منذ تحققت لهما نجومية السينما غابا عن الشاشة الصغيرة تماما إلا من بعض البرامج القليلة جدا ليظهر كل منهم كضيف (عزيز) مقابل أرقام لا تقل عن أربعة أصفار باستثناءات نادرة جدا إنهما كريم عبد العزيز وأحمد السقا اللذان اختلفا في كل شيء واتفقا علي تعطيش سوق الإعلام لهما سواء كان ذلك الإعلام صحافة أو فضائيات وهي مقولة تجارية تتعلق بالمنتج وليس بالنجم الذي يسعي بالضرورة لأن يكون موجودا دائما إلي جانب جمهوره. وفي العام قبل الماضي انفجرت شائعات مستفزة حولهما وكان مضمونها يتعلق بتعاقد كل منهما علي تقديم مسلسل لرمضان 1102 بملايين كثيرة لا مجال لعدها هنا والأغلب أنها أرقام غير صادقة لكن التعاقدات كانت جدية بالفعل ولكن التحول الثوري العنيف الذي صادف رمضان الماضي حال دون ظهورهما فآخر شخصين يمكن أن يقدما علي مغامرة من هذا النوع هما كريم عبد العزيز وأحمد السقا. واختار كريم (الهروب) بينما اختار أحمد السقا (خطوط حمراء) و»الهروب« من بطولة كريم عبد العزيز وإيمان العاصي ودلال عبد العزيز ورانيا محمود ياسين وعبد العزيز مخيون ورحاب الجمل وياسر الطوبجي وكريم قاسم، ومن تأليف بلال فضل، وإخراج محمد علي. وتدور أحداثه حول مهندس شاب تصطدم أحلامه مع مصالح أحد رجال الأعمال الذي ينجح في صنع فخ له يجعله يقع في مشكلة مع وزارة الداخلية التي تتهمه بمحاولة اغتيال مسئول كبير في مصر، وبعد هذا الاتهام يبدأ كريم عبد العزيز الذي يقوم بشخصية "محمود" في الهروب من بلدته إلي عدد من البلاد المجاورة لبلدته، مما يجعله في حالة هروب مستمر حتي تثبت براءته، إلا أنه يفاجأ بمقتل شقيقه فتزداد الأحداث تصاعداً. بينما تدور أحداث (خطوط حمراء) حول قصة رجل كسر كل الخطوط الحمراء ليسير في خط مستقيم مواجهاً أحداثاً ستتلاحم مع شخصيات العمل بحكم الأقدار والظروف، لتكسر كل الخطوط الحمراء. فتتداخل عوالم الشخصيات رغم اختلافاتها الشديدة ويتشَكَل بهم عالم واحد كبير مليء بالأحداث والصراعات المتشابكة التي لا تنتهي. ويعتبر (خطوط حمراء) مسلسلا بوليسيا يجمع بين الأكشن والرومانسية، إذ يؤدي فيه السقا دور ضابط الشرطة، حسام نجيب أبو الليل، الابن الاكبر للواء نجيب أبو الليل، القائد العسكري الذي استشهد دفاعاً عن الوطن سنة 3791. والمسلسل من تأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج أحمد شفيق ويشارك في بطولته أحمد رزق، دينا فؤاد، محمد إمام، أحمد فهمي وحجاج عبد العظيم وبالنظر للشخصيتين اللتين يقدمهما نجما السينما المصرية نجدهما عزفا مكررا وإجماليا لتلك التي قدمها كل منهما فالسقا هو ذلك البطل الجدع الملتزم حتي وهو ابن شوارع وتاجر سلاح وهو المصري الذي يدافع عن الوطن رغم ماضيه الاجرامي. السقا يقدم ببساطة في السينما ذلك التحول من مجرم أو مستهتر الي بطل باختياره ويحارب في سبيل ذلك ساعة ونصفا هي الفيلم وهكذا تصبح شخصية الرجل المستقيم في "خطوط حمراء " ظلالا لما هو عليه في السينما أما كريم والذي لجأ الي صديقه القديم بلال فضل خاصة أن بلال هو صاحب الخطوط الأبرز في رسم ملامح بطولة كريم في السينما لذا لم يكن صعبا أن يمزج له بين دوره في فيلم واحد من الناس ومحطة مصر وغيرهما ليقدم الظلال المتوقعة للبطل السينمائي الذي يحمل اسما بالنسبة لفريق العمل بينما يظل كريم بالنسبة لجمهوره مهما كانت المصداقية في العمل. أما مناسبة اللجوء التليفزيوني فتتعلق بالتوقعات غير المتفائلة لمستقبل السينما قبل الثورة بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة وبعد الثورة بسبب توقعات المحاذير الكثيرة التي ستفرضها الرقابة علي الأفلام. ويبقي ثالثهما أحمد عز الذي شاء سوء حظه أن تفترس الثورة فيلمه (563 يوم سعادة) ثم تغرق أفلامه التالية وحتي لقاء السحاب بينه وبين السقا لم يحقق النجاح المتوقع من لقاء نجمي الوسامة والأكشن لينشغل عز عن المسلسل الرمضاني والذي كان قد حدد موضوعه بالجاسوسية بفيلم حلم عزيز ويلاقي الفيلم مصير سابقيه ويصبح من الحكمة عدم الحديث عن حضور رمضاني لأحمد بعد كثافة حضور غير رمضاني ومسلسل الأدهم الباهت الذي قدمه من قبل. ثلاثة نجوم أحدهم يستريح قليلا ويعيد حساباته واثنان ينعطفان مبكرا جدا الي الشاشة الصغيرة التي لم يلجأ إليها الجيل السابق من السينمائيين إلا قبل الإحالة للمعاش.