تتضاءل أحزاننا عندما نجد يدا حانية تمسح دموعنا وتذوب همومنا عندما نبوح بها لقلب ينصت لأناتنا أمام همومك ومشاكلك نمد جسور التواصل وستجد وسط أحزانك قلبي دائما معك. سنوات سبع ليست هي فقط ما تفرقني عن شقيقتي الأكبر . لكنها أشياء كثيرة أهمها طباعها الحادة وعصبيتها وأنانيتها . ليس من السهل عليّ أن أصفها بتلك الصفات لكن فاض بي الكيل ولاأستطع أن أتحمل أو أخفي انطباعي عنها بعدما عانيت كثيرا منها . تفتحت عيناي عليها لأجدها متسلطة تملي أوامرها علي والديّ تعلن عن رغباتها دائما بحدة سرعان ماتتحول إلي شراسة إذا ماتباطأ والدايّ في تنفيذ تلك الرغبات .لاأعرف لماذاكان صبرهما لاينفد منها ولماذا تحملا تلك الطباع المستفزة . هل لأنها أول فرحتهما؟ بالغا في تدليلها حتي خرج الأمر عن سيطرتهما أم أن عدم حزمهما معها دفعها لاستمراء العصبية والحدة؟ ويبدو أن ذلك جعلها تندفع نحو المزيد. كانت تنتقد تصرفاتي دائما تسخر من كل ما أفعله تفتعل المشاجرات معي تتفنن في مضايقتي وإصابتي بالحزن كان وصولي لتلك الحالة أكثر مايسعدها لاأعرف لماذا كنت بشهادة الجميع هادئة مطيعة حانية علي والديّ لذلك كانا كثيرا مايمطراني بالدعوات وكلمات الإطراء ويبدو أن ذلك كان يسبب لها مزيدا من الغضب مني. لذلك حاولت تجاهلها والاهتمام فقط بوالديّ أعوضهما قدرا من قسوتها وحدتها عليهما. لم ينقذني منها سوي أنها تزوجت سريعا قبل أن تستكمل تعليمها الجامعي شعرنا جميعا بالفرح متناسين كل ماتفعله معنا لكنها فسرت ذلك برغبتنا في التخلص منها. جاءت كلماتها بمثابة بريق أمل جعلنا نعتقد أنها ستعيد النظر في علاقتها بنا بعد زواجها وصدق ظننا تغيرت أختي لكن للأسف لم يستمر التغيير طويلا شهور قليلة وعادت لعاداتها القديمة. المهم استمر الحال علي هذا النحو حتي بعد زواجي وانتقلت معاملتها المستفزة لزوجي وهو ما لم أتحمله وهو ما جعلني أحد من تعاملي معها وأتجنب لقائي بها حتي لاأزيد الأمور تعقيدا . أصبحت لقاءاتنا عابرة ومع ذلك لم أسلم منها خاصة وأنها لم تكن تتورع أن تحكي للغرباء عن تفاصيل حياتنا وكثيرا ما سببت خلافات بيني وبين زوجي حتي أولادي لم يسلموا منها فكانت تعاملهم بعنف جعلهم ينفرون منها . أشعر أن الأمر زاد عن حده ولم أعد قادرة علي التحمل أفكر في أن أقاطعها نهائيا فيكفيني ما سببته لي من مشاكل ؟ لصاحبة هذه الرسالة أقول : يبدو فعلا أنك تحملت الكثير وأتعجب من صمت والديك علي تصرفات أختك الغريبة ولماذا لم يحاولا تقويمها. وإن كنت أعتقد أيضا أن سوء معاملتها لك بشكل خاص يرجع لنوع من الغيرة للأسف أقولها فلا أجد سواها في تفسير سلوكها ضدك . غيرة خلقتها تلك الصفات التي حباك الله بها وجعلتك أقرب لرضا والديك وهو ما أزعجها خاصة وهي تعلم جيدا ما تسببه تصرفاتها من ضيق لهما وإن كانت لاتحاول تعديل سلوكها كأنها استمرأت الأمر . ومع ذلك شعرت بالضيق منك لأنها تريد دائما أن تكون محل الاهتمام الوحيد من قبل والديك .هي شخصية ليس سوية علي أي حال من الأحوال ومع ذلك لاأنصحك بمقاطعتها فتعاليم ديننا تنهانا عن أن نقطع الصلة بأرحامنا كما تحثنا علي تحمل الآخرين مؤكدة علي أن من يخالط الناس ويصبر علي أذاهم أفضل ممن يتجنبهم ويتحاشاهم . وبالطبع كل منا يحتاج لقوة وصبر لتنفيذ ذلك فعليك المحاولة خاصة أن الأمر يتعلق بأختك وإن كان ذلك لايتعارض مع استمراركم جميعا في تقويمها وإشعارها أن استمرارها في سلوكها غير السوي سيعرضها لنفور الجميع منها لتصبح وحيدة في النهاية عليها أن تدرك أن ماتفعله لايسبب تعاسة فقط لمن حولها وإنما تطولها أيضا .عليكم ألا تكفوا عن تقويمها وإقناعها أن السعادة لايشعر بها الإنسان إلا عندما يدرك أن الحياة جمع وطرح وقسمة وأن علي كل منا أن يجمع أحبابه وأصحابه ويطرح من نفسه الأنانية والبخل ويقسم حبه بالتساوي عليهم حتي يصبح سعيدا هكذا ينصحنا أحد الحكماء فليتنا نعي نصائحه