دقت وسائل الإعلام المختلفة طبول الحرب،علي مدي الأيام الماضية، معلنة أن هناك ضربة وشيكة علي سوريا، وأن هناك غطاءً عربياً لهذه الضربة العسكرية المحتملة، تناسي الجميع أن لسوريا وضعها الخطير والحساس من نواح كثيرة، فموقعها الاستراتيجي يجعلها الدولة التي لها حدود مشتركة مع أكبر عدد من الدول، مع تركيا والعراق والأردن ولبنان وإسرائيل، وهذا الوضع يهدد بتفجير المنطقة بأسرها بمجرد محاولة الجانب السوري الدفاع عن نفسه بأي أسلوب، قد يجبر الدول المتاخمة لحدوده علي الرد، ولعل هذا هو السبب المباشر لتخلي بريطانيا وفرنسا والمانيا عن المشاركة، بعد رفض شعوبها التي تعي مخاطر نشوب الحرب في هذه المنطقة، وهو ما جعل أوباما يغير من موقفه ويتريث، ويعلن أن العمل العسكري قد يكون غدا أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر، بعد أن كانت طبول الحرب في وسائل الإعلام تؤكد أن الضربة وشيكة جدا، وللذين روجوا بأن هناك غطاء عربيا لهذه الضربة، أقول إن التاريخ أثبت أن سوريا كانت دائما الخط الأمامي في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضد العالمين العربي والإسلامي، وهو ما يحتم علينا أن نضع عيوننا علي هذا البلد، وهو ما تدركه مصر عندما رفضت التدخل العسكري في سوريا، وما وعته الجامعة العربية بإعلانها أنه لا صحة لما تردد عن وجود غطاء عربي للضربة، وأنها لا تعطي الضوء الأخضر أو غيره، وأنه لا يوجد أي دعم أو غطاء سياسي أو غير سياسي لأي طرف دولي للقيام بأي عمل عسكري ضد سوريا، وإنما تضع نصب أعينها أهمية الأزمة السورية من المنظور العربي وكذلك من المنظور الأخلاقي والسياسي والاستراتيجي، وهي فرصة للمعارضة السورية لأن تراجع نفسها، فقد أعلنت أنها أصيبت بخيبة أمل من تريث أوباما في توجيه الضربة، فمهما كان الخلاف، الاستقواء بالخارج أمر خطير. كلمة أخيرة: إذا كانت مصر هي الصخرة التي تنكسر عليها كافة المؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية، فإن سوريا كانت دائما الدرع القوي الذي يحمي جانب مصر في الشرق العربي، واقرأوا التاريخ.