بدون الإيمان يجد المسلم التكاليف التعبّدية والأوامر والنواهي ثقيلة علي النفس والجسم معا.. لأنه ينظر إليها علي أنها قيود وممنوعات ضد رغباته وشهواته.. يقول تعالي: "قالت الأعراب آمنّا. قُل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم" ونري حولنا الآن ما يُسمّي بالصحوة الإسلامية.. فالكل يتحدث عن الدين والكل ينافس ويختلف مع الآخر.. وبدلا أن تكون صحوة حقيقية صارت وسيلة للتشتّت والتفرّق واختلاف الآراء وحيرة للمسلم العادي ورجل الشارع.. ذلك أن الجميع يتحدّثون عن المظاهر الإسلامية من عبادات أو معاملات وكلهم ركزوا كلامهم علي الخلافات بين المذاهب وتحدي بعضهم البعض وأظهر ما كان خافياً من بعض النفوس. اهتموا بالمظهر وتركوا الباطن العقائدي القلبي. إن رسول الله صلي الله عليه وسلم في تعريفه للإسلام يقول "أن تشهد أن لا إله إلا الله.. وتشهد معناها أنه لا يكفي أن تقول بلسانك.. بل شهادة وشهود وتذوّق ويقين وإيمان. سواء شهادة إبصار لقدرة الله تعالي وعظمته بالعقل والاستدلال. أو شهود بالقلب والبصيرة. شهود حضور وانفعال وتذوّق ومحبّة وشكر. أنت أيها الإنسان منقسم في ذاتك إلي ظاهر وباطن. جسدك وأفعالك ظاهرة. وأفكارك ونيّتُك ويقينك الباطني لا يطلع عليه إلا الله. والله هو الباطن والظاهر. فلا بد أن يكون للدين معك شأن في ظاهرك. وكذلك شأن في باطنك. بل إنك في الحقيقة ملك لباطنك وليس لظاهرك. ونحن نري المظهر الإسلامي هو الغالب علي الدول الإسلامية. ورغم هذا نري وضعنا وحيرتنا وشكوانا من كل شيء!! لماذا؟! لأن الداء في الداخل وليس في المظهر.. في العقيدة.. في الإيمان الحق بالله تعالي. لقد كان الإيمان عند الصحابة أسبق للقلوب من الإسلام ببركة وجود رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أظهرهم. ثم يتعلّمون منه رويداً رويداً تعاليم وأوامر ومناسك الإسلام أما الآن فيجب أن نبحث عن السبيل الذي يزرع الإيمان في قلوبنا بعد أن سبق الإسلام إليها تقليدا وتعلماً. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "لن يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من نفسه وأهله "