عندما بدأ وزراء حكومة الإنقاذ الوطني عملهم كتبت قائلا إن أهم ما يميز هؤلاء الوزراء أنهم يسيرون علي نهج سابقيهم، في مختلف الحكومات المتعاقبة، يبدأون مشوارهم الوزاري بالتصريحات والبيانات، بمجرد حلف اليمين، وحتي قبل أن يجلسوا إلي مكاتبهم، وتساءلت هل هي شهوة الكلام وحب الظهور، أم سطوة الإعلام أم لزوم الوجاهة الوزارية؟، والغريب أن التصريحات قديمة ومكررة، والمواطن العادي يعرف أنها تصريحات للاستهلاك المحلي، وتساءلت إذا كان ذلك مقبولا من قبل، فإن الأمر الآن مختلف، فالحكومة أطلق عليها حكومة الإنقاذ، ومعني ذلك أن هناك أزمات مستعصية وأن مصر العظيمة في حاجة ماسة إلي منقذين، وليس إلي معلقين لمباريات كرة القدم، ناهيك عن أن حكومة الإنقاذ الوطني محدودة المدة، ومهمتها جد خطيرة، فمصر في هذا الوقت بالتحديد، تحتاج إلي أفعال سريعة وحاسمة، لذلك مطلوب من وزراء حكومة الإنقاذ الوطني،أن يعتبروا بالحكمة التي تقول: "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فمهمة الإنقاذ في أي مجال تحتاج إلي دراية وحنكة وفهم وحسم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، تذكرت ذلك وأنا أتابع بيان الحكومة الأول أمام مجلس الشعب الذي ألقاه الدكتور الجنزوري، بدأ الرجل بكلام فضفاض من نوعية: عملت الحكومة منذ الوهلة الأولي علي أن تعبر بالوطن إلي بر الأمان مستلهمة غايات الثورة، شاخصة إلي مراميها، داعمة لكل ما من شأنه أن يسهم خلال مدتها المحددة والمحدودة في تحقيق الرفاهية والحرية والعدالة الاجتماعية للمواطن، وأن مصر غنية بثرواتها، وبشبابها ورجالها ونسائها وعلمائها وصناعها وزراعها وعمالها، وعندما تحدث عن أولويات الحكومة، تحدث بكلام مرسل، عن موضوعات مكررة قالها من قبل ولا تحتاج تضمينها مرة أخري في بيان حكومة من المفترض أن يتحدث عن قضايا ومشاكل الوطن، والأزمات المتتالية التي تمر بها البلاد، وأين نحن الآن وإلي أين ذاهبون؟ وحتي عندما تحدث فيما سماه النقاط والتوجهات الرئيسية للحكومة، تناول الشأن الخارجي بأسلوب كتب الجغرافيا، وفي الشأن الداخلي تحدث وكأنه يقف أمام تلاميذ في حصة التاريخ، البيان في مجمله كلام مكرر ومعاد، ولا يجب أن يصدر عن حكومة اسمها ومهمتها الإنقاذ الوطني، وهو ما يجعلني أكرر ما قلته من قبل: أخشي أن أردد مقولة المتشائمين دائما: مفيش فايدة، أو كما يقول الصعايدة : أحمد زي الحاج أحمد.