البداية كانت منذ نحو 5 سنوات، عندما عثر بالمصادفة الباحث السكندرى فى الوثائق والأرشيفات رأفت الخمساوى، على كتاب من أحد بائعى الكتب القديمة والمستعملة بشارع النبى دانيال، بعنوان «تاريخ الصحافة السكندرية» بين أعوام 1873/1899 للباحثة نعمات أحمد عتمان، ضمن سلسلة كتب تاريخ المصريين للهيئة العامة للكتاب. اكتشف «الخمساوى» من خلال الكتاب، أن «الثغر» حملت الإرهاصات الأولى للصحافة فى مصر والعالم العربى، فخلال هذه الفترة شهدت الصحافة «السكندرية» نهضة صحفية كبرى، استحقت معها المدينة أن تحمل لقب «عاصمة مصر الصحفية»، حيث كان يصدر بها وبعدة لغات خلاف اللغة العربية ما يقرب من نحو 78 جريدة يومية وأسبوعية، بدأت بصدور صحيفة «الكوكب الشرقى» أولى الصحف العربية ب«الثغر» نهاية بصدور صحيفة «الأهرام» وانتقالها للقاهرة. كان ذلك دافعا ل«الخمساوى» لمحاولة توثيق تاريخ «الصحافة السكندرية» وأرشفتها، وجمع الأعداد القديمة والنادرة من الصحف الصادرة فى «الثغر» حتى منتصف خمسينيات القرن الماضى، من باعة الكتب القديمة والنادرة ب«المحافظة» وتجار الورق و«الروبابكيا« أيضا، وهو ما يحاول «الخمساوى» استكماله حاليا والمضى فيه- حسب قوله ل«إسكندرية اليوم». وكشف «الخمساوى» عن حال «الصحافة السكندرية» خلال تلك الفترة وثرائها الشديد وتنوعها أيضا، حيث كان يصدر بالثغر حتى منتصف خمسينيات القرن الماضى نحو ما يقرب من 20 جريدة يومية وأسبوعية، متنوعة بين السياسة والاقتصاد والأدب، منها صحف «الدفاع السكندرى»، «العلم الأخضر»، «الرياضية»، «لسان العرب»، «البصير» التى تعد أقدم الصحف السكندرية بعد «الأهرام» حيث صدر العدد الأول منها عام 1906، وأسسها رشيد شميل «سورى الجنسية» وظلت منتظمة فى الصدور، حتى توقفت منتصف الخمسينيات، بالإضافة لصحف «وادى النيل»، «التجارية المصرية»، «الثغر»، «السهام»- وهى الصحف التى استطاع جمع أعداد منها. وقال «الخمساوى»: «غالبية الأعداد الأولى لهذه الصحف تحمل ترويستها عنوان مقرها الرئيسى بالثغر، وبعضها نقل مقره الرئيسى فيما بعد للقاهرة وظل مقر الثغر موجودا أيضا على الصفحة الأولى للجريدة»- حسب قوله. واستعرض عددا من الصفحات النادرة لتاريخ صحافة «الثغر». وتحت عنوان «اجتماع لجنة طلبة الإسكندرية» نشرت جريدة «البصير» فى عددها الصادر بتاريخ 31 ديسمبر 1927 خبرا جاء فيه: «اجتمعت اللجنة التنفيذية لطلبة الإسكندرية برئاسة ياقوت أفندى عبدالنبى، فى مساء الجمعة 30 ديسمبر وأصدرت قرارات مختلفة أهمها، الترحيب بمقدم جلالة ملك الأفغان المعظم للثغر، وعمل اللازم لدخول وفد من اللجنة للمحطة والاستعداد للقيام بالواجب، إعلان حزن الطلبة وأسفهم الشديد لوفاة فقيد الصحافة والوطن أمين الرافعى بك ووضع كرافتات سوداء لمدة أربعين يوما حداداً عليه، وإعلان الملأ أن الطلبة لا