تسود الشارع المصري في الآونة الأخيرة حالة من الفوضي الشديدة التي تهدد الأرواح والاعراض والأموال وخاصة بعد انسحاب قوات الشرطة أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير وهذا ما جعل الشعب المصري يتساءل: من يوقف الفوضي التي تهدد مكتسبات الثورة وما هو دور كل فرد من أفراد الشعب في التصدي لها هذا ما يناقشه هذا التحقيق.. البداية كانت مع الجماهير.. كامل صابر تاجر: أعتقد ان السبب الأساسي من وجهة نظري في هذا الإنفلات القيمي والأخلاقي الذي نحن بصدده اليوم والذي اراه جديدا علي المجتمع المصري المتآخي والمتحاب والمتماسك هو الحرمان الذي يعاني منه غالبية الشعب الحر علي مدي سنوات عديدة حرم فيها من كل حقوقه وكافة مقومات الحياة الإنسانية. لذا وجدنا بعض فئات الشعب تقوم بالسطو علي شقق الغير وتضع يدها عليها والبعض الآخر ينتهز فرصة غياب الأمن والقانون فيحطمون المحال وينهبونها وآخرون يدمرون ممتلكات الدولة بشكل هيستيري وبدوافع مختلفة منها السرقة ومنها الحاجة ومنها الكبت والشعور بالظلم ومنها مجاراة للآخرين وكل هذا شيء غريب لابد من وقفة عاجلة لعلاجه والبدء في إصلاحه. غفلة الناس مصطفي عبدالتواب محاسب: أري ان غفلة الناس طوال السنوات الماضية ويقظتها فجأة علي الثورة العظيمة والشعور بالقهر والظلم بالإضافة الي الشعور بعدم وجود أمن أوشرطة شجع طبقة البلطجية والمفسدين علي التحرك بمساحة اوسع وإن لم تتم مواجهتهم بكل حزم وقوة فسوف يذهب ما فعله الشعب العظيم لنيل حريته أدراج الرياح. وعي الشعب محمد عمر كيميائي: عندما نقارن ما فعله البلطجية واللصوص وحالات الشغب التي شهدتها البلاد منذ غياب الشرطة بما يحدث في يومنا هذا نجد الفارق كبيراً جدا مما يؤكد علي وعي هذا الشعب وان ذلك كان حالات فردية او نتاج ضغوط نفسية وذلك لا يمكن ان يوصف بأنه ظاهرة أو انه سبؤدي الي زعزعة امن مصر وإستقرارها. حسين محمود مدير مشتريات بإحدي الشركات : لا شك ان الكبت والإضطهاد والفقر والجهل الذي تجرعه الشعب المصري ولد بداخل الجميع شعورا مضادا تجاه كل شيء نتج عنه الرغبة من البعض في تخريب كل شيء لإحساسهم بأنها ليست ممتلكاتهم أو ممتلكات مصر بل هي ممتلكات من حكموهم وسرقوهم وأذاقوهم الويلات والذل ولذلك لا خلاف علي ضرورة عودة الجهاز الأمني للقيام بدوره وضبط الأمن في الشارع المصري والحفاظ علي إستقرار البلاد وإرساء الهدوء والطمأنينة. الانفلات الأخلاقي وأشارت الدكتورة ثناء حسن استاذ ورئيس قسم التربية بجامعة الأزهر الي ان الكل يعرف جيدا ما هي القوي التي تحرك البلطجة والفتنة الطائفية داخل المجتمع المصري ومن يقف وراءها وما هي اهدافهم فهذا الإنفلات الاخلاقي والقيمي الذي ظهر مؤخرا في المجتمع المصري وراءه قوي خفية تريد زعزعه الامن والإستقرار داخل هذا الكيان العظيم بكل طوائفه وفئاته فهذا التوتر والقلق الذي لا مثيل له والذي لم يظهر وقت المظاهرات والمسيرات المليونية حيث كان الجميع يدا واحدة يدافع عن كرامة وأمن مصر وحرية شعبها الي ان تم ما أراد الجميع وتم القضاء علي النظام السابق وانتصرت إرادة