تحولت ساحة سيدي الشيخ مصطفي الشريف الرفاعي بمنطقة المرج إلي مركز إشعاع ديني وروحي وحضاري ولا تقتصر خدماتها علي أبناء وأحباب وأتباع الشيخ فقط بل تظلل كل أهالي المنطقة والمناطق المجاورة بما تلعبه من دور اجتماعي وثقافي مؤثر غيَّر كثيراً من سلوكيات الناس وتعاملاتهم. ففضلاً عما تقدمه الساحة تحت إشراف أبناء الشيخ مجتمعين "محمود. إبراهيم. جمال. علي" من خدمة لأحباب وأتباع الشيخ من كل المحافظات حيث توجد قاعات الإطعام والضيافة الكاملة وإقامة حلقات الذكر والصلوات علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم خاصة أيام الأحد والثلاثاء والجمعة والتي تنتهي بزيارة ضريح سيدي الشيخ مصطفي الشريف وزوجته الشيخة "سناجق" " الشهيرة بالشيخة سناء " المقابل للساحة. فهي تستقبل أيضاً أهالي المنطقة لحل المشكلات اليومية التي تقع بينهم كما تقدم الخدمات والمساعدات المادية والعينية تطبيقاً للمبدأ الإسلامي العظيم في التكافل الاجتماعي وتجسيداً للحديث الشريف الذي يصف المسلمين والمؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد الذي إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي. مقصد الجميع وبفضل من الله عز وجل أصبحت الساحة مقصداً وملجأ لكل صاحب سؤال أو حاجة حتي أن بعض المسئولين أيضاً يلجأون إليها لعرض أو حل المسائل الخاصة بالمنطقة التي تغيرت فيها السلوكيات كثيراً وتمت محاربة وباء الإدمان الذي انتشر بين الشباب. ولم يقتصر دور ساحة سيدي الشيخ مصطفي الشريف عند حد منطقة المرج فحسب بل تعداه إلي كافة محافظات الجمهورية خاصة التي يوجد بها أحباب وأتباع ومريدون للشيخ. فلا تكاد تمر مناسبة اجتماعية سواء كانت مفرحة أو محزنة إلا ويسعي أصحابها إلي مشاركة أبناء الشيخ فيها وهم بدورهم لا يردون طلب أحد. صور متكررة الأجمل من هذا أن صار لساحة سيدي الشيخ مصطفي الشريف عدة صور بإقامة ساحات أخري تسير علي نفس النهج في عدد من المحافظات. وهي تقوم بنفس الدور الذي تؤديه "الساحة الأم" مما يذكرنا بما قدمه الصوفية الأوائل للمجتمع الإنساني كله من عطاءات عظيمة وعلي رأسها التعريف بالإسلام ذاته كما حدث في أفريقيا وجنوب شرق آسيا والدول الإسلامية في الاتحاد السوفيتي سابقاً. فالساحة تستضيف عدداً كبيراً من العلماء والدعاة لإلقاء المحاضرات الدينية والثقافية لتوعية الجماهير سواء كان ذلك في المناسبات والمواسم الدينية أو القومية.