يدينون بالولاء والتأييد لغير هيئة الوفد المصرى المحترم ورئيسه النحاس». وفى عددها الصادر فى 1يناير 1928 نشرت «البصير» تحت عنوان» جلالة ملك الأفغان فى الإسكندرية»الخبر التالى: «علمنا أن صاحب الجلالة أمان الله خان، ملك الأفغان، قبل دعوة بلدية الإسكندرية لتشريف المدينة مع حاشيته يوم الثلاثاء المقبل، ولم تعلن للآن تفاصيل برنامج الاستقبال، ومن المنتظر أن يزور جلالته متحف الآثار، وأثار كوم الشقافة ومكابس شون الأقطان بمينا البصل، وأن يحضر دعوة البلدية فى حديقة أنطونيادس، وقد خصصت البلدية 2000 جنيه كمصاريف هذه الدعوة». وبجوار الخبر تحقيق مصغر عن مشكلة تصعيد عمال شركة «كوتاريللى» للتبغ إلى لجنة التوفيق جاء فيه «عقدت لجنة التوفيق أمس الأول، اجتماعا بسراى المحافظة، برئاسة صاحب العزة أحمد عبد القادر بك، وكيل المحافظة، لنظر النزاع بين عمال شركة سجائر »كوتاريللى» ورؤساء الأعمال المباشرين لهم المعروفين ب«الكومندات»، وقد أسفر هذا النزاع عن إيقاف المفاوضات بين محامى الشركة ومحامى العمال، بشأن وضع مشروع من المكافأت التى تصرف للعامل عند فصله من العمل. وأضاف: «انتدبت اللجنة محمود صبرى بك من بين أعضائها للتوجه إلى دار المصنع وإزالة سوء التفاهم الواقع بين العمال ورؤسائهم، ولكنه لم يلتق هناك آذاناً صاغية فتركهم إلى أن تعقد لجنة التوافق يوم الأثنين 2 يناير للنظر فى هذا الموضوع، وعلمنا اليوم أن بعض العمال أضربوا عن العمل ولم يدخل المعمل غير عدد قليل، وقد أخذ البوليس الاحتياطات اللازمة منعا لحدوث تصادم بين العمال الذين يريدون مواصلة العمل والمضربين فلم يحدث للآن شىء بفضل هذه التدابير». أزمة عمال شركة سجائر «كوتاريللى» وأصحاب الشركة ب«الثغر» تطورت إلى حد إطلاق الرصاص، كما جاء فى خبر آخر فى نفس الجريدة. وجاء فيه: «تلقينا بمزيد من الأسف التلغراف التالية صورته، فنشرناه على علاته غير جازمين بصحته، لعدم تمكننا من التثبت من حقيقة ما وقع فى آخر لحظة». ونشرت الجريدة «تلغرافاً» مرسلاً إليها من رئيس نقابة عمال الدخان والسجائر وقتها ويدعى عبدالعزيز الغريانى، ونصه كالتالى «أطلق رجال كوتاريللى الرصاص على العمال المصريين بشارع محرم بك، بعيدا عن المصنع بلا سبب، والقصد إحداث هياج ليقابلهم العمال بالمثل، لكنهم لا يزالون محافظين على الهدوء والسكينة، رغم معارضة البوليس لهم بشدة، والمصابين للآن أربعة منهم اثنان بحالة خطرة بالمستشفى، ونحن نستغيث بالحكومة لوضع حد لهذه التعديات المتكررة». ومن مشاكل العمال والسياسة إلى الرياضة وقتها، ومباراة كرة القدم بين منتخبى «المجر» ومنتخب «الثغر» لكرة القدم، فى المباراة التى أقيمت بين الفريقين بإستاد «الشاطبى» وقتها، بعد فوز فريق المجر على منتخب القاهرة فى المباراة الأولى 4/2 بميدان النادى الأهلى بالقاهرة، وتصف