الشعب وتغيرت مصر جزريا بل الأهم تقديم بعض رموز النظام السابق للمحاكمة لكن للأسف الشديد هناك من لا يريدون لتلك الثورة ان تري النور من أنصار هذا النظام السابق وذيوله لا يريدون الإستقرار لحصد ثمار الثورة يريدون العودة للظلم والفساد لينعموا بماكانوا عليه وحدهم لكي لا يتم محاسبتهم أخذوا يدسوا البلطجية في صفوف المصريين ويروجون الإشاعات ليفرقوا الصفوف لنشر الفوضي محاولة لإجهاض الثورة لذا لابد أن يعي الشرفاء دورهم ولابد ان يفهم الجميع هذا المخطط الخطير ولابد ان نتعاون جميعا مع رجال الأمن ولابد من عودة رجال الشرطة الي عملهم والقيام بمهام وظيفتهم بكل شرف والضرب علي يد كل فاسد ومخرب بقبضة من حديد فأمن البلاد وإستقرارها ليس مسئولية الجيش والشرطة وحدهما بل لابد من تكاتف الجميع للقضاء علي هذه الفوضي. أسباب الفوضي وأضافت: ان هذا السلوك الإجرامي للبعض الذي ظهر في الاونة الاخيرة ليس وليد اللحظة بل هو بسبب ظروف مركبة عاني منها نسبة ليست بالقليلة من أبناء الشعب المصري أهمها الكبت الذي عاني منه الشعب سنوات وسنوات طوال وعدم القدرة علي إبداء الراي وإختفاء الحرية بالإضافة الي التفشي الجهل والامية المترسخ في نسبة كبيرة من أبناء هذا الشعب وليس هذل فحسب بل بل إنتشار الأنانية وتغليب المصلحة الشخصية علي المصلحة العامة بل وعدم الإحساس بالمسئولية لدي كثير منا كل ذلك ادي الي ظهور تلك الأحداث المؤسفة. ولا يمكننا ان نتجاهل الشعور بعدم الإنتماء هذا الشعور الذي ظهرجليا في العشر سنوات الأخيرة لدي قطاع كبير من أبناء هذا الوطن والإقتداء بالفاسدين وإنتشار الرشوة هذا الشعور الذي ادي الي الإستيلاء علي الممتلكات العامة وتخريبها وسرقتها وضرب عرض الحائط بكل القيود الأخلاق والضوابط الإجتماعية والدينية. وعلاج ما سبق لن يتم بين ليلة وضحاها بل يتطلب سنوات وسنوات من العمل والتوعية من داخل المنزل وفي المدارس والجامعات والمعاهد ودور العبادة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. قوي مندسة وتري الدكتورة ثريا السيد استاذ علم النفس بجامعة الازهر وجود مجموعة من العوامل هي التي أدت بطبيعة الحال الي شيوع الفوضي داخل المجتمع المصري وعدم إحترام حقوق الاخر ومحاولة السيطرة علي ممتلكات الغير والتخريب في الممتلكات العامة ومن أهم تلك العوامل والاسباب كما تقول: أولا هناك قوي مندسة خفية مصلحتها نشر الفوضي وهذه القوي سوف تنكشف قريبا. ثانيا الموروث الثقافي المصري الذي يشوبه بعض العيوب والذي يجب علاجها وإستبدالها بما يلائم المرحلة الجديدة. ثالثا الحرمان الذي عاني منه الناس لسنوات طويلة مما جعلهم يستغلون حالة الفوضي وغياب الامن لفعل ما يروق لهم دون الاخذ في الإعتبار إن كان صحيحا ام خطأ. رابعا الفتنة الطائفية التي ظهرت هذه الايام والتي بلا شك هناك من يحركها ويدعمها ويشعلها لذا لا يجب علينا ان نغرس رءوسنا في الرمال مثل النعام بل لايد ان نصارح أنفسنا ان هناك حساسيةطفيفة في التعامل بين المسلمين والمسيحيين ومن هنا نبدأ الحل بشكل جزري وأضافت لا خلاف علي ان هناك بعض وسائل الإعلام