تؤكد الباحثة إيناس ضاحي برسالتها رؤية تشكيلية معاصرة مستلهمة من أشعار الحب في الأدب المصري القديم.. أن من تغني بهذه الأشعار القديمة التي تشجي السامعين لابد وأن يكون مما أضناه الحب وقد يكونون من المؤلفين لهذه الأشعار ذكورا وأناثا قد تم تصويرهم علي جداريات المقابر والغناء إما منفردا أو في فرق مرافقة وربما في المآدب أو بمرافقة الراقصات والعصر الذي تنتمي إليه هذه الأشعار هو العصر الذهبي وكلها ذات نزعة واحدة متشابهة معظمها أغان قصيرة لايشوبها جمود في التركيب وإنما هي محادثات بسيطة يتناوب الكلام فيها المحب والمحبوب ويتناول الشعر غير الحب وصف التمتع بالطبيعة وأشجارها وأزهارها وجمال المياه والطيور ويجد الإنسان في هذه الأغاني كثيرا من المتعة.. كما أن بها خاصية تبدو كثيرا في الأدب العربي وهي نداء الحبيب بلفظ أخت أو أخ ويظهر تأثير الأغاني والمواويل والحب والعشق كما ذكر رشدي صالح عن الحب في مصر القديمة في كتابه الأدب الشعبي ياشعرها سلب الجمال.. يا خدودها تفاح الشام.. ياحنكها خاتم سليمان.. وقد ترجم فكري حسن ماجاء بمجموعة تشتر شفتاها ياقوت أحمر والشعر جواهر سوداء.. تسطع في ضوء الليل وحديثها منمق أثير.. أناملها زهرة لوتس.. ذراعاها عاجيتان.. وخصرها دقيق.. وقد جاء في كتاب شوقي عبدالحكيم بكتابه أدب الفلاحين مايذكرنا بقصائد الحب التي تغني بها المصريون منذ آلاف السنين مثال قالت: وإن جيت من الباب .. الباب عليه بواب وإن جيت من البحر يبقي التمساح أولي بك قال: إن جيت من الباب خليها ضبب والواح واحظي وأميل علي صدر محبوبتي واتملي واللي خلقني بنجيني من التمساح وكلها تستخدم أسلوب القصائد الشائع في القصائد المصرية القديمة وفيها يظهر تشبيه المحب بالمريض الذي أصابه الحب بالسقم والإعياء وأرغمه علي الرقاد بالفراش ففي المواويل والأغاني الشعبية ما طلعت فوق السطوح نزلت عيان.. أبويا قاللي أجيبلك الحكيم.. قلت الحكيم ربي.. قاللي أجيبلك العروسة قلتلو والله انشرح قلبي.. ومن بردية تشتر قصيدة بدونك سبعة أيام معتل.. سبعة أيام من غيرك.. فشل الأطباء في علاجي.. ولم ينجح حتي السحرة.. اسمك هو ما يبقيني حيا ويرجع عبدالقادر حمزة في تعليقه علي الغزل والشعراء في مصر القديمة في كتابه علي هامش التاريخ المصري القديم التماثل بين الشعر العربي وأشعار الحب المصرية في معانيها وتشبيهاتها إلي توارد الخواطر بسهولة لأنها تعبر عن عواطف يحسها كل محب في كل عصر وزمان.. ويوجد بنشيد الإنشاد موضوعات مشتركة مع القصائد المصرية مثل العاشق الواقف بالباب الموصد ومرضي الحب والتأكيد علي الصفات الجسمانية للمحبوب والمناشدة من أجل الرباط الشرعي.