الجريدة اللقاء بأنه «يوم الفصل فإما نأخذ بالثأر وإما هزيمة ثانية». ويبدو أن المباراة كانت من الأهمية أيضا وقتها حيث أناب الملك «فؤاد وقتها» وكيل المحافظة لحضور المباراة نيابة عنه، وهو الخبر الذى نشرته الجريدة وجاء فيه: «انتدب حضرة صاحب العزة أحمد بك عبد القادر وكيل محافظة الثغر، من قبل جلالة الملك لحضور مباراة كرة القدم التى ستقام غدا فى الساعة الثالثة بملعب الشاطبى بين فريق المجر ومنتخب الإسكندرية». وفى عدد «البصير» الصادر فى 13 يناير 1940 كتبت الجريدة خبرا بعنوان «اعتقال بعض الألمان وتفتيش دورهم» وجاء به: «قال مندوبنا إن الجهات المختصة فى حكمدارية الثغر، تلقت أمس أمرا عسكريا من القاهرة باعتقال الألمان الذين سبق أن أفرجت السلطات عنهم وتفتيش منازلهم، وقد قام رجال القسم السياسى بالحكمدارية بمداهمة منازلهم واعتقال 42 شخصا منهم نقلوا إلى المعتقل بالقبارى، ولايزال البوليس السياسى يبحث عن سائر الألمان الموجودين فى الإسكندرية لاعتقالهم، وقد علمنا أن لهذه الاعتقالات علاقة بمعاملة الرعايا المصريين فى ألمانيا». ومن السياسة إلى الأزمة المالية، التى عاشتها مصر خلال تلك الفترة، بسبب الحرب العالمية الثانية، ووصلت إلى حد ترشيد الإنفاق حسبما جاء بخبر قرار وقف شراء المراوح الكهربائية، الذى نشر فى الصحف وقتها وجاء فيه: «تلقت مصالح الحكومة بالإسكندرية من وزارة المالية كتابا تبلغها فيه أنها قررت وقف شراء المراوح الكهربائية هذا العام، بسبب صعوبة الحصول عليها، ولأن الحالة الحاضرة تستدعى الاقتصاد فى مشترى مثل هذه الأدوات». وفى نفس الصفحة بالجريدة، كان خبر اجتماع الوفد المصرى، برئاسة النحاس باشا فى دار النادى السعدى ظهر يوم الاثنين 15 يناير 1940، للنظر فيما لديه من شؤون، وبجواره قرار المباحث الجنائية بوزارة الداخلية بإنشاء مراكز لها فى المدن، وتعيين ضباط لها تحت إشراف هيئة من رجال المباحث فى عاصمة كل مديرية لتعزيز الأمن، بناء على رغبة صاحب المقام الرفيع على ماهر باشا، رئيس الوزراء ووزير الداخلية. ونشرت الصحيفة خبرا آخر عن «حركة القطارات فى فصل الصيف» جاء فيه: «انتهاء مصلحة السكك الحديدية من وضع برنامج حركة القطارات خلال فصل الصيف المقبل وسيرفع إلى الجهات المختصة لإقراره، مع مراعاة الاقتصاد فى الفحم بمقدار 10% من مجموعه». وبطبيعة الثغر «الكوزموبوليتانية» المتسامحة وقتها، المتعددة اللغات والديانات، كانت أخبار العائلات الكبرى «اليهودية» ورجال أعمالها من أهم أخبار الصحف، فتحت عنوان «قران مبارك» نشرت جريدة «البصير» خبر زواج ابن رجل الصناعة اليهودى المعروف وقتها حاييم بك درة، بالمعبد اليهودى بشارع النبى دانيال، وجاء بالخبر: «يحتفل يوم الأحد الموافق 21 يناير الجارى فى منتصف الساعة الخامسة بعد الظهر، بزفاف حضرة الآنسة