للمرة الثانية أجدني مضطراً للكتابة عن الفتوي القاتلة التي أصدرها الشيخ محمود عامر رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالبحيرة والتي أفتي بإهدار دم د. البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية عن دعوته إلي العصيان المدني ومقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وما دفعني لذلك ان الشيخ عامر مازال مصراً علي فتواه بل ويدافع عنها مستدلاً بحديثين لرسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخارجين عن الوالي والجماعة. وهو استدلال خاطئ وليس في محله وخارج عن سياق الفتوي التي أصدرها كما قال العلماء. وأغضبني أكثر ما ردده من آراء بعيدة كل البعد عن منهج الإسلام المعتدل في برنامج 48 ساعة علي قناة المحور يوم الجمعة الماضي وفشله في مواجهة ضيفه المحامي والمتحدث باسم حركة الدكتور البرادعي وخاصة فيما يتعلق بأحكام الشريعة والفقه الإسلامي!! ولم يستطع الشيخ عامر إثبات الدليل الشرعي علي فتواه القاتلة من القرآن الكريم والسنة النبوية لأنه كان يقصد بفتواه الخروج علي الحاكم والعصيان بالقوة العسكرية وبالسلاح وهذا لم يدع به البرادعي فقد دعي إلي العصيان المدني الذي كفله الدستور والدولة المدنية وبالرغم من ان هذه الفتوي قد خلفت آثاراً سلبية خطيرة خاصة لدي بعض الشباب إلا أن المؤسسات الدينية لم تتحرك ولم تتخذ موقفاً من الشيخ عامر ولو حتي بإصدار بيان فقهي للرد علي فتواه. ولذلك يجب علي هذه المؤسسات خاصة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء الإسراع بالرد عليه دفاعاً عن الإسلام وسداً لباب الفتنة ومنع هذا التطرف والإرهاب الفكري ومنع هذه الفتاوي الهدامة مستقبلاً. فهم يمثلون المرجعية الفقهية التي نستند إليها في فتاوانا. لكي نحافظ علي سمعة الإسلام ومصر الأزهر من بعض المنتسبين إلي الإسلام وهو في الحقيقة برئ ممن يسيئون إليه.