بعد أن فجر المحامي منتصر الزيات قضية تجنيد 30 شابا من أبناء سيناء لحساب الموساد علي خلفية معلومة ذكرها تفيد بتقديم القيادي السلفي أبوفيصل مذكرة للرئيس يحذر فيها من عمل شباب سيناء لصالح الموساد علي حد قوله، توالت ردود الأفعال إزاء هذه التصريحات حيث نفي أبوفيصل شيخ الدعوة السلفية بمدينة الشيخ زويد، ما نشر حول قيامه بتزويد مؤسسة الرئاسة بمعلومات عن وجود مجموعة من الشباب يعملون لصالح جهاز الموساد. وقال أبو فيصل إنه لم يقابل الزيات قبل ذلك يوما وكل ماورد علي لسانه ليس له أساس من الصحة وأضاف أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضده. لم يكن هذا فحسب لكن امتد الأمر لنفي رئاسة الجمهورية تلقيها هذا التقرير حيث صرح الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قائلا: إن هذا الكلام عار عن الصحة وهذه قضية تخابر لصالح جهات أجنبية، وأي مصدر للمعلومة يجب أن يكون موثقا، ومن جهة مسئولة، حتي لا يثير الأمر القلائل داخل المجتمع.. بادرنا بالاتصال بمنتصر الزيات ليؤكد لنا أن كل ماذكره في هذا الخصوص حقيقي وموثق فقد قدم أبو فيصل تقريرًا لرئيس الجمهورية محمد مرسي يؤكد فيه تجنيد 30 شابا في سيناء لحساب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، للتجسس علي مصر موضحا أن هؤلاء الشباب يتقاضون رواتب من الموساد، وتم تحديد هؤلاء الأشخاص بالاسم من شيوخ العرب بسيناء، ولم يتحرك أحد من المسئولين للتعامل مع هذا البلاغ حتي الآن. وأشار إلي أن هذه التقرير قدم منذ مايزيد علي 3 أشهر ولم يحدث أي رد فعل وما يثبت كلامي هو حادث قتل إبراهيم عويضة حيث قام الموساد الإسرائيلي بتفخيخ الدراجة النارية التي كان يستقلها عن طريق ثلاثة شباب وعندما قام أهالي سيناء بالقبض عليهم ذكروا لهم أسماء ال 30شابا الذين يعملون لصالح الموساد. وتساءل الزيات لماذا لايكون هؤلاء هم المسئولون عن قتل جنودنا في رفح، وبالنسبة لما ذكره أبو فيصل بأنه سيرفع قضية ضدي فأنا علي أتم استعداد فأنا أعلم أن الرجل تعرض للضغوط ليتراجع عما ذكره.. وأضاف لا أريد أن يزايد عليّ أحد فأنا لا أشكك في وطنية أهالي سيناء فما ذكرته كان دفاعا عن وطنيتهم وخاصة عن التيار السلفي هناك الذي يتعرض لهجوم شديد رغم أن معظم السلفيين في سيناء ينتمون للسلفية العلمية المعتدلة كانت لديهم مشكلة كبيرة مع نظام مبارك الذي قام باعتقالهم وتعذيبهم والقبض علي نسائهم وانتهت هذه المشكلة يوم 11 فبراير ليعيشوا بعد ذلك حياتهم الطبيعية وانتخبوا الرئيس مرسي ويمارسون عملهم الدعوي بشرط ألا يخترقوا القانون وألا يحملوا السلاح، وعدد قليل منهم قال من المستحيل من قاموا بتعذيبنا يكونون مسلمين وهؤلاء هم التكفيريون أو أصحاب الرايات السوداء فلا يزيد عددهم علي مائة قتل منهم من قتل وفر منهم من فر. فلا يمكن أن ننسب أي عمل إرهابي يحدث في سيناء للتيار السلفي فهم من أكثر أهالي سيناء وطنية وحبا لمصر. أما الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل فقال الموساد يستهدف سيناء في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة، فمن المؤكد أن هناك عددا من ضعاف النفوس ممن لهم مشكلة مع الدولة قد تم تجنيدهم للعمل لصالح الموساد ولكن لا نستطيع أن نعمم هذا علي كل أهالي سيناء فلا يمكن لأحد أن يخون أهالي سيناء فأنا عملت معهم خلال فترة حرب الاستنزاف ولمست وطنيتهم. وأضاف ليس هناك أي عذر يبرر أن يعمل أحد مع الموساد مهما كانت الظروف التي يعيشها، الأجهزة الأمنية لن تستطيع أن تمنع أن يجند أحد، ولكن المخابرات الحربية والمخابرات العامة تقوم بدورها علي أكمل وجه حيث تقوم بمراقبة كل الأنشطة الاستخباراتية. فهذه الأجهزة الوطنية هي العين الساهرة علي أمن هذا الوطن واستقراره، أما بالنسبة للجهود الرامية لعودة الأمن لسيناء أري أنها تسير في الاتجاه الصحيح لكنها سوف تأخذ وقتا. أما الناشط السيناوي محمود سعيد لطفي رئيس لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين بشمال سيناء فقال لا وجود للجواسيس علي أرض سيناء فهذا الكلام دسيسة علي أهالي سيناء، كل ما ينشره الإعلام عن الأوضاع في سيناء مخالف تماما لما يجري علي أرض الواقع. فسيناء مازالت تعيش سنوات الحرمان حتي الآن فسيناء مظلومة قبل الثورة وبعدها ولا أستبعد أن تكون إسرائيل وراء كل ما يحدث في سيناء بغرض زرع الفتنة في هذا الإقليم الحدودي. وأضاف حتي الآن لم تتحقق أي من الوعود في فترة الانتخابات الرئاسية بخصوص سيناء فمثلا لم يتم استكمال ترعة السلام بحيث تصل بمياه النيل إلي كل المناطق الصالحة للزراعة في شمال ووسط سيناء، ولم تدخل الدولة للقيام بأعمال البنية الأساسية التي تتيح الفرصة لإنشاء مشروعات زراعية وصناعية وخدمية.