سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مع استمرار قضية التنصت علي الهواتف في بريطانيا: مردوخ ينال من كاميرون ويدخله دائرة الاتهام كتاب يكشف العلاقة السرية بين رئيس الوزراء البريطاني وذات الشعر الأحمر
لا تزال فضيحة التنصت علي الهواتف التي تقف وراءها مؤسسة "نيوزكورب"، التابعة لإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ تلقي بظلالها علي الحياة السياسية في المملكة المتحدة، بعد الكشف عن العلاقة الوثيقة التي تجمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بريبيكا بروكس مديرة أعمال مردوخ ورئيسة التحرير السابقة لصحيفة "نيوز أوف ذي ورلد" التي أغلقت بسبب الفضيحة، وإزاحة الستار عن علاقته غير العادية بآخرين متورطين في هذه القضية من خلال كتاب "كاميرون: عملياً محافظ"، بجانب اعترافات إمبراطور الإعلام ذاته وظهور أدلة ووثائق جديدة تفيد دعمهم له خلال حملته الانتخابية للوصول إلي 10 داونينج ستريت مع مثول ريبيكا وأندي كولسون المستشار الأسبق لرئيس الحكومة البريطانية للتحقيق. انفردت صحيفة "التايمز" البريطانية التي يملكها مردوخ، بنشر مقتطفات من الكتاب لمؤلفيه فرانسيس إليوت وجيمز هانينج، الذي يظهر مدي قرب العلاقة بين كاميرون وريبيكا، المرأة ذات الشعر الأحمر. بالإضافة إلي الكشف عن مقابلاتهما السرية واتصالاته المباشرة بها. وعلي الرغم من غلق الصحيفة التي كانت ترأس تحريرها في يوليو الماضي وإجراء التحقيقات معها إثر تورطها مع عدد من المحررين في عمليات تنصت علي هواتف مصادر الأخبار الصحفية، ودفع رشاوي لرجال الشرطة من أجل الحصول علي المعلومات، إلا أنه واصل اتصالاته معها حتي اللحظات الأخيرة، قبيل استقالتها من منصبها كمديرة تنفيذية لمؤسسة "نيوز إنترناشونال". وظل كاميرون يبعث لريبيكا رسائل عديدة بلا توقف من هاتفه، ليشجعها علي مواجهة المتاعب التي واجهتها بسبب القضية وليحضها علي الصمود. ومع اعتقالها للمرة الأولي، اهتم رئيس الوزراء البريطاني بإرسال مبعوث خاص له لمقابلتها شخصياً، وقدم لها اعتذاره عن بروده المفاجئ نحوها، متذرعاً أنه فعل ذلك خوفاً من زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند الذي لم يكف عن مطاردته. وكان كاميرون قد ألغي لقاءه الخاص بمديرة أعمال مردوخ بعد يومين من استقالة اندي كولسون المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني علي خلفية فضيحة التنصت في 23 يناير عام 2011. ولم يكن صدفة كما أنها ليست مفأجاة أن تنوه عن هذا الكتاب وتنشر مقتطفات منه صحيفة تابعة لمردوخ، لتندرج في إطار التهديدات الموجهة لكاميرون من جانب إمبراطور الفضائح الإعلامية، هذا الكتاب الذي هو في حقيقة الأمر طبعة معدلة لآخر أصدره المؤلفان عام 2007 بعنوان "كاميرون: صعود المحافظ الجديد" مزود بمعلومات جديدة تلقي الضوء علي العلاقة الخفية لرئيس الوزراء البريطاني والمتهمين بفضيحة التنصت. فالتفاصيل الجديدة التي كشفتها الطبعة الثانية من الكتاب عن الرسائل النصية بين كاميرون وريبيكا وتوقيت الكشف عنها قبل يومين من مثول الأخيرة أمام لجنة التحقيق، ستدفع اللورد لفيسون، قاضي التحقيقات، لمحاولة الكشف عن مدي حقيقة هذه المعلومات التي يتضمنها الكتاب. وكانت اعترافات روبرت مردوخ ذاته عن علاقته مع كاميرون أثارت ضجة كبيرة، خاصة تسليمه للجنة التحقيق مجموعة مراسلات خاصة بينه وبين كاميرون اعتبرها البعض بأنها أشبه بوثائق ويكيليكس جديدة. وتوقع الكثير من المراقبين السياسيين أن يكون إمبراطور الإعلام انتقل إلي مرحلة الهجوم، بدلاً من الدفاع عن النفس في وجه الهجوم الذي يتعرض له بسبب فضيحة التنصت. ووفقاً للمراقبين حملت اعترافات مردوخ رسالة تهديد واضحة لكاميرون لأنه لن يرضي بأن يكون الضحية الوحيدة لهذه الفضيحة وأنه في حال سقوطه، فسيسقط معه آخرون. وأكدت المرأة ذات الشعر الأحمر أمام لجنة التحقيق، عن علاقتها الوثيقة بكاميرون، مشيرة إلي أنه كان يوقع رسائله النصية الموجهة إليها بعبارات حب كثيرة. كما أكدت ريبيكا ما نشر في الكتاب حول تعبير كاميرون عن أسفه من أنه لا يستطيع أن يكون أكثر إخلاصاً لعلاقتهما من خلال إبداء تعاطفه معها في العلن، عندما اضطرت للاستقالة علي خلفية القضية. وأظهرت التحقيقات مع كولسون أيضاً الذي عينه كاميرون كبيراً للمتحدثين باسمه بالاطلاع علي بعض أشد أسرار الحكومة حساسية دون حصوله علي موافقة أمنية كاملة. وأبلغ كولسون رئيس التحرير السابق لصحيفة "نيوز أوف ذا ورلد" تحقيقا أمرت الحكومة بإجرائه بخصوص المعايير الصحفية أن حزب المحافظين الذي ينتمي إليه كاميرون سأله بضعة أسئلة فقط بشأن ماضيه ولم يجر فحصاً أمنياً شاملاً بشأنه عند تعيينه. وبالتحديد مع كاميرون. ويواجه كاميرون اتهامات بأنه عين كولسون لكسب تأييد مردوخ. ونفي مؤخراً وجود أي صفقة مع مردوخ، مقابل دعم حملة حزبه في الانتخابات العامة التي جرت عام 2010. وقال كاميرون في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية إنه لا صحة لإشارات مفادها بأن المحافظين وافقوا علي دعم المصالح التجارية لعائلة مردوخ، مقابل الدعم الإعلامي لحزبهم. وأضاف أن أي صفقة من هذا النوع تعد خطأ جسيماً. وبالرغم من هذا النفي إلا أن كاميرون بات في موقف صعب أمام البرلمان وبعد ثبوت علاقته القوية بمردوخ ومؤسسته، الذي دعم بقوة الاتجاه المحافظ في كل من أمريكا وبريطانيا وكان من مناصري حرب العراق.