعترف به ان لكل من عناصر هذا التيار أجندته الفكرية والحركية. فالسلف لهم أجندة تضم قضايا عقائدية وفكرية.. تنطلق من الشرك بالله من خلال بناء الأضرحة والاحتفال بموالد آل البيت والتصوف. الصلاة في مساجد بها قبور واللحية وتعدد الزوجات وغيرها من القضايا. أما تيار الاخوان فهو تيار سياسي لا يقف عند نصوص يتجمد عندها بل هو تيار مرن يعمل علي التربية السلوكية وانطلاقا منها الي العمل السياسي ويصطدم هذا التيار مع التيارات السياسية بل والاسلامية المتشددة في العديد من الأفكار المنهج الحركي. أما التيار الجهادي الجماعة الاسلامية والجهاد فلهم أجندة فكرية خاصة تؤهل لهم اصدار الأحكام وتنفيذها. أما التيار الصوفي فله أجندة سلسة تتيح له التعامل مع طوب الأرض لا من أجل منصب أو سياسة ولكن للحب في الله والعشق لرسول الله. كل هذه التيارات وبهذه الصورة.. وهذه الأجندات تؤدي للتصاريح وهنا يبدو لنا السؤال لماذا كل هذه التحزبات.. وهل الاسلام يحتاج كل هذه التحزبات ومن منهم الذي يحمل صورة الاسلام المثلي..؟! وإذا كان الاسلام هو جماعة واحدة.. فلماذا كل هذه الجماعات وهل هي لله.. أم ماذا؟! أري انه للقضاء علي هذه التحزبات يجب أن ينهض الأزهر ويقود الحركة الاسلامية الفكرية والحركية عندما سوف تتوحد الجهود ويحمينا الله من التقاتل الفكري. ولن يتم هذا إلا إذا قاد شيخ الأزهر حركة قيادة الشعب سواء في مواجهة الساسة أو الدفاع عن المظالم وإذا خرج شيخ الأزهر للشارع مع الناس فستتحقق الريادة له ويقضي علي المنازعات وإدارة الصراعات الإدارية داخل الأزهر هي المحك لنيل الريادة والهيبة وإنا لمنتظرون.