رفعت المعارضة شعار »لا تراجع عن تمرد« ورفضت مبادرة حزب الوسط للحوار معتبرين مبادرة الوسط محاولة جديده لإجهاض يوم 30 يونيو الجاري للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.. لا توجد أي استجابة للمبادرة حتي مع التلويح بإمكانية تغيير النائب العام . رموز المعارضة مثل عمرو موسي والبرادعي وصباحي قالوا إن الدعوة للحوار جاءت متأخرة لأنها تأتي قبل 15 يوما فقط من انطلاق المظاهرات لسحب الثقة من مرسي. بدلاً من مناقشة المبادرة الاجتماع بحركة تمرد لرسم سيناريوهات 30 يونيو وأفكار ما بعد رحيل الرئيس وكيف سيتم التعامل مع مظاهرات الإسلاميين خاصة أن هناك اتجاها داخل تمرد يدعو لأي استباق لهذه المظاهرات والنزول إلي الميادين قبل هذا اليوم. في الوقت نفسة اتهمت قيادات إخوانية المعارضة بالخيانة والاستقواء بالخارج عقب الإعلان عن لقائهم ب "وندي شيرمان" مساعدة وزير الخارجية الأمريكي والتي كانت تريد استطلاع آرائهم تجاه يوم 30 يونيو . في البداية يري محمود العلايلي عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار أن أي دعوة للحوار مع النظام الحالي مرفوضة تماما، مضيفا أن أي مبادرة سياسية لا يكون من بين بنودها تخلي الرئيس عن السلطة ستكون محل رفض المعارضة. واعتبر العلايلي مناقشة قضايا الوطن مع هذا النظام فات أوانها لأن القادم ليس زمنه بأي حال من الأحوال، ولن نتحمل فشلاً جديدا أو نسمح بمحاولة إجهاض تظاهرات 30 يونيو الجاري. وأكد العلايلي علي فشل كل محاولات النظام إلي اتهام المشاركين في تظاهرات 30 يونيو بأنهم من فلول النظام القديم أو الثورة المضادة مؤكدا أن 30 يونيو هو الموجة الثانية لثورة يناير . ويري عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن الوقت انتهي للحوار مع الرئاسة مضيفا "حتي لو قام مرسي بالدعوة إلي حوار فعلي بإرسال دعوة مكتوبة لمختلف القوي السياسية تتضمن أجندة واضحة المعالم للبداية والنهاية، فكل ذلك سيكون متأخرا للغاية".. وأضاف شيحة أن هذه الدعوة جاءت قبيل 30 يونيو بغرض شق الصفوف، وتوقيتها يعمق عدم المصداقية في أهدافها كما أنها غير مفيدة لأي طرف فالنظام الحالي يحاول إثارة الفرقة بين الجماعات والاتجاهات المختلفة التي تقف ضد حكمه، في سعي لإفشال المظاهرات القادمة، ونحن لن نسمح بذلك قياديون في المعارضة قالوا ل »آخر ساعة« إن الإخوان يخافون من تفكير الولاياتالمتحدة في بديل لهم للسلطة.. لقد بذلوا مجهودا جبارا لإقناع الولاياتالمتحدة وأوروبا بأنهم وحدهم القادرون علي قيادة مصر بعد سقوط نظام مبارك لافتين إلي أن الإخوان لعبوا علي المصالح المشتركة وصنعوا لغة حوار خاصة بهم مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل.. فبحسب أحمد فوزي القيادي في جبهة الانقاذ والأمين العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، قدم الإخوان للولايات المتحدة عددا من التعهدات الخاصة بضمان أمن إسرائيل وكبح جماح حماس والمساعدة في الملف السوري لافتا إلي تصريحات مساعد الرئيس الخاصة بعدم محاكمة المصريين الذين يسافرون للجهاد في سوريا عقب عودتهم تصب في صالح ذلك. وأشار فوزي إلي أن لقاء شيرمان طبيعي ويأتي