* يسأل عبدالكريم سيد: يندفع الكثير من الشباب في حبه لمباريات كرة القدم ويتعصب لفريق معين وقد يؤدي ذلك إلي خصومات مع أصدقاء آخرين ينتمون للفريق المنافس فما الحكم في ذلك. ** أجاب الدكتور محمد المختار المهندي الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: يحث الإسلام علي اللياقة البدنية وعلي القوة الجسمية وسيلة لهدف كبير استخدمها في الدفاع عن بيضة الإسلام ضد أعدائه المتربصين وقد أشار القرآن الكريم لميزة "طالوت" حين عينه الله ملكا علي بني إسرائيل بأنه: "اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم.." فبسطة العلم في فن القيادة واتقان الحيل وبسطة الجسم في التحمل لمشقات الحروب ولهذا وصي الإسلام بالرياضة الهادفة كالسباحة والرماية وركوب الخيل علي أن تسديد الهدف هو القوة لما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "ألا إن القوة الرمي" وحين وصي الإسلام بذلك لم يجعلها فرجة أو مشاهدة ولكنه طلبها ممارسة وأداء.. وإذا كانت الكرة قد سارت الآن أشهر أنواع الرياضة فإن الإسلام لا يمنع من ممارستها بهدف تقوية الجسم ودقة التصويب للهدف لكن بشرط التزام الأدب الإسلامي في الممارسة وقبول نتيجة المباراة بالنصر أو الهزيمة. يدلل علي ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم حين مر عليه صبية يتسابقون في الرمي قال "ارموا بني إسماعيل. فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بني فلان" فأحجم الطرف الأخير عن اللعب حياء وإجلالا لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "ارموا وأنا معكم كلكم". أما أن اكتفي من الرياضة بمشاهدتها وأنا قادر علي ممارستها فذلك ضرب من الكسل والعبث وأما أن يصاحب هذه المشاهدة تعصب وحركات هستيرية بحجة التشجيع فهذا غير لائق بكرامة الإنسان المعتز بوقاره وعقله وأما أن يخاصم أصدقاءه وزملاءه حين يبدون رأيهم في مهارة فريق لا يحبه فذلك تقطيع لأواصر الصلات في المجتمع. وأغلب الظن أن هذه المظاهر المؤلمة ما نتجت إلا عن شعور الشباب بالفراغ والضياع حين وجدوا أنفسهم غير مرتبطين بهدف يعملون من أجله ولو ارتبط الشاب فعلا بدينه وعقيدته لوجد الواجبات أكثر من الأوقات وعلاج ذلك الانتقال من المشاهدة إلي الممارسة والإحساس بالهدف والمسئولية.