قبل أكثر من عشر سنوات، صدر خارج مصر وتسلل إليها مهربا، كتاب مثير بعنوان: »تراث العبيد«.. لم يحمل الكتاب الاسم الحقيقي لمؤلفه، فقد آثر أن يوقعه باسم مستعار لتضليل الساخطين علي آرائه، حيث بدت في حينها مهينة للشعب المصري كله باعتباره شريكا تاريخيا في قبول الهوان، والذل، والاستغلال، والإفقار، و»الدفن بالحيا«، والتوسل، والتسول، والنفاق المشين للحكام علي مر الأزمنة، والخنوع الارتخائي للفساد، حتي أتي علي المصريين زمن أغبر حكمهم فيه المماليك، الذين كانوا بالأساس عبيدا لدي الدولة الفاطمية! وهكذا أصبح العبد حاكما والشعب عبيدا لإحساناته!.. هذا هو جوهر الأمر ومحتوي الكتاب القنبلة، الذي نجحت ثورة 52 يناير نسبيا في تكذيب أفكاره المؤلمة، التي مازالت قابعة في نفوس بعض الذين سأموا الكفاح لإكمال وإنجاح الثورة المهددة بالفشل والضياع! تراث العبيد.. شبح يطاردنا مع فتور الروح الثورية، وهبوط حرارة الحماس لبتر الفساد السرطاني، والاستسلام العقيم لليأس، والتراخي المقزز، والبلادة المرعبة! فنحن الآن في مواجهة فساد عنكبوتي ومتفش، يلزمه الدأب واليقظة والمقاومة الحاسمة وقوة الردع وبسالة القتال، وإلا عدنا إلي مقبرة الذل المزمن، والفاشية الانتقامية!.. وفي مواجهة ذلك التهديد، نحتاج إلي اليقظة الذهنية وإعمال العقل، وتحكيم المنطق الثوري الشرعي الذي لايقبل الالتواء ولا الالتفاف والمراوغة من أجل إحلال الإسلاميين موقع دولة مبارك بكل مواصفاتها الحالكة!! وليس أبشع من سلطة الاستبداد الكريه باسم الدين، كما قال المفكر الإسلامي العربي العملاق عبدالرحمن الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد) الذي يعد دستورا لتقويم أساليب الحكم. وهو الرأي الذي أكرره للقراء في مقالات متتالية لأنه عبرة تنفع الخانعين، المستسلمين لطواغيت الحكم باسم الدين، لأن الذي يستغل كتاب الله تعالي وسنة وأحاديث رسوله ([) لتسجيد العباد لإرادته واستبداده يضمن طاعتهم معتمدا علي إدارة مصالحه بدون معارضة له كحاكم بشرع الله!! ولكن الحاكم بشر يخطئ ويفسد ويسرق ويستبد!! وتاريخ الحكم الإسلامي مليء بالذين عاثوا فسادا واستبدادا وسحقوا الشعوب بالعنف والقتل والقهر مثل الطاغية التاريخي المعروف (الحجاج بن يوسف الثقفي الذي عاش في الفترة من 660م - 714م) وهو قائد أموي وعسكري جبار، حكم العراق قرابة عشرين سنة ومات فيها.. وهو صاحب الجملة المشهورة لأهلها: (والله يا أهل العراق، إني لأري رؤوسا قد أينعت، وحان