موقع محافظة شمال سيناء الجغرافي يجعل من الصعب إحكام السيطرة الأمنية الكاملة عليها، فهي محافظة حدودية بالإضافة إلي وجود الكثير من الدروب الصحراوية والمدقات الجبلية التي يستخدمها تجار السلاح للابتعاد عن أعين رجال الأمن، وهؤلاء التجار يعلمون أنهم أدري بهذه الدروب وإن طاردتهم الشرطة سيهربون منها بسهولة، كل ذلك أدي إلي انتعاش سوق الأسلحة بالمحافظة. وقد انتعش سوق السلاح في سيناء عقب الثورة نظراً لسعي مواطنين كثر إلي تسليح أنفسهم لحماية أنفسهم وممتلكاتهم، كما تسلح فريق آخر للحصول علي حقوق مغتصبة لم يستطع الحصول عليها لولا هذه الظروف التي تمر بها سيناء في ظل تأخر وصول قوات الأمن لنجدة المبلغين، كما أن الشرطة تعلم من خلال ما يقوم به مسلحون بالهجوم علي الأكمنة أنها ليست محل حب من قبل كثير من أبناء سيناء نتيجة لما كان يقوم به بعض رجال الأمن قبل ثورة 25 يناير من أعمال ولدت لدي المواطن السيناوي كرهاً بينه وبين رجل الشرطة، لذلك يحاولون تصحيح هذه الصورة السيئة، من خلال تغيير أسلوب التعامل مع البدو، لعودة روح الثقة والحب بين رجل الشرطة والمواطن السيناوي. يقول الناشط السيناوي محمد المنيعي: السلاح يعتبر تراثا سيناويا قديما، حيث كان السيناوي يستعمل الأدوات الحادة مثل السيف والشبرية (الخنجر) لكن التطور الذي حدث في العالم جعل السيناوي يستبدل هذه الأدوات بالسلاح الحديث، فهو موروث عن الأجداد لأنهم يسكنون الصحراء ويتعرضون للمخاطر فكانت هذه أدوات الدفاع عن أنفسهم، وفي الآونة الأخيرة حينما انسحبت إسرائيل من غزة راجت تجارة السلاح فبدأ التهريب من السودان وليبيا إلي قطاع غزة، وحينما انهارت الدولة الليبية بدأت الأسلحة الثقيلة في التهريب من الحدود الليبية إلي قطاع غزة عن طريق سيناء، حتي ظهرت بعض الجماعات الجهادية المسلحة في قطاع غزة ضد حركة حماس وهي منظمة (جلجلة) التي أعلنت رفح الفلسطينية إمارة إسلامية، ثم هاجمتها حماس وقتلت منها الكثير وهرب الباقي إلي غزة وإلي صحراء سيناء. وعن خريطة سير السلاح يقول المنيعي: يتم تهريب السلاح من دولة السودان إلي بعض محافظات الوجه القبلي من الصعيد عبر الحدود، ثم يتحرك التجار بالأسلحة إلي صحراء سيناء ليتم تهريبها إلي قطاع غزة عبر الأنفاق، وذلك يكون بالاشتراك ما بين تجار السلاح بالصعيد وآخرين بسيناء وهناك تنسيق بينهم ويعرفون الطرق جيداً، ولهم أساليب خاصة في التهريب لا أعرفها، لكن مؤخرا بدأ السلاح يخزن في صحراء سيناء وخاصة بعدما خرجت الجماعات الجهادية من السجون ولاذوا بالصحراء والدليل علي ذلك حينما قامت حملة نسر بالتطهير في سيناء حيث تم قتل خمسة أشخاص وأسر السادس وتبين أنهم جميعاً من خارج سيناء، كما أن السلاح ينتشر خارج المدن وليس بداخلها لأن طبيعة البلاد خارج المدن صحراوية ومناطق جبلية يستطيع المهربون تخزينها في الجبال لحين نقلها إلي قطاع غزة، وما يثار في بعض وسائل الإعلام من المحللين السياسيين والأمنيين بأن هناك سلاحا يدخل من غزة إلي سيناء عبر الأنفاق فهذه أكذوبة يضحكون بها علي الشعب المصري لتخويفهم من أبناء سيناء، وإنما السلاح يخرج من سيناء إلي قطاع غزة لمساعدة الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم من العدو الصهيوني، كما أن هناك منظمات إسرائيلية تتاجر بالسلاح وتصدره لقطاع غزة، كما أن جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والصواريخ موجودة بسيناء وتتجه إلي غزة ولا يتم استخدامها ضد قوات الشرطة أو الجيش. يقول مواطن سيناوي من أبناء مدينة رفح - فضل عدم ذكر اسمه إن سبب ارتفاع أسعار الأسلحة الآلية عقب الثورة زيادة الطلب علي شرائها من قبل المواطنين بغرض الدفاع عن أنفسهم، وهناك ثلاثة أنواع من الأسلحة منتشرة بالسوق السيناوي وهي الأسلحة الثقيلة وموجودة علي نطاق ضيق والأسلحة الآلية منتشرة بكثافة والأسلحة الصغيرة موجودة لكن بكميات قليلة ولا يتعامل معها كثير من التجار لقلة الطلب عليها، بالنسبة للأسلحة الثقيلة هناك متعددة الطلقات 250 طلقة، ويوجد منها نوعان الغربي وثمن القطعة الواحدة يصل إلي 50 ألف جنيه والصيني يقدر ثمن القطعة الواحدة منه ب35 ألف جنيه، أما بالنسبة ل500طلقة الغربي منه يباع ب80 ألف جنيه والصيني ب70 ألف جنيه وهذه الأنواع تباع جديدة بصناديقها ولا يوجد منها مستعمل، ويوجد نوع آخر750 طلقة مثله مثل مضاد للطائرات لكنه غير متداول بسيناء وتمتلكه بعض العناصر الجهادية. ويتابع: بالنسبة للبنادق الآلية متوافرة بكثرة والطلب عليها كبير لذلك ارتفعت أسعارها هذه الأيام، فالسلاح الآلي 36طلقة يوجد منه عدة أنواع مثل الصيني والكوري والروسي الخفيف والثقيل، سعر الصيني الخفيف جديداً 12ألف جنيه والثقيل 13ألف جنيه، والكوري الخفيف ب10آلاف والثقيل ب12ألفا، أما الروسي الثقيل ب 16ألفا والخفيف ب14ألفا، أما الأنواع الصغيرة مثل الطبنجات لايتعامل معها التجار لقلة الطلب عليها لكن أسعارها معروفة فالمسدس 9مم ويوجد منه أربعة أنواع الحلواني الذي يتم تصنيعه في حلوان بالقاهرة ويباع ب 8 آلاف والمسدس الصيني ويباع ب10 آلاف والأسباني ثمنه 12 ألفا، والبلجيكي المنتشر بشدة في سيناء يباع ب 15 ألفا، وهناك أنواع خطيرة منتشرة بشدة في المجتمع السيناوي وهي أسلحة ال"أربي جي" ويوجد منها نوعان "النصف متر" ويباع ب23 ألف جنيه و"المتر" وثمنه يصل إلي 30 ألف جنيه . وبخصوص الطلقات فهي تباع بالصندوق وقليل من الأهالي من يشتري بالواحدة، فالصندوق الذي يحتوي علي 700طلقة روسي يباع ب11ألف جنيه، أما طلقات الأسلحة الثقيلة ال500 وال750 فتباع الطلقة الواحدة ب19ألف جنيه وتباع بال 36طلقة في شريط واحد الذي غالباً ما يكون 33 طلقة وليس 36 طلقة.