يوم أغبر. لم تطلع عليه شمس. وعلي أرض كلها كرب وبلاء. اغتيل زهر شباب أهل الجنة.. وسيد الشهداء. وريحانة رسول الله صلي الله عليه وسلم. البقية الباقية إلا القليل من آل بيت النبوة. في يوم عاشوراء نتذكر نحن جميعاً الفجيعة المؤلمة التي ألمت ببيت النبوة. والقتل الخسيس لشهيد شهداء أهل الجنة الإمام وسيدي الإمام الحسين بن علي. وابن السيدة فاطمة رضي الله عنهم أجمعين. وجمعني معهم في يوم لا ينفع المؤمن شيئاً إلا العفو وشفاعة رسول الله صلي الله عليه وسلم. أتذكر في طفولتي عن الاحتفال بهذا اليوم يوم عاشوراء كان موسماً نجدد فيه البيعة لآل بيت النبي ونجدد فيه الحب والولاء لسيرة الإمام الحسين وكنا نستنهض الهم مستوحين سيرة الإمام الشهيد وكانت المساجد والمدارس والبيوت لا حديث لها إلا عن استشهاد الحسين. رضي الله عنه. ولكن الآن إختلفت الأمور كما تغيرت الدنيا والناس والمذاهب والمشارب وكذلك الأهداف. الآن أيضاً اختلطت المفاهيم. فأصبحنا نحن أهل السُنة لا نحتفل بمثل هذا اليوم. ولا حتي مجرد تذكرة بالإمام الحسين في يوم استشهاده كما نفعل بموت راقصة أو مغن أو فنان. لعبت بنا السياسة العالمية والمحلية وألغينا من ذاكرتنا هذه المناسبة بحجة أنها خاصة بإخواننا الشيعة وكأننا جميعاً.. نريد أن نشق الصف الإسلامي ونكون أحزاباً وشيعاً متفرقة حتي نكون لقمة سهلة "تيك أوي" في فم العالم الغربي وأمريكا والكيان الإسرائيلي المحتل. الإمام الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما هو قدوتنا نحن السُنة. وكذلك شيعة وسيرته كانت لوحدة الأمة. ونحن علي منهجه. ومسيرته كان ضد الظلم والمؤامرات ونحن نتدارسها. الإمام الشهيد قدوة لنا جميعاً. ومحبته واجبة علي السُني والشيعي لكننا تركنا أفئدتنا للسياسة توجهها حيث شاءت وهذا قمة الخطأ فلنترك الساسة وتحركاتهم ومحبتهم وعدواتهم. ونعيش نحن الشعوب مع من نحب ونصطفي فالسياسة سرعان ما تتغير وتتغير المواقف. أما نحن لنا ثوابتنا مهما كانت السياسة.. وهي محبة آل بيت محمد صلي الله عليه وسلم.