إن ولي الأمر في أي بلد من البلدان جعله الله علي عباده وبوأه الملك ليقوم بالقسط بين الناس وأوجب الشرع الحنيف طاعة ولي الأمر وجعل لمن يطيع ولي الأمر ثواباً عظيماً وأعد رب العالمين لمن يخالف ولي الأمر عذاباً أليماً لأن بطاعة ولاة الأمر تستقيم الحياة وينتشر الأمن بين الناس وبمخالفتهم تنتشر الفوضي ولا يأمن الناس ولا تستقر الحياة وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في حجة الوداع يوصي جموع المسلمين بالوصايا الغالية ومن هذه الوصايا "أطيعوا ولاة أموركم تدخلوا جنة ربكم" فجعل رسول الله طاعة ولي الأمر من أسباب دخول الجنة ولا يظن أي أحد من الرعية أن مخالفة ولي الأمر بالشيء السهل أو اليسير بل إنها جرم كبير ومعصية لرب العالمين ولرسوله الأمين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني" متفق عليه. أما من خالف ولي الأمر فعقابه شديد ومن خالف ولي الأمر سواء أسر هذه المخالفة في نفسه أو أعلنها لقي الله يوم القيامة وليس له عند الله عهد فعن أبي عمر رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" رواه مسلم. والبعض من الناس ربما يري بفكره القاصر ما لا يعجبه من ولي الأمر فيظن أن هذه حجة لمخالفة ولي الأمر وهذا فهم خاطيء فمهما حدث فلا يحل لأحد أن يخالف ولي الأمر لأنه إذا فعل ذلك مات ميتة جاهلية فعن أبي عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية" متفق عليه. فكما أنه لا تحل مخالفة ولي الأمر فكذلك لا تحل إهانته أو سبه حتي في غيبته فعن أبي بكر رضي الله عنه قال "سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "من أهان سلطان أهانه الله" رواه الترمذي وقال حديث حسن فواجب كل مسلم أن يطيع ولي الأمر وألا ينشق عن الصف وأن يعمل جاهداً علي وحدة الأمة ومن أعتدي علي ولي الأمر فواجب علي كل مسلم أن يقاتل المعتدي. فعن عبدالله ابن عمرو رضي الله عنهما قال: "كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفر فنادي منادي رسول الله الصلاة جامعة فاجتمع الناس فحدثنا وكان مما قال: من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر" رواه مسلم. فحرام ثم حرام مخالفة ولي الأمر فعلي كل الناس أن يعلموا ذلك جيداً وأن يقدروا ولي الأمر قدره.