حسم الفريق الوطني لكرة القدم موقعة (كوناكري) وهزم منتخب غينيا بثلاثية.. اختلف أداء المنتخب طوال شوطي المباراة وكادت المباراة تضيع من بين أيدي اللاعبين.. وارتفع رصيد الفريق المصري إلي النقطة السادسة في مشوار تصفيات كأس العالم . وقد وضح وجود العديد من الأخطاء في أداء اللاعبين خاصة المدافعين ووضح أن المهاجمين يعتمدون علي قدراتهم الخاصة والفردية.. ويلعب المنتخب مباراة هامة يوم الأحد القادم أمام أفريقيا الوسطي في تصفيات الأمم الأفريقية ويسعي الجهاز الفني لعلاج الأخطاء الدفاعية قبل هذا اللقاء الهام. بدون مغامرة أو فلسفة من أي نوع من الأنواع فضل بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني تحصين فريقه بأفضل وأمهر اللاعبين تفاديا لأي مفاجأة من المفاجآت.. فترك فريقا بالكامل خارج الخطوط في قائمة الاحتياطيين لمعرفته الجيدة بمستوي منافسه الغيني والذي كشر عن أنيابه مع بداية المشوار بالفوز خارج ملعبه في هراري علي منتخب زيمبابوي وواجه منتخب مصر ورصيده ثلاث نقاط مثله مثل الفراعنة تماما وكلا الطرفين يعلم من البداية أن هذه المباراة بمثابة خطوة فعالة نحو الانطلاق إلي الدور الثاني والأخير. وحشد المدرب الفرنسي ميشيل دوسييه المدير الفني لمنتخب غينيا كل لاعبيه المحترفين نظرا لأهمية المباراة وبعد انحصار المنافسة تقريبا بين الفريقين بعد تعادل كل من زيمبابوي وموزمبيق، ووضح رغبة برادلي في احتلال منطقة الوسط والسيطرة عليها باكبر عدد من اللاعبين وإلزامهم بواجبات محددة مثل عبد ربه والنني وشوقي وساندهم عبدالشافي وأحمد فتحي من لاعبي خط الدفاع ونفس الأمر لأبوتريكة ومحمد صلاح مع الاعتماد علي سرعة جدو في خط الهجوم.. وحتي الدقيقة 18 لم يفعل أي من الفريقين أي شيء علي الإطلاق لتحدث المفاجأة ويطلق الحكم الكاميروني صافرته محتسبا ضربة جزاء ضد حسني عبد ربه لتشتعل المباراة بعد تقدم غينيا بهدف، وفضل برادلي عدم المجازفة وعدم تعديل خطوطه وإجراء أي تعديل بعد الهدف!! وتتوالي الهجمات السلبية من الفريقين ولم يجد برادلي بدا من التغيير والتبديل من أجل تهديد مرمي غينيا ويخرج محمد شوقي ويلعب بدلا منه أحمد تمساح من أجل التعويض وتحويل الأداء إلي أداء هجومي بالرغم من تعثر حظ النني وجدو في ضياع أكثر من هدف مؤكد. وبالرغم من تكثيف الرقابة علي المهاجم عبدالله كمارا إلا أنه اخترق دفاعات المنتخب مرات عديدة من الناحية اليسري وحاول لاعبو المنتخب لملمة أنفسهم إلا أن هدوء لاعبي غينيا ورغبتهم في (تمويت) الكرة لم يقابلها حركة سريعة من لاعبي مصر إلا مع الدقيقة 13 من الشوط الثاني والذي شهد تحركا سريعا بين لاعبي المنتخب النني ومحمد صلاح وتمساح وفتحي لتنتهي الكرة عند أبو تريكة ليسجل هدف الإنقاذ والتعادل ليحفظ ماء الوجه للمنتخب ليبقي الأمل في صراع المجموعة السابعة وبعدها بثلاث دقائق يحاول حارس مرمي غينيا المباراة إلي مبارة أخري في الكاراتيه ويضرب حسني عبد ربه وتحتسب ضربة جزاء لمصر يتصدي لها أبو تريكة ويسجل هدفا في (كيتا) الحارس الثاني بعد طرد الحارس الأساسي. ويصاب اللاعبون بحالة من الاسترخاء بلا داع علي الإطلاق ومعها تتوالي هجات منتخب غينيا الخطيرة بالرغم من طرد لاعب من صفوفهم، ومن جديد يحاول لاعبو المنتخب تهدئة اللعب لتمر الدقائق ثقيلة ووسط مجموعة من الأخطاء الدفاعية يسجل منتخب غينيا هدف التعادل وسط حراسة المدافعين وتعود الروح من جديد للفريق الوطني ليسجل محمد صلاح هدف الفوز لمصر. وقد علمت »آخر ساعة« أن برادلي يتلقي تقارير مفصلة شبه يومية من أحد مواطنيه الذي يعيش بالقاهرة منذ فترة طويلة ويتعامل مع اللغة العربية كأبنائها بالضبط ويقوم بإخبار برادلي بكل ما يتم نشره في الصحف والمجلات وما يتم مناقشته عبر الفضائيات المختلفة.. وقال برادلي في هذه الجلسة إنه علي أتم استعداد للابتعاد من الساحة وترك المنتخب بسبب المشاكل المتزاحمة التي تطارد الفريق وإنه يعني المشاكل الداخلية وليس المشاكل العارضة التي تعرض لها المنتخب خلال فترات إعداده نظرا للظروف التي تمر بها مصر الآن وإنه يقف في هذه الظروف مع المصريين مقدرا لكل الظروف وإنه لن يهرب من المسئولية.. ولكنه من الممكن أن يستقيل بسبب التفاهات التي تنطلق بين لحظة وأخري بسبب ما يقال عن العلاقات المتوترة بين مساعديه. ولم يدع المدرب الأمريكي الفرصة تفوته للتأكيد علي ضياء السيد وزكي عبدالفتاح بأنه لن يسمح لأي طرف من الطرفين بالتدخل في شئون عمله خاصة.. بالنسبة لضم أو استبعاد أي لاعب.. مشيرا لكل منهما بأن رأي كل منهما استشاري فقط وأن عليهما الالتزام.. وجاءت تلك الجلسة كدرس قوي للطرفين وهو ما قام بنقله أيضا إلي اللاعبين خلال التدريب الأخير.. مشيرا إلي ضرورة الالتزام وإنه قادر علي استبعاد أي لاعب في أي لحظة وأن لديه المقدرة لرفع أي شكوي إلي اتحاد الكرة لتوقيع عقوبات علي أي لاعب غير ملتزم.. وجاءت هذه التعليمات القوية في أعقاب الخناقة القوية والعنيفة التي وقعت بين أحمد الشناوي حارس المرمي ومحمد زيدان مهاجم الفريق والتي تبادلا خلالها الألفاظ البذيئة واشتبكا بالأيدي بين مجموعة اللاعبين والجهاز الفني والذي فضل كل أعضائه عدم التعليق وقتها وفي ذات الأزمة وقف اتحاد الكرة متفرجا وكأنه شاهد ما شافش حاجة!!