في صباح الأربعاء 8 يوليو 1953. نشرت الأخبار في صفحتها الأولي خبرا عن تعيين الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف.. أميرا لحج هذا العام.. وفي الصفحة الخامسة، أعادت نشر الخبر بالتفصيل.. لكنها بجانبه الأيمن كتبت في مربع صغير، الآن وقد ألغينا ألقاب الأمراء ألا يستلزم الأمر أن نغير اسم أمير الحج، ليصبح رئيس بعثة الحج أو قائد أو إمام أو رائد بعثة الحج. كان ذلك بعد 20 يوما فقط من إلغاء الملكية في مصر وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 53 وإلغاء الثورة للألقاب الملكية من صاحب الجلالة وصاحبة الجلالة وأصحاب السمو.. والأمراء وغيرها.. وتلقف الأمر محرر الأخبار أو رئيس تحريرها (مصطفي أمين) ليلفت النظر إلي هذا اللفظ المتبقي من العهود السابقة.. والذي بدأ استخدامه في مصر قبل 705 أعوام. وكان الباقوري من اليقظة السياسية.. ليرسل ردا مكتوبا في نفس يوم صدور الجريدة ليلحق طبعتها في اليوم التالي لتنشر رده.. تحت عنوان لن يلغي لقب أمير الحج.. وقال في رده.. إن الثورة قد ألغت الألقاب الملكية لإلغاء معناها وليس ألفاظها.. وذلك لإلغاء الشموخ والتعالي في الأمراء علي المصريين.. وهي أمور ليست في العبد الفقير إلي الله وزير الأوقاف محمد حسن الباقوري. كما إنها ليست في الصحافة.. والتي نلقبها »صاحبة الجلالة«.. وقد ألغينا هذا اللقب الملكي لكن لا يستطيع أحد أن يغير هذا الاسم في الصحافة.. كما أن الشموخ والتعالي علي المصريين، لايوجد لدي رجال الجيش وهم »القائمون بالثورة« ورغم ذلك ففي رتبهم، رتبة أميرالاي.. وأمير بحر.. وهي ألقاب لن تلغي. وختم عباراته بكلمات »حيثما أرجو.. إن شاء الله«.. وكان في نهاية رده استدرك أنه لايضمن تماما أن يحدث ذلك. واتضح خلال عام واحد فقط.. أن الشيخ الباقوري.. كان متفائلا أكثر من اللازم.. ففي موسم الحج التالي 1373م1954ه.. أصبح المسئول عن بعثة الحج المصرية يلقب باسم رئيس بعثة الحج.. بل وتغير ألقاب الرتب العسكرية في الجيش المصري ليصبح أميرالاي.. وأمير بحر.. تعني رتبة العميد واللواء بحري. [email protected]