مازلنا في رحاب مدرسة سيدي مصطفي الشريف الرفاعي وزوجته أم الرجال بمنطقة المرج والتي يدير ساحته أبناؤه السادة محمود. ابراهيم. جمال. علي والأحفاد لتخريج أجيال جديدة مدركة لمكانة ومنزلة آل البيت والصحابة والصالحين رضي الله عنهم أجمعين. حيث يتم تدريس هذه الثقافة من خلال اللقاءات والحضرات وخطب ودروس الجمعة والتي منها هذه الخطبة التي ألقاها فضيلة الشيخ خالد آدم عن سيرة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال: ان الله سبحانه وتعالي اصطفي سيدنا محمد دون خلقه واصطفي له كل من تعلق به فاصطفي له اصحابه وآل بيته وان اصحاب رسول الله قد خصهم الله بارتباط بينهم وبين سيدنا محمد حبهم لسيدنا محمد حملهم علي أن يغيروا شئونهم التي امتزجت بدمائهم من أجل الله وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كانوا رضي الله عنهم أعزة بين الناس اذلة بين يدي الله. يخرج سيدنا ابوبكر ذات يوم في شدة حر المدينة وإذا به يلقي سيدنا عمر فيسأله سيدنا عمر ما الذي أخرجك يا أبا بكر فقال سيدنا ابوبكر ما أخرجني إلا الجوع فيقول له سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب والله ما اخرجني الا الذي أخرجك فهلما بنا نلتمس طعاما لنأكل!! سيدنا ابوبكر وسيدنا عمر لا يوجد في بيتهما طعام ليأكلا سيدنا ابوبكر كان من كبار تجار مكة وكان يملك تسعة متاجر في مكة فما الذي جري له الذي جري له هو ذوقه محبة لله ورسوله قد وقر في قلبه فانفق كل ما يملك في سبيل الله وحبا في رسول الله "ما سبقكم ابوبكر بكثير صوم وصلاة ولكن بسر وقر في قلبه" انه الحب الذي وقر في قلب سيدنا ابي بكر انه الارتباط الذي بينه وبين سيدنا محمد فيمشي سيدنا الصديق وسيدنا الفاروق فيقابلان النبي صلي الله عليه وسلم فيسألهما رسول الله ما الذي أخرجكما فيقولان: أخرجنا الجوع يا رسول الله فتبسم النبي صلي الله عليه وسلم لأنه رأي ثمرة الصلة التي قامت بينهما وبينه وقال والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الذي أخرجكما!! عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل انتقاله بمدة قليلة خرج الي اصحابه متكئا يهادي بين رجلين ثم جلس عند آخر درجة علي المنبر والتفت الي اصحابه وقد أحدقوا به وقد مرت عليهم أعمارهم وهم يتلقون أنوار المدرسة المحمدية ثم قال لهم صلي الله عليه وسلم اخفتم لا تخافوا فوالله اني لفرطكم علي الحوض أي منتظركم علي الحوض ثم قال صلي الله عليه وسلم ان شعرتم بفقدي الآن إن غابت عنكم أنوار طلعتي إن شعرتم بمرارة الشوق ستنزل بكم فتذكروني دائما أمامكم لأني إمامكم وأخذ يصف حوضه وقال وكأني أراه أمامي ويقول اني لفرطكم علي الحوض أي منتظركم علي الحوض ثم قال صلي الله عليه وسلم "عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الحياة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده" فصاح سيدنا أبوبكر وبكي بصوت عال يا أبي انت وأمي يا رسول الله أفديك أفديك بنفسي وبأمي وبأبي وبأهلي وبأولادي كلنا لك فداء يا رسول الله فنظر الصحابة الي الصديق نظرة استعجاب هموا به أن يسكتوه أسكت النبي يتحدث عن رجل خير بين الدنيا وبين لقاء الله الذي فهمها سيدنا أبوبكر عرف ان النبي يتحدث عن نفسه فالصديق أعلاهم ايمانا وبصيرة. فقال النبي صلي الله عليه وسلم دعوا أبابكر فوالله ما من أحد منكم له يد احسان الي وقد كافأته بها إلا أبا بكر لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبابكر خليلا ولكن اخوة في الاسلام سدوا كل خوخة الي المسجد أي باب مفتوح علي المسجد إلا خوخة أبي بكر. أضاف الشيخ خالد آدم قائلاً: عاش طوال حياته رضي الله عنه بجوار رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان أمله ومراده بعد رحيله من الدنيا أن يكون بجوار حبيبه صلي الله عليه وسلم فأوصي أصحابه قائلاً: إذا لقيت الله فغسلوني وكفنوني واذهبوا بي الي روضة رسول الله وقبل أن تنزلوني استأذنوا رسول الله يا رسول الله ان أبا بكر يستأذن أن يدفن بجوارك فلما لقي ربه غسل وكفن وذهبوا به الي روضة الحبيب صلي الله عليه وسلم ينفذون وصية الصديق يا رسول الله ان ابا بكر يستأذن أن يدفن بجوارك ففتح الباب دون أن يفتحه أحد وسمعوا هاتفا من داخل الغرفة أدخلوا الحبيب بجوار حبيبه. رضي الله عنكم يا اصحاب رسول الله وعن صديق الأمة سيدنا ابي بكر فعلينا بمحبة اصحاب رسول الله وآل بيته رضي الله عنهم والتعلم والاستفادة من سيرتهم الطاهرة وأن نحبهم حبا شرعيا صادقا خالصا لا يخرجنا عن منهج وهدي سيدنا المصطفي ولا نؤيد ولا نميل الي من يتشيعون في أفكارهم ومعتقداتهم انما أمرنا أن نحب أصحاب رسول الله وآل بيت رسول الله كما أمر رسول الله. فالحديث الشريف يقول "المرء مع من أحب يوم القيامة" فهنيئا لمن أحب سيدنا الصديق ولمن أحب الصحابة وآل البيت.