* يسأل جواد.س: ما حكم تطليق الزوجة من أجل إعفاء ابني من الخدمة العسكرية؟ ** أجاب الدكتور محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: لا شك أن الإسلام يربي أبناءه علي حب الجهاد في سبيل الله. ويعمل علي إعداد الشباب وتدريبهم علي الخشونة والصبر والمثابرة. وقد أكد بعض الوسائل التي تتحقق بها الغاية. فشجَّع رياضة الرمي. والسباق فيه. قال صلي الله عليه وسلم : "ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً" والمهارة في ركوب الخيل. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل". وحث علي تعوُّد النظام والطاعة. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" النساء: ..59 وقال: "إن الله يحب الذن يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص" الصف: 4. وإزاء هذه التربية الإسلامية كان المسلم حريصاً أشد الحرص علي الاشتراك في المعارك الحربية طواعية وبلا إكراه. حتي ان الغلمان الصغار كانوا يتنافسون ويتصارعون أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي ينالوا شرف الاشتراك في الغزوات. فما بال شباب اليوم معرضاً عن الرياضات النافعة. والتدريبات المفيدة منصرفاً عن أداء الخدمة العسكرية التي تكمل له هذا النقص في تكوين الرجولة الحقة. معتقداً أن الفترة التي يقضيها في الجيش مضيعة للكسب المادي العاجل متخذاً من الوسائل المشروعة وغير المشروعة ما يحول بينه وبين أداد هذه الخدمة الوطنية. قد يقول بعض الشباب إن الجيش الآن في حالة سلام. وإن الحياة العسكرية فيها ذل وظلم ومهانة. ونحن نسألهم: هل يعني السلام القائم استرخاء وتعطيلاً لطاقات الشباب في الدفاع عن بلدهم إذا جد الجد وتطلع العدو إلي العدوان؟ وها انصراف الشباب عن التجنيد هو الذي يحول هذه العسكرية إلي عز وعدل؟ ألا يعتبر تخلي العناصر الصالحة لحماية الوطن عن دخول الجيش هروباً من الميدان وفراراً من الزحف الواجب؟ إن هذه الروح القاتلة لكل إشراقة أمل قد تفاقمت لدرجة تجعل الابن يجبر أباه علي طلاق أمه حتي يتحايل علي القانون ويطلب المعافاة لأنه عائلها الوحيد. وقد يتطور الأمر إلي إعادة الزوجة إلي عصمة زوجها بمجلس عرض غير موثق بالدولة فتضيع الحقوق المترتبة علي الزواج الموثق. من صحة نسب الأطفال الذين يولدون في ظل هذا الزواج العرفي وفي بطلان التوارث بينهما. ومن ضياع حقوق الزوجة عند وفاة زوجها. بالإضافة إلي ارتكاب جريمة الكذب. وتقول إن الإسلام لم يشرع الطلاق للتلاعب بل إن أبغض الحلال عند الله الطلاق. وما شرع الطلاق إلا عند استحالة المعيشة بين الرجل وزوجته. وعادة الحياة الزوجية بالطريق العرفي بعد أن استقرت الأوضاع القانونية والنظامية علي ضرورة التوثيق ضماناً لعدم ضياع الحقوق. ولا يضمن حد حياته. فعل السائل أن يعلم أن المؤمن يدعو ربه في كل ركع "إهدنا الصراط المستقيم" "الفاتحة: 6" فلا ينبغي له أن يسلك الطرق المعوجة التي تؤدي إلي الفرار من واجبه.