في إطار بحث الولاياتالمتحدة عن مصالحها فهي تلتقي النظام والمعارضة كما كان يحدث في السابق وهي لا يمكنها الرهان علي طرف واحد فقط طوال الوقت . كانت شيرمان قد أبدت خلال اللقاء مخاوفها من مظاهرات 30 يونيو، وسألت عما يمكن أن تشهده مصر في هذا اليوم، وأكدت أن الولاياتالمتحدة تقف علي الحياد بين كل القوي، وأنها تحترم إرادة الشعب المصري. النشطاء والسياسيون خلال اللقاء هاجموا دعم الإدارة الأمريكية للإخوان وانتقدوا تجاهل الإدارة الأمريكية للتصرفات الفاشية والديكتاتورية التي يمارسها النظام الحالي ضد المصريين، كما نقلوا لشيرمان أن سيناريوهات ما بعد 30 يونيو الجاري لا تخص أحدًا إلا المصريين، وأن الإعلان عنها سيكون في وقته، لافتين إلي وجود أكثر من سيناريو بعد سقوط الإخوان المسلمين . ونفي كامل صالح، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي حضر الاجتماع ممثلاً عن حزبه عرض مساعد وزير الخارجية الأمريكية التدخل لدي الرئيس وطرح مطالب المعارضة أو الضغط. أما الدكتور محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، فقد أكد أن شيرمان نقلت للسياسيين المصريين وقوف أمريكا إلي جانب إرادة الشعب أياً كانت، لا ضد رغبته، وستتبع طريقتها نفسها التي تعاملت بها مع حسني مبارك الرئيس السابق، لأن بلادها تدعم الشعب المصري فقط، ولا تدعم الأنظمة والحكومات. وتابع السادات أمريكا أكدت أنها لم تأت بمرسي، وإنما الشعب المصري هو من انتخبه، وليس هناك ما يمنع تغييره إذا كانت هذه إرادة الشعب، وأشار إلي أنه لمس تغيراً في موقف الولاياتالمتحدة من النظام، بعد تردي الأوضاع، وأن الوفد الأمريكي سأل عن السيناريو المطروح بعد 30 يونيو، ومدي جاهزية بديل للنظام الحالي. وعقب الإعلان عن اللقاء شن الإخوان هجوما عنيفا علي المعارضة علي طريقه النظام السابق حينما كان يعلم عن لقاء تم بين الإخوان والإدارة الأمريكية واتهم الإخوان جبهة الإنقاذ وأحزاب المعارضة، ب"الخيانة" وقال عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن أمريكا تهمها مصالحها الأمنية والاقتصادية قبل أي انحياز لقيم وحريات، ولا تهتم بتلبية رغبات حلفائها القدامي في الشرق الأوسط. وأكد أحمد فوزي القيادي في جبهة الانقاذ أن جماعة الإخوان المسلمين فشلت في إيجاد وسيلة ما لتعطيل ما سيأتي يوم 30 يونيو ولديها تصور خاطئ أن جبهة الانقاذ هي التي تحرك الشارع أو أن هناك مؤامرة كونية عليهم، إلا أن الأمر ببساطة هو أن المواطنين الذين انتخبوا الإخوان للبرلمان ثم للرئاسة اكتشفوا الخدعة وتأكدوا أن الإخوان ليس لديهم كفاءات مما جعلهم يشعرون بالغضب الشديد وهو أكبر من قدرة تمرد. ولفت فوزي في حديثه ل "آخر ساعة " أن الإخوان في المعارضة كانوا يلتقون المسئولين الأمريكيين وكانوا يعتبرون ذلك ليس تدخلا في الشئون الداخلية ومن جانبه يري عبدالناصر قنديل القيادي بحزب التجمع أن الإخوان تناسوا في خضم معركتهم ضد 30 يونيو أنهم أول من استقوي بالخارج وأن بقاء وحياة تنظيمهم مستمد من الخارج ومن التنظيم الدولي للإخوان وتناسوا وهم يتهمون المعارضة بالخيانة أن وفودهم تكاد تكون مقيمة في الولاياتالمتحدة لكسب ود الأمريكان.