أعباء ثقيلة تحملها عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة المصرية عندما تولي هذا المنصب منذ شهرين، التحديات كبيرة والأسئلة كثيرة، هل يستطيع التغلب علي المشاكل والتراكمات، كيف تستعيد الإذاعة المصرية دورها المؤثر والريادي في محيطها العربي، ما هي أفكارة وأحلامة لتطوير أدوات العمل الإعلامي والتغلب علي مشاكل التمويل، حاولنا إيجاد إجابة لبعض التساؤلات في سطور هذا الحوار.. لن أتهاون مع أشخاص يقفون أمام تطوير الإذاعة علماء الأزهر هم ضيوفنا في إذاعة القرآن الكريم سألته في بداية الحوار كيف تري حال الإذاعة المصرية الآن؟ -الإذاعة كانت أشبه بعربة فاخرة فيها المقاعد الوثيرة والإمكانيات التراثية والصوتية لكنها كانت متوقفة بفعل عدد من العوامل أولا أبناؤها استسهلوا العمل فيها فلم يبدعوا، استهتروا بالمنافسين ولكن كما تملك الإذاعة الماضي أعتقد إنه إذا أخلصنا وطورنا أستطيع التأكيد أن الإذاعة المصرية قادمة. يقال إنك أعطيت صلاحيات لرؤساء الشبكات للخصم من مرتبات أوحوافز العاملين دون التحقيق معهم في حالة وجود أخطاء بما يعد ذلك مخالفا للائحة؟ أجاب لابد من انضباط الزملاء وهناك من يقاوم هذا الانضباط لأن له مصلحة في أن يظل الهواء الإذاعي راكدا ثقيلا ولن أتهاون مع أشخاص لايريدون التطور ويريدون أن يقدموا برامج ليست لها علاقة بالواقع المصري الذي نعيشه وأيضا هناك أشخاص لا يريدون أن يحضروا إلي العمل سوي مرة أو مرتين في الأسبوع أو ثلاث مرات في الشهر لتسجيل البرامج التي تتيح لهم الحصول علي الأجور المتغيرة وبعد ذلك لا نسمع لهم صوتا فقل لي ماذا نفعل؟ كلنا شركاء في هذه الإذاعة ولابد أن نعمل علي نجاحها وبالتالي لابد من البحث عن وسيلة لتطويرها وإذا كنا قد نجحنا مثلا في بث وملاحقة أحداث الإرهاب فهذا يرجع لننا توصلنا إلي صيغة رئيس التحرير المناوب والمراسلين. وماذا عن خطة التطوير؟ - بدأنا خطة عاجلة للتدريب وشملت كل المذيعين بدون اشتراط لسن فلابد من التدريب المستمر لأنه كل يوم هناك جديد في الإعلام فالغرض منه هو تطوير الأداء وملاحقة الجديد في التناول الإعلامي. بعض المذيعين يتعاملون مع الميكروفون بأسلوب روتيني وكلاسيكي؟ - هناك مستمعون كلاسيكيون للإذاعة لكن هذ لا يمنع من المتابعة والملاحقة والتطوير، كما أن كلاسيكية البرنامج العام مثل لغتنا الجميلة تعني ربات البيوت وغيرها هذه البرامج الكلاسيكية الشهيرة لها تأثير وانتشار جماهيري، لكن هذا يختلف عن الأداء في محطات أخري شبابية هناك كلاسيكية محترمة تحافظ علي تقليدالإذاعة والكلاسيكية لها شروط وهي التزام اللغة العربية الفصيحة والتزام الأخبار الرصينة وتقديم المادة الثقافية التي تعبر عن الشعب المصري وجدانا وتاريخا و دراما إذاعية محترمة هذه هي كلاسيكية البرنامج العام دون ثرثرة ودون ملل ودون رتابة وجزء من التطوير أن تلتزم كل شبكة بشخصيتها دون ابتذال نحن نريد علي سبيل المثال أن يحمل ميكروفون إذاعة الشباب والرياضة قضايا الفلاح المصري وأن تذهب برامج الشباب إلي الشاب المصري في كل مكان بمن فيهم الشباب الذين يعملون في المناطق السياحية المعطلة بسبب عدم وجود سياحة أيضا لابد أن تلعب الإذاعة دورا في محو التعصب الذي تتسبب فيه جماعة الأولتراس. ماذا عن موقع الإذاعة الإلكتروني، هل تم البدء في الإعداد له؟ - بالفعل نحن بدأنا في إعدادة وسوف يكون جاهزا للافتتاح في 15 من أكتوبر واتفقنا علي أن يكون هناك مركز للمعلومات ونحن الآن بصدد مشروع وسوف نعرضه علي د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام اسمه "راديو موبايل" سوف تكون محتويات الموقع تراثية وغنائية فالإذاعة المصرية تملك تراثا إذا استطعنا تسويقه "لكسبنا ذهبا وأكلنا شهدا". بالنسبة لمكتبة الإذاعة ماهي الإجراءات التي أتخذتها للمحافظة علي هذا التراث من الضياع والتلف؟ - هذا هاجس مهم لكل المحبين للإذاعة بالفعل عملنا مجموعة عمل المكتبة ومراجعة الشرائط برئاسة السيدة نائب رئيس الإذاعة وفيها يتم مراجعة كل الشرائط المسجلة والتراثية واستطعنا الانتهاء من رصد وتبويب مكتبة الكاتب الصحفي محمد التابعي الذي يعد أول رئيس تحرير لمجلة آخر ساعة وأيضا مكتبة الحديدي والسيد بدير وأحمد طاهر وصفية المهندس وأحمد محمود شعبان وأمين بسيوني ومكتبة فهمي عمر وفاروق شوشة وصبري سلامة والجميع. وماذا عن إعادة هيكلة إذاعة القرآن الكريم وآخر التطورات فيها؟ - منذ أن توليت مسئولية الإذاعة كان أول اجتماع مع العاملين بإذاعة القرآن الكريم وقلت لهم إذاعة القرآن الكريم إذا عدتم إلي وثيقة إنشائها 70 بالمائة تلاوات مجودة ومرتلة و30 بالمائة للبرامج والتفسير والحديث والعبادات والمعاملات وأنا أتحدي أن يعثر أي مستمع علي أحد يتحدث في السياسة وكل المذيعين الذين كان لهم توجهات لفصيل سياسي معين لايتحدثون في السياسة الآن وكان بينهم شخص اسمه محمود خليل تم نقله إلي المنيا فكل الذي يذاع برامج عن الحج وبرامج عن الإسلام والمجتمع وقد أصدرت قراراً بألا يستضيفوا أحدا إلا من الأزهر وساعدني في ذلك فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب حيث أرسل لي "قائمة" بحوالي 50 اسما من علماء الأزهر ليكونوا ضيوفا في إذاعة القرآن الكريم. وأنا غير مؤمن بما يسمي بالداعية لأنها بدعة وموضة اخترعها الفضائيون وأنا لست إعلاميا فضائيا فأنا رجل تربي في ماسبيرو وسأدافع عن هذا المبني وتقاليده حتي أغادره. هل تخلت الإذاعة عن إنتاجها للأغنيات؟ - نحن لدينا 22 أغنية أنتجت بعد ثورة 25 يناير ووضعها وزير الإعلام السابق ورجاله في الدرج ونحن أعدنا الآن تصوير هذه الاغنيات لتذاع في أكتوبر وأهديناها للتليفزيون وسوف نهديها بعد استئذان د.درية إلي القنوات الفضائية وهذه الأغنيات للفنان محمد الحلو والفنانة نادية مصطفي وأغنيات لغادة رجب وأيضا لدينا أوبريت غنائي سوف ننتجه يتحدث عن مناسك الحج ألحان حسين فوزي وبطولة تمثيلية للفنان أشرف عبد الغفور والفنانة سميرة عبد العزيز ومرشح له أكثر من صوت والذي يعوق إنتاج الإذاعة للأغنيات الإمكانيات المادية وأن يتعاون معنا نجوم الغناء. وماذا عن إنتاج مسلسلات عن أبطال حرب أكتوبر؟ - الإذاعة تنتج 24 نصف ساعة درامية عن أبطال الجيش المصري الذين صنعوا نصر أكتوبر فنحن اتصلنا بالشئون المعنوية فأرسلوا لنا 24 بطلا من أبطال معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر سيتم إنتاج قصص حياتهم مدة كل قصة نصف ساعة علي كل الشبكات الإذاعية ونحن لدينا بالفعل مسلسل عن إبراهيم الرفاعي كتبه الكاتب جمال الغيطاني ولدينا أيضا فوازير أكتوبر عن كل المواقع والمعارك التي خاضها الجيش المصري من أحمس إلي الآن وأيضا تقدم علي كل الشبكات الإذاعية لدينا أيضا أوبريت "مصر الصامدة" هذا بالإضافة إلي أنني لديّ مجموعة كبيرة من الأغنيات عن حرب أكتوبر ولكنها لم تأخذ حظها الجيد من الإذاعة منها أغنية لعبد المطلب ومحمد رشدي وسيد مكاوي سوف نعيد إذاعتها بشكل أكبر. ماذا بشأن تأخر صرف مستحقات أصحاب المعاشات؟ - سوف يصرفون مستحقاتهم خلال أيام قليلة هل مازالت إذاعة الأغاني وراديو مصر قادرين علي جذب المعلنين؟ - تعرضت إذاعة الأغاني إلي مؤامرة استخدمت هذه الإذاعة حيث إن أحدهم سحب منها الإعلانات لصالح إذاعة أخري حيث إنها كانت في وقت ما أعلي نسبة استماع وبالتالي أعلي نسبة إعلانات وذلك نتيجة الإهمال وعدم المحاسبة وأنا عندما توليت هذا المنصب وجدت أن هذه الإذاعة مليئة بالصراعات وبالشكاوي وبالتحقيقات مما لا يعطي لأحد أن يبدع في مكانة باستثناء البرنامج الجيد الذي تقدمة الزميلة إيناس جوهر. وما هي الاجراءت التي اتخذتها لكي تعود هذه الإذاعة مرة أخري إلي مكانتها الطبيعية؟ - قمت بعمل بعض التغييرات الإدارية وسوف يكون هناك ساعات تقدم فيها الأغنيات الحديثة وأيضا ساعات للأغنيات التراثية ويجب أن تكون ال24 ساعة مقسمة حسب شريحة الاستماع، أغنيات تناسب الصباح حديثة وقديمة، أغنيات التراث وحفلات غنائية ثانيا التقليل من الثرثرة الكلامية والعودة إلي الهدف الذي أنشئت من أجله المحطة وهو الاستماع إلي قيم الغناء المحترم سواء كان حديثا أوقديما والاستفادة من تراث مكتبة الإذاعة. من المعروف إن الإذاعة كانت تلعب دورا مهما في بعض القضايا ونشر وجهة النظر المصرية، فأين الدور الذي تلعبة الآن الإذاعة في مشكلة المياه مع دول حوض النيل، وهل يصل الإرسال إلي هذه الدول؟ عندنا دور للإذاعة وهودور إذاعة وادي النيل التي تبث إرسالها للسودان شمال وجنوب ولمصر ولدينا إذاعة موجهة بالسواحيلي وبلغات أخري موجهة لدول شرق ووسط أفريقيا الموجود بها النيل وهذه الإذاعات لعبة دورا مهما في السابق في نشر وجهة النظر المصرية في ثورة يوليو وقضايا الوحدة الأفريقية أيام الرئيس عبد الناصر، وكان يجب تطوير هذه الإذاعة عن طريق عمل محطات تقوية في جنوب السودان حتي تصل لدول وسط أفريقيا حتي يتبين للمستمع الأفريقي وجهة النظر المصرية فيما يتعلق ليس فقط بقضايا مياه النيل لكن بالتعاون المصري مع هذه الدول وطبعا مع تطور تكنولوجيا الاتصال ضعفت الموجة القصيرة وبالتالي نحن نحتاج لتطويرها وهذه الإذاعات هي أهم إذاعات موجهة إلينا ويجب أن نهتم بها لذلك نحن كتبنا خطابات بتعليمات من د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام إلي سفراء هذه الدول لمعرفة موقف الاستماع ووصول الإذاعات إلي المستمع الأفريقي في هذه الدول. أليس هناك خطة إعلامية موضوعة لمخاطبة هذه الشعوب الأفريقية؟ - بالفعل يجب أن يكون هناك خطة ويقوم فيها بدوره الأزهر والكنيسة والخارجية والدبلوماسية المصرية والإعلام وتستند علي مجالات تعاون اقتصادي وفني وسياسي وبالأخص حول مياة النيل وأنا كتبت ورقة بهذه الخطة وإذا استطعنا أن نوزع 5 ملايين ترانزستور في هذه الدول الأفريقية سوف يسمعوننا وإن أستطعنا أن نبني محطتي تقوية علي حدود السودان الجنوبي تلتقطان وتبثان سوف يسمعوننا وهذا سوف يخدم الأمن القومي المصري. وينبغي أن يكون هناك دور لرجال الأعمال لدعم الإعلام كما هو مدعوم من الشعب في كل الدنيا فيجب أن يشعر الشعب المصري بأن نقطة الماء هي حياته ويجب أن يشعر أن أفريقيا هي جزء من أمنه القومي.