التغيير الحقيقي يكون في الفكر، لا في الأشخاص، من هذا المنطلق أري في تشكيل حكومة قنديل أمرين: الأول بادرة أمل، والثاني أجد نفسي وبشكل تلقائي أرفع من جديد شعار مفيش فايدة، والأمر الأول سببه أن التشكيل جاء في مجمله متوازنا ويحمل في طياته إلي حد ما غلبة الخبرة والكفاءة بغض النظر عن الانتماء السياسي- وإن كان للبعض انتماءاتهم السياسية- فالتشكيل ضم مجموعة من وزراء الوزارة السابقة وهذا أمر ضروري لاستمرار منظومة ودولاب العمل الوزاري في إطارها الصحيح، وهناك عدد من الوزراء جاء اختيارهم منطقيا لأنهم جاءوا كما يقولون من تحت السلاح ومنهم وزير الداخلية والسياحة والتعليم العالي والمرافق والمياه والصرف الصحي، فقد شغلوا من قبل مناصب في هذه القطاعات، ويعرفون عن قرب الملفات المطلوب فتحها ومواجهتها، والتحديات الحقيقية في كل قطاع في وزاراتهم، أما الأمر الثاني فيرجع لعدم اختلاف وزراء الحكومة الجديدة عن سابقيهم في الحكومات المتعاقبة يبدأون مشوارهم الوزاري بالتصريحات والبيانات وكلها برامج تقليدية، ووعود قديمة ومكررة، والمواطن البسيط يعرف أنها تصريحات للاستهلاك المحلي، يفعلون ذلك بدلا من اجتماعهم دون ضجيج وتصريحات، مع قيادات الوزارة وممثليها في المحافظات، للاستماع والتعرف علي المشاكل علي أرض الواقع، وطلب إبداء الرأي والمشورة وتقديم الحلول، بدلا من الجلوس أمام كاميرات التليفزيون وعدسات المصورين، لكنها للأسف شهوة الكلام وحب الظهور، كما أن للإعلام سطوته، والوجاهة الوزارية لها حضورها، ناهيك من عدم وجود خطط وزارية، تحكم عمل الوزارات بخطط محددة بدلا من الأهواء واتباع سياسة وفكر الوزير الجديد، والتي غالبا ستكون مغايرة تماما عن سابقيه، حتي ولو كان السابقون هم الأفضل، ورغم أن وزير الإعلام أعلن أنه خلع رداءه الحزبي والسياسي، وأنه سيعمل لخدمة الشعب والنهوض بالإعلام، إلا أنني كنت أتمني ألا تكون هناك وزارة للإعلام، وأن يدار الإعلام كما نأمل جميعا، كما يدار في الدول المتقدمة دون هيمنة أو وصاية، ألم أقل من البداية مفيش فايدة، وحتي يكون هناك تغيير في الفكر، لا في الأشخاص، لا عزاء للثورة والثوار.