في صباح الأحد 10 مايو 1960 كانت الأخبار ستصدر بمانشيت رئيسي (مصرع السفاح) عبد الناصر في باكستان علي سطرين قيل إن المفروض وضع خط بينهما لكن لم يتم أو نسي ولم ينقذ سكرتارية تحرير الأخبار من أيدي المخابرات العامة التي حاصرت المؤسسة وصادرت العدد إلا الماكيت الرئيسي للصفحة مع التصديق بحسن نية المنفذ ونسيانه لكن بعد شهر في 24 مايو 1960 تم تأميم الصحافة. الحكاية أن هناك كان سفاحا شهيرا داخت حوله الشرطة حتي تم حصاره وقتله يوم السبت فنشر الخبر في مانشيت عدد الأحد مع صورة مشوهة للسفاح الذي نال 17 طلقة من الشرطة قبل مصرعه وجاء ذلك متزامنا مع وصول الرئيس عبد الناصر لزيارة باكستان. وهو السفاح محمود أمين عثمان الذي خانه أصدقاؤه وزوجته وكان يسرق من الأغنياء ليعالج الفقراء مثل أبطال القصص الأجنبية ومنه خرج نجيب محفوظ من صمت كتابه لمدة خمس سنين ليكتب روايته الشهيرة اللص والكلاب والتي أصبحت فيلما سينمائيا شهيرا . وكان من الفذلكة الصحفية أن يتم تقديم خبر السفاح علي خبر رئيس الجمهورية من سكرتير تحرير أو مدير تحرير سهران وكان العقاب للصحافة كلها وليس جريدة أو سكرتير تحرير أو مدير تحرير سهران فالعقاب عم ولم يخصص في هذه الأيام وبعد التغيرات الصحفية الجديدة لقد تابعت أكثر من مانشيت (متفذلك) فيه من اللخبطة أكثر ما فيه من خبرة أعرف أنه الحيرة بين النفاق والحيادية غافلين أن القارئ أصبح أكثر ذكاء ووعيا ولم يعد من السهل الضحك عليه لكني أذكر كلمة صديق صحفي أنه حتي النفاق له فنونه أما ما يحدث فمن قبيل الدب الذي يقتل أو يضر صاحبه. وأتمني ألا يبدأوا بتأميم الصحافة لينتهوا إلي غلقها.