شهدت أيام وليالي مهرجان الموسيقي العربية في دورته ال 12 نفس الوجوه القديمة التي فقدت صلاحيتها في الغناء.. وكنت أتوقع من الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية أن تأتي بدم جديد للمهرجان وأصوات جديدة المفترض أن دار الأوبرا المصرية قدمتها علي مدي السنوات الماضية. لكن للأسف ضلت الأوبرا طريقها في الحفاظ علي التراث الموسيقي، فلم تتعب الدكتورة إيناس نفسها في البحث عن عوامل إنجاح هذا المهرجان من خلال أصوات جديدة والدليل أن الدكتورة رتيبة الحفني مازالت أمين عام المهرجان ورغم تقديري للدكتورة رتيبة إلا أنها أفقدت المهرجان قدرته علي اكتشاف المواهب، ورغم أن مهرجان الموسيقي العربية بدأ بقوة في دوراته الأولي إلا أن الملل والرتابة بدأت تصيب المهرجان لأن معظم المشاركين اعتمدواعلي علاقاتهم بالمسئولين في دار الأوبرا. المهرجان الذي تربعت علي إدارته الدكتورة رتيبة الحفني مازال مستمرا بنفس المطربين ونفس المخرجة المسئولة عن الحفلات. القائمون علي الأوبرا يتعاملون مع المهرجان بمنطق المكسب والخسارة المادية ، والنجاح من وجهة نظرهم يتوقف عند وضع لافتة كامل العدد علي شباك المسارح التي شهدت ليالي المهرجان وأمام منطق المكسب والخسارة المادية يتراجع أحد الأهداف الرئيسية للمهرجان وهو الحفاظ علي التراث العربي خصوصا عندما ينضم لقائمة المشاركين في الحفلات مطربون ومطربات شباب ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالموسيقي العربية.. جواز مرور هؤلاء لحفلات المهرجان لايشترط إحياء الموسيقي العربية لذلك يغنون أعمالا من ألبوماتهم ولم يكن للتراث الشعبي نصيب في حفلات المهرجان إلا قليلا لحفظ ماء الوجه فقط، وهو ماحدث في مهرجان الموسيقي العربية بالإسكندرية ومهرجان الموسيقي العربية في الدورة الأخيرة من عمره الفني وكأن المطربين يبحثون في المقام الأول عن تسويق أغنيات ألبوماتهم والابتعاد تماما عن الهدف الرئيسي للمهرجان. وهو الحفاظ علي تراث الموسيقي العربية. وبما أن المهرجان مازال برئاسة رتيبة وبنفس المخرجه ، فبالتأكيد المطربون المشاركون مكررون، رغم أن هناك مطربين آخرين لديهم أصوات أقوي من المطربين القدامي إلا أنهم لم يحظوا بالمشاركة، فأسماء المطربين المشاركين في حفل الافتتاح هم نفس المطربين كل عام إضافة إلي النجوم الذين أري انهم فقدوا صلاحيتهم مثل محمد الحلو، علي الحجار، نادية مصطفي. وقد شهد المهرجان حفلات لكل من خالد سليم ورحاب مطاوع مروة ناجي صفوان بهلوان ووليد توفيق وعفاف راضي ونادية مصطفي ولا أعلم سر تمسك رتيبة وإصرارها علي وجودهم في كل عام من خلال هذا المهرجان أين الأصوات الغنائية الجديدة والقوية المنتشرة في الوطن العربي مهرجان الموسيقي العربية فقد بريقه وقدرته علي اكتشاف المواهب في ظل استمرار سيطرة مسئولين قدامي، لم تصل لهم روح الثورة.