ليست فقط التي تعتمد علي الإثارة والفرقعة هي المسئولة عن تحريك الفتنة الطائفية فالكثير من القنوات المسموعة والمرئية والمقروءة تعمل علي تهييج الفتنة الطائفية لإشعال الأحداث وتأزيمها لذا لابد من إعادة النظر في الرسالة الإعلامية وجعلها معتدلة ووسطية كما يجب غرس فكر المواطنة كي نرقي لمستوي الثورة فمن اهم أسباب نجاح الثورة العظيمة ان الجميع كان لديه هدف واحد يسعي لتحقيقة لذلك نجحت. واشارت الي ان علاج هذا الموضوع يكون نفسيا وإجتماعيا ودينيا يبدأ من التعليم الذي يقاس به تقد الامم وتخلفها ومرورا بالخطاب الديني الذي لابد ان يتغير وتنزع منه لهجة العداء للآخر ولابد ان توعي الاسرة المصرية بحقوق الآخر وضرورة الحفاظ عليها. رأي الدين وعن رأي الدين في هذا الموضوع قال الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف :كنت في الماضي لا أستطيع الكلام خوفا من أمن الدولة واليوم لا أستطيع الكلام خوفا من أعداء الثورة فأنا اظن أن الثورة العظيمة لم تكن عامة وشاملة ولم تستطع الحفاظ علي مكاسبها ولا أن تحتاط من أعدائها فأعدائها الآن يضيعونها ويحاربونها ويحاولون تدميرها بأعمال البلطجة والشغب التي نراها اليوم وبث الرعب في قلوب الناس والاعتداء علي الكنائس كما حدث باطفيح واحداث فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط في آليات الشعب المصري يفهم ويعي جيدا أن المنتفعين من النظام السابق لم ولن يسكتوا ولن يقفوا متفرجين بل سيدبروا المؤامرات ويعيثوا في الارض فسادا ويحاولوا هدم الكهف علي رؤس من فيه لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل من قام بالثورة العظيمة يستطيع رد كيد هؤلاء؟ الاجابة أظنها لا فالثورة كانت شبابية وانضم اليها عامة الشعب المصري أما الكبار والمسئولين راحوا يحاربوها لذا كانت تريد دعم كل مصري راح يردد في العهد البائد أنه يحب مصر وحريص عليها ابتداءا من الرئيس مبارك وحتي أصغر عامل في النظام السابق فهل يستطيع وزير الداخلية الحالي في ظل حكومة الدكتور شرف رد كيد الوزراء السابقين واحباط مخططهم التدميري فهم من أهل مصر ولابد أن يتعامل الجميع مع بلادنا من مبدأ الابقاء والحرص. واضاف: الثورة لم ترمي بنفسها في أحضان مبارك ولا مجلس الشعب انما بقيت بنفسها مستقلة فلما يعاديها هؤلاء ولماذا لا يتعاونون معها؟ أعتقد أنهم لو تعاونوا معها لكان ذلك أسلم لهم وما تعرضوا للمساءلة والمحاكمة اليوم. وأشار: للأسف الشديد أشيعت كلمة شيطانية بين المصريين أيام الثورة وهي من لم يأخذ حقه اليوم لن يأخذه لاحقا لذا جدنا المطالب الفئوية تشيع في كل مكان والوقفات الاحتجاجية تنتشر في ربوع مصر لاستغلال الموقف والتعبير عن المطالب الشخصية التي أراها مشروعة لكن ليس الوقت وقتها ومن هذه المطالب قضية الطائفية ولاشك أن وراءها اصابع خفية تريد تدمير مصر وتحطيمها هذا غير العصابات التي يعرف جيدا من وراءها ومن يحركها ولصالح من لمن مع كل أسف أبناء الشعب المصري هم الذين يدفعون الثمن وتزهق أرواحهم لذا يجب الأنتباه جيدا لهؤلاء ومحاربتهم حتي لا تضيع بلادنا.