عرفت الدكتور محمد بن علي العقلا (رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة) عالما موسوعيا متحضرا يمتلك رؤية واضحة وشجاعة للرد علي خصوم الإسلام بنشر الحقيقة بأسلوب متزن، وحوار موضوعي هادف، وبحجة وبرهان من كتاب الله وسُنة رسوله [ ولذلك يعتبره الكثيرون من أبرز علماء الوسطية في السعودية، ويطبق مناهجها في جامعته العريقة علي طريقة السلف الصالح، ليتخرج منها 02 ألف طالب يمثلون 761 بلدا لنشر العلم ومبادئ الإسلام السمحة في ربوع العالم كله.. إذا كان في عالمنا العربي والإسلامي دعاة وعلماء مغالون ومنغلقون ومتعصبون إلي درجة تكفير من يعارض أفكارهم، ويميلون إلي العنف والتطرف في التعامل مع غيرهم، فإننا نملك أيضا علماء علي أعلي مستوي من العلم والثقافة والتحضر في الحوار مع الطرف الآخر، ومن هؤلاء الدكتور محمد بن علي العقلا الذي اختارته القيادة السعودية بعناية شديدة ليكون مديرا للجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، وهي من أكبر جامعات المملكة، بعد أن نجح قبل ذلك في مناصب قيادية جامعية عديدة.. والحقيقة فعلي مدي سنوات معرفتي بالدكتور محمد العقلا أستطيع أن أقول إنه عالم موسوعي متخصص حاصل علي أعلي شهادات التخصص في الاقتصاد الاسلامي والشريعة الإسلامية وعلوم الدين، وقد يتشابه معه آلاف العلماء في التخصص، لكنه متميز بسعة اطلاعه ومعرفته واستنارته وانفتاحه، بمعني أنه ليس مغلقا علي علوم الدين وحدها، بالإضافة إلي أنه رجل »بشوش« مبشر لا منفر، يمتلك ناصية الحديث، ويبهر محدثه بشدة تهذيبه، ورقي سلوكه، وأدبه الشديد في التعامل مع الصغير والكبير علي حد سواء، وعلاوة علي ذلك كله فهو وطني حتي النخاع: شديد الانتماء لوطنه وبلاده، والولاء لولاة الأمر استمراراً لنهج مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود وأبنائه أعضاء الأسرة الحاكمة. لقد أصبحت الجامعة الإسلامية الآن بعد خمس سنوات من تولي الدكتور محمد العقلا رئاستها ظاهرة في الأوساط الدينية والعلمية يعرفها القاصي والداني وأضاء نورها بلادا عديدة من العالم، ويكفي أن نعلم بأنها تقوم باحتضان 02 ألف طالب سنويا يمثلون 761 بلدا لنشر العلم ومبادئ الإسلام السمحة في أوطانهم، وبلغت ميزانيتها 098 مليون ريال سعودي لأن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لم تبخل يوما لدعمها، وتستقبل سنويا أربعة آلاف طالب من الخارج، وثلاثة آلاف طالب من داخل السعودية بالمجان: دراسة، وسكنا، وإعاشة كاملة، وعلاجا، بل ومكافآت أيضا! واتخذت الجامعة »الوسطية« محورا لها، وهي ليست إلا طريق السلف الصالح من الصحابة والتابعين، والتي أصبحت منهجا لها، وانطلاقا منها حددت أهدافها: تبليغ رسالة الإسلام الخالدة إلي العالم عن طريق الدعوة والتعليم الجامعي والدراسات العليا، وغرس الروح الإسلامية وتنميتها، وتعميق التدين العملي في حياة الفرد والمجتمع المبني علي إخلاص العبادة لله، وتجريد المتابعة لرسول الله [ وإعداد البحوث العلمية وترجمتها ونشرها وتشجيعها في مجالات العلوم الإسلامية والعربية خاصة، وسائر العلوم وفروع المعرفة الإنسانية عامة، وتثقيف كل من يلتحق بها، وتكوين علماء متخصصين في العلوم الإسلامية والعربية وفقهاء في الدين بتسليحهم بالعلوم والمعارف وبما يؤهلهم للدعوة إلي الإسلام وحل مايتعرض له المسلمون من مشكلات في شئون دينهم ودنياهم علي هدي الكتاب والسُنة وعمل السلف الصالح، وعلي ضوء ذلك فلا غلو ولا تطرف! بل والأجمل أن دخلت »الوسطية« كل مناهج الجامعة التعليمية ومقرراتها، إذ تدرس (علي سبيل المثال لا الحصر) من العلوم الدينية: التوحيد، الفرق الإسلامية، التفسير وأصوله، الفقه، الفرائض، التاريخ الإسلامي، القرآن والتجويد، وأصول الحديث، والعقيدة، وكل هذه المقررات تهيئ الطلاب لحمل الدعوة علي بصيرة وحكمة، وتولد فيهم فكرا مستقيما، وتمنعهم في نفس الوقت من التعصب لجنس أو مذهب معين، وتبعدهم عن الميل إلي الإرهاب والعنف، وتوجههم إلي معرفة العلم والحق واتباعه والدعوة إليه! وبفضل قيادة الدكتور محمد بن علي العقلا الحازمة، وتوفير هذا الجو الملائم لنمو الوسطية السلفية، أصبح مجتمع الجامعة أخويا، وفتح مدير الجامعة مكتبه أمام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لحل أي مشاكل طارئة أو عابرة، وكل عضو من أسرة الجامعة يحاول تحقيق الحق والوسطية، ليس فيها إجبار وإكراه، بل فيها جو مفتوح للبحث والدراسة والحوار، وكل حر طليق في دائرة الدين، وليست فيها انتماءات شخصية ولا مذهبية ولا عقائدية ولا سياسية وهذه الأجواء الطيبة بالطبع تؤثر علي القلوب والأذهان، وتصوغ الشخصية المتزنة، وهي التي أعدت أعدادا غفيرة من العلماء البارزين (خريجي الجامعة الإسلامية) والذين تحرروا من الانتماءات الفاسدة، وليس لهم في حياتهم منطلق إلا »الوسطية« علي طريقة السلف الصالح، ومنتقاة من الشوائب المكانية والزمنية والشخصية! ولأن الجامعة الإسلامية أحسنت تأدية واجباتها علي أفضل وجه بمناهجها، ورسائلها، وكتبها، وبحوثها في خدمة المجتمع، ومؤتمراتها العالمية التي عقدت في رحابها ويحضرها العلماء وصناع القرار من كل أنحاء العالم، فقد أصبحت أيضا مقصدا للمسئولين السعوديين والوزراء والأمراء أعضاء الأسرة الحاكمة كلما زاروا المدينةالمنورة، وافتتاح تلك المؤتمرات والندوات العلمية. لقد أصبحت الجامعة الآن مزارا علميا مشرفا لكل من يقصدها بسبب نجاح إدارتها، فعلا القيادة السعودية تعرف كيف تختار الرموز والقيادات العلمية!.