(الدستور) هو الهيكل الهرمي الجديد الذي أشغل المصريين اليوم من (الاتحادية) إلي (التحرير) بالقضاة ورجل الشارع معا، ومعا بالمحكمة والميدان بلا ميزان، وكأنّ المصريين أمام قاض لا يرونه وهو يراهم، لايسمعهم وهم يسمعونه: (أيها الناس.! أنا المسئول عن أحلامكم اليوم.!) أنا لا أريد إحصاء الأصحّاء الذين أراهم الآن علي التلفاز حيا وهم يجرون بين (الاتحادية) و(التحرير)، بل ولا أستطيع إحصاءهم شبانا وعجائز ولا إناثا وذكورا، وإنما أريد إحصائية بالمعوقين منهم..! الذين دخلوا تلك الميادين بإعاقات بدنية سابقة من الولادة، أو الذين خرجوا منها معوقين ومعوقات من سياط الأمن والبلطيجة والفوضي.؟ فلنتوقف هذه المرة علي هذه الشريحة من المجتمع، لنحصي عدد الذين أنجبتهم أمهاتم في الوطن العربي بإعاقات جسدية منذ الولادة، وعدد الذين أنجبتهم السجون بفنون التعذيب سابقا في الخريف العربي، وميادين التحرير في ربيعهم لاحقا.؟ والوقفة اليوم بترنيمة ولو أنها خجولة، لكنها سُباعية بأيام الأسبوع، من السبت بحيتانهم إلي جُمع الوداع بفرسانها، وهي دعوةٌ متواضعة بمنح وسام (الواثقون) لكل من تضيفه ميادين التحرير وبلطجياتها إلي قائمة المعوقين، إن كان قد دخلها سالما واثقا، وخرج منها معوقا واثقا، فلنسترقُ له السمع إن كان سمعنا سليما ودون الإعاقات.؟ (1) أنا الواثق المولود بلا ساق ولا قدم بعقل هو القنديل في قلمي. فلستُ العائقُ في نهر دنياكم ولاكنت المُعيق في بحر أُخراكم لأنّي أنا المولود الواثق بلا ندم. فضمّوني إلي طابوركم يا الواثقون المؤمنون فإني أنا بالدين والإيمان والعقل والقلم. (2) أنا الواثق في سباقات "رالي" ودون سيقان ملك السباق.! وأنا الموثوق في الملعب الرياضي ودون قدمي نجم المباراة وإن لا أملك المتسابق سيقانه، ولكني، أملكه إلي أخمص قدميه ولا أملك اللاعب غلمانه ولكني، أملكه بقلبي إلي قالب كعبيه. (3) أيها الناس.! أنا لا أملك كمالياتكم، ولكني ملكٌ لأساسياتكم. أنا أملككم كما أملك قلبي وقُبّعتي وأتحكم بقلوبكم كأزرار قميصي ومفتاح شقتي ومسمار شباكي وروزنتي. أنا أملككم بخيلي وجوادي في فؤادي لأني بهوية (الواثقون). (4) أيها الناس.! أنا أمشي عليكم بالزهور وإن كنتم تمشون علي سجاجيد القصور لأني بطابور أوله (واثقون) أوسطه (واثقون) آخره (واثقون). فاسجدوا لي ولطابوري وأعبدوه بلا شك ولاريب ولاندم ولكن بلا صنم. (5) أنا لا أقتل فلاتقتلوني أنا لا أظلم فلا تظلموني لا أسجن فلا تسجنوني ولا أشنق ولاتشنقوني ولا أعيقُ، فلا تعيقوني لأني أنا الصدق العادل بالقلب الرؤوم وأنا الأوثق بين الواثقين السابقين وأنا الأسر ع مشيا بين اللاحقين فأنا الأجمل قلبا ببياض الياسمين. (6) أنا الرغيف الساخن، ولكن لاتأكلوني.! لأني ناجحٌ بطبخ الرغيف والتعجين وفاشلٌ في النهم والتهميش والدفن الدفين. حاذروا أن تلقوا بي التنّور طُعمة للجمرات فأنا ذلك الطبّاخ الماهر من النيل إلي الفرات. حافظوا علي خبّازكم بجوار النهر هو ذاته الملاّح الماهر بعمق البحر. (7) أنا المصباح الساحر بالزيت، ودون سحر علاء الدين فأقبلوني أفلاطونيا خجولا ثم أعذروني رومانسيا خجولا واقبلوني "قبطانا" في الهواء ثم اقبلوني سندبادا بحريا للبقاء لأني في بلاد ينبض القلب فيها للواثقين وعلي جسر يُفتح للواثقين والجمارك فيها تفسح للواثقين والجوازات فيها تختم للواثقين واكتشفتُ كل هذا ليس إلاّ أنني كنت أمشي رافعا رأسي طابعا علي صدري وسام (الواثقين) فإذا هم منحوني الجواز والهوية بشعار: (الواثقون).