بماذا يمكن أن يسمي شهر رمضان الآن؟ كان معروفا ولايزال أنه شهر الصيام وكان الناس يستعدون له بشراء السبحة والسجادة والاستعداد للعبادة والإقبال علي قراءة القرآن الكريم الآن.. تغير هذا كله أصبح الناس يعرفونه بأنه شهر المسلسلات التليفزيونية. والكل يتسابقون في ذكر مواعيد هذه المسلسلات في الفضائيات العربية. أما بالنسبة للتليفزيون المصري فلا أحد يعلم أي المسلسلات ستذاع في القناة الأولي أو الثانية.. الخ. والسبب في ذلك أن تليفزيون القاهرة لا يريد الإعلان عن قبوله لأي مسلسل ولا في اللحظة الأخيرة أو في اليوم السابق علي بداية رمضان. وإذا كان الناس لايعرفون موعد بداية رمضان إلا مع ظهور القمر فإن التليفزيون المصري يبدو في هذه الحالة كنور رمضان الذي لايظهر إلا في اللحظة الأخيرة. وفي العام الماضي فقط اشتري التليفزيون المصري كل مسلسلات رمضان حتي لاتتفوق عليه قناة عربية أخري و»تسرق« منه مشاهديه. ولايعرف أحد ماذا سيحدث هذا العام وهل سيكرر التليفزيون المصري الحكاية أم أنه سيختار. وعلي أية حال فإن نجوم المسلسلات المصرية هم نفس النجوم، يسرا والفخراني وليلي علوي وتليهم إلهام شاهين وباقي النجوم يتكررن أو لا لاتفضيل بينهم. وتكاليف مسلسلات النجوم مرتفعة بسبب أجور النجوم العالية التي »تأكل« أو »تستهلك« نصف ميزانية أو ثلث ميزانية أي مسلسل، وهي تزيد علي 5 ملايين أو 6 ملايين جنيه. وبعض النجوم يكتفي بمسلسل رمضان ويستغني عن العمل في السينما أو التليفزيون عوضا عن باقي الثمن. وإذا سألتهم. لماذا لاتكتفون بأجر أقل؟ قالوا: نحن النجوم أما المؤلفون فليسوا ثابتين كالنجوم. هناك اثنان أو 3 مؤلفين لامعين ولكن النجوم يفضلون مؤلفين آخرين يعطون النجوم الدور الأكبر في أي مسلسل ولايوجد مشهد واحد في المسلسل يخلو من النجم حتي أصبح يطلق علي مسلسل رمضان أنه مسلسل النجم الواحد ، الأول والأخير. وحتي يحدد النجوم فإنهم يختارون مخرجا سوريا أو أردنيا لإخراج مسلسلهم وهذا هو كل التجديد. والغريب في الأمر أن مصر صبغت بطابعها المخرجين العرب فأصبحوا يقدمون المسلسلات كالمخرجين المصريين، لافرق بينهم عل الإطلاق. ولم تستطع المسلسلات السورية أن تنافس المسلسلات المصرية رغم إجادتها وتفوقها ورفصت القنوات العربية أن تستعين بالمسلسلات التركية في رمضان ربما لأن »جرعة« الحب فيها أكبر ورمضان شهر ديني وكأن المسلسلات المصرية يغلب عليها الطابع الديني مع أنها بعيدة عنه تماما! تبقي بعد ذلك نقطة واحدة وهي أن كل مسلسل لاتقل عدد حلقاته عن 30 وقد تتجاوزها بحلقتين أو ثلاثة. وفي التليفزيون الأمريكي والبريطاني أصبحت توجد مسلسلات تتألف من 3 حلقات أو 7 أو حتي 15 ولكنها لاتصل إلي الثلاثين. ولو أن المسلسلات المصرية أو بعضها اختصر في 3 أو 7 أو 15 لتغير شهر المسلسلات تماما وأصبح الناس غير مقيدين أو محبوسين أمام الشاشة الصغيرة شهرا كاملا بل لخفض تأثير المسلسلات وأصبحت المحطات تجد ساعات للأحاديث الدينية والاجتماعية. ولكن التليفزيون المصري لايريد التجديد بتقديم المسلسلات قصيرة الحلقات. وما يعجز عنه تليفزيون الحكومة لاتستطيع الشركات أن تقوم به لأن النجوم سيرفضون القيام ببطولة المسلسلات قليلة الحلقات وإلا اختصر أجرهم إلي النصف أو الربع. والشركات لاتقل شراهة عن النجوم فالحلقات الكثيرة فيها إعلانات كثيرة توفر تكاليف الانتاج وأجر النجوم. والسؤال الآن: من يبدأ بإنتاج المسلسلات القصيرة؟ والجواب: نحن في حاجة إلي من يبدأ والتليفزيون الحكومي هو الذي يستطيع أن يقوم بهذه المغامرة وهو لايعرف مدي استقبال المشاهدين لها. وكل تجديد فني في حاجة إلي بداية. والسؤال: من سيقوم بهذه المغامرة التي تنهي حكاية رمضان كشهر المسلسلات، أما من يعيد هذا الشهر إلي الدين من وجهة نظر المشاهدين فتلك حكاية أخري!