تنفرد "عقيدتي" بنشر بعض الفتاوي السرية لمشيخة الأزهر والتي تتعلق بالانقلابات العسكرية. والعصيان المدني لإسقاط الحكومة المحتكرة للسلطة والمال والسلاح. ولحساب حزب واحد. هذه الفتاوي التي كتبها الإمام الاكبر الراحل د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل بخط يده وتصنف ضمن الملفات السرية لمشيخة الأزهر. هذه الفتاوي التي جاءت بخط الإمام الراحل. رداً علي عدة أسئلة للصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق. والتي سلمت له يداً بيد. دون أن يطلع عليها أحد آخر. اكد الامام الاكبر الراحل أن الدولة التي تحتكر السلطة والمال والسلاح لحزب واحد. وتحرم المسلمين الآخرين من حقهم في الكرامة والشوري والعدالة هي دولة ظالمة بعيدة كل البعد عن الإسلام ومصيرها إلي الفشل والضعف والهوان. كما رفض الامام الأكبر الراحل الانقلابات العسكرية والحكم العسكري في البلاد الإسلامية. وإليك بعض هذه الأسئلة وفتاوي الامام الراحل عليها: الدولة البوليسية : هي دولة تقوم علي رأي حزب سياسي واحد. ونعرض برنامجا سياسيا واحدا. وتحرم الاجتهادات السياسية الأخري. وتسلط عليها أجهزة أمن لتقهرها. وتستغل المنافع الاقتصادية لتطويع المعارضين. ومكافأة المؤيدين. إنها نمط من الحكم أتقنه موسيليني في اليمين الأوروبي. وستالين في اليسار الأوروبي. وقد استمد بعض الحكام في البلدان الإسلامية هذا النمط المتسلط. ولا غرابة أن يحدث ذلك كإجراء وضعي يقوم به طلاب السلطان في أي مكان. والسؤال : ما هي شرعية هذه الدولة التي تحتكر السلطة والمال والسلاح لحزب واحد. وتحرم المسلمين الآخرين من حقهم في الكرامة والشوري والعدالة باسم الإسلام؟ يجيب : الدولة التي تحتكر السلطة والمال والسلاح لحزب واحد. وتحرم المسلمين الآخرين من حقهم في الكرامة والشوري والعدالة باسم الإسلام- كماجاء بالسؤال-: هي دولة ظالمة. وبعيدة كل البعد عن أحكام شريعة الإسلام وآدابه وأوامره ونواهيه. وذلك لأن الدولة الإسلامية الصحيحة. هي التي تسود فيها روح العدل في أقوالها. وفي أحكامها. وفي شهادتها. ومع العدو والصديق. والغني والفقير.. امتثالاً لقوله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل..." "سورة النساء: الآية 58". ولقوله عز وجل: "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده. وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها. وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي.." "الأنعام: 52". ولقوله سبحانه: "وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله..." "الطلاق : 2". ولقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط. ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوي.." "المائدة : 8". ولقوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم أو الوالدين والأقربين. إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولي بهما. فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا وإن تلووا أوتعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا" "النساء: 135". الدولة الإسلامية السليمة هي التي يشيع فيها تكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبنائها دون تمييز بين فرد وآخر. إلا علي حسب الكفاءة والعلم والخبرة والسلوك الحميد. هي التي يتساوي المنتسبون إليها في الكرامة الإنسانية. وفي أن يكون أمرهم شوري بينهم وكل دولة تحتكر السلطة والمال والسلاح لفئة دون أخري. دون سبب شرعي صحيح. فهي دولة ظالمة. مصيرها إلي الفشل والضعف والهوان.