المهذبة روزيت كريمة حضرة الوجيه السيد سليم سالم، إلى حضرة الشاب الأديب زكى درة، نجل حضرة الوجيه السيد حاييم درة، وسيقام الاكليل فى معبد الياهو هنا بشارع النبى دانيال، وتليه حفلة استقبال يقيمها السيد حاييم درة وعقيلته فى فندق سيسيل، يتقبل فيها العروسان وأفراد أسرتيهما تهانى المدعوين وتمنياتهم، فبالرفاء والبنين». وتحت عنوان «حاييم بك درة يعود من أوروبا» نشرت جريدة «التسعيرة» التجارية وقتها، الخبر التالى: «عاد من أوروبا فى الأسبوع الماضى حضرة الوجيه المعروف حاييم بك درة التاجر المعروف وعضو الغرفة التجارية فى الإسكندرية، بعد أن قضى فصل الصيف متنقلا بين ربوع فرنسا تصحبه عائلته المصونة، فكان فى استقباله جمع كبير من رجال المال والأعمال من أصدقائه وعارفى فضله وأياديه البيضاء على الطفولة المشردة، وصاحب التسعيرة وهو يعتز بصداقة الرجل الذى طبع على خلق كريم، يهنئ حاييم بك بسلامة الوصول راجيا له العود الحميد رافلا فى حلل العز والسلامة«. من جانبه قال «الخمساوى» إن طابع «الحزبية» كان المسيطر على «صحافة الثغر» خلال تلك الفترة الثرية، التى تمتع فيها المناخ «الصحفى» وقتها بأقصى حالات الحرية والديمقراطية، بالإضافة إلى الإغراق فى المحلية وانقسام غالبية الصحف بين معسكرين أحدهما يؤيد حزب الوفد وحكومة «النحاس» والآخر يؤيد «السعديين» والمعارضين له. وتناولت الصحف وقتها «النحاس» وكان رئيسا للوزراء خلال حقبة الثلاثينيات بالنقد الشديد، برسوم «الكاريكاتير» فى صدر صفحتها الأولى، مثلما تناولته جريدة «الثغر» فى عددها الصادر فى 29 مايو1931، وكان مقرها الرئيسى فى «الثغر» إلى أن انتقلت للصدور من القاهرة بنفس الاسم. وأضاف: «الجانب الإعلانى كان مسيطرا على غالبية الصحف الموجودة بالثغر وقتها، خاصة إعلانات التفاليس وأسعار الحبوب والأقطان والخمور وإعلانات اليانصيب»- على حد قوله. كما لوحظت حالة المد الوطنى الجارف فى الصحافة وقتها، والصدام الشديد أحيانا مع المسؤولين والنقد الشديد والقاسى لهم فى أحيانا أخرى، حيث شنت جريدة «التسعيرة» هجوما حادا على مدير بلدية »الثغر« واتهمته بالتقصير فى حق «الوطن» وعدم استجابته لنداء الشعب ورغبته فى محو اسم الإنجليزى «كيلرن» من أحد شوارع المحافظة. ورصد قيام مجموعة من شباب الثغر، بإطلاق اسم أحمد حسنين باشا على شارع الليدى كرومر، بعد قيام شباب حى المنيرة بالقاهرة بإطلاق اسم «دنشواى» على شارع لامبسون، المتفرع من شارع القصر العينى، ورغبة المصريين فى محو أسماء المستعمرين من الشوارع واستبدالها بأسماء الوطنيين المجاهدين. واهتمت غالبية الصحف «السكندرية» وقتها بأخبار الحوادث والجرائم، بخلاف الاهتمام بالأخبار والمقالات السياسية وأخبار الرياضة والفن، فتحت عنوان «صفحة الأمن العام والبوليس» كتبت جريدة «العلم الأخضر» اليومية، وكان مقرها شارع إسماعيل غانم بمحرم بك، فى عددها الصادر فى 28 يوليو 1941: «ننشر فى هذه الصفحة بين حين وآخر رسوم جميع المتشردين وذوى السوابق من نساء ورجال الذين يبحث عنهم البوليس من نشالين أو نصابين أو لصوص فيكون الجمهور على حذر منهم». ونشرت الصحيفة صورتين لأحد المحتالين، الأولى يرتدى فيها زى ضابط والأخرى ملابس أعرابى، وبجوارها كتبت التالى: «حميدة أبوتايه أمير الفريجات من شرق الأردن، واسمه الحقيقى على عطية شلبى، من الفيوم ويقيم بمصر، ضبط فى أيام الحرب حيث تسمى باسم على نصر فريد، وحبس لكثرة سوابقه ثم ارتدى بدلة (يوزباشى) وتحلى بنياشين وأوسمة حربية وارتدى عقالا وكوفية وأدعى أنه أمير الفريجات ومن شرق الأردن، وتردد على فندق روجينا بالثغر، فاستهوى سيدة وأوهمها بأنه سيتزوج منها، ونصب على الخواجة سموحة، ومحمد عطية أفندى، وصاحب العزة السيد بك مرسى، رئيس لجنة الوفد، وتمكن رئيس البوليس السرى عندنا من القبض عليه وتسليمه إلى النيابة، وحكم عليه بالحبس 6 شهور وهو الآن فى الحضرة بسلامته». أما جريدة «الشاطئ» فكان صاحبها ورئيس تحريرها، عبدالعزيز جادو، وكان مقر إدارتها وتحريرها فى 43 شارع زنانيرى باشا بمنطقة كيلوباترا، ويلاحظ أن «الترويسة»، الخاصة بها فى صدر صفحتها الأولى، كانت باللغتين العربية والإنجليزية. وبعنوان «فكر ثم اعمل وهل أنت عبد» كتب محررها فى صدر صفحتها الأولى فى عددها رقم (8) الصادر بتاريخ 15 مارس 1949، قائلا: «إذا كنت لا تستطيع أن تفكر فأنت مجنون، وإذا كنت لا تستطيع أن تفكر فأنت متعصب، وإذا كنت لا تجرؤ أن تفكر فأنت عبد». ويبدو أن مشاكل العمال ونقابتهم كانت من الأخبار اليومية وقتها أيضا، حيث كتبت جريدة «العهد الجديد» التى وصفت نفسها فى صدر صفحتها الأولى بأنها «لسان حال العمال والطلبة فى مدينة الإسكندرية» وصدرت عام 1936 وانتظمت فى الصدور بصفة أسبوعية حتى عام 1954، وكان مقرها الرئيسى يقع فى 28 شارع النيل بمنطقة كرموز، بالإضافة لمقر آخر لها فى «حوش عيسى» بالبحيرة. وكتبت «العهد الجديد» فى عددها الصادر بتاريخ 12 مارس 1950، بعنوان «توسيع مهمة النقابات العمالية» خبرا جاء فيه بحث وزارة الشؤون الاجتماعية فكرة توسيع مهمة النقابات، إذ يكون من اختصاص كل نقابة تسجيل العاطلين من أعضائها. ونشرت الجريدة خبرا عن «نقابة الحلاقين بالإسكندرية» جاء فيه: «تجتمع الجمعية العمومية السنوية لعمال الحلاقة بالإسكندرية، مساء يوم الاثنين الموافق 13 مارس بدار اتحادات النقابات بشارع العطارين لانتخاب أعضاء مجلس إدارة جدد». وخبرا آخر بعنوان «رفع مستوى الفلاح المصرى» جاء فيه: «قرر معالى الأستاذ إبراهيم بك فرج أنه لا يدخر وسعا فى رفع مستوى الفلاح، واليوم الذى يثبت له فيه أنه غير قادر على ذلك سيقدم استقالته تاركا الأمر لمن فيه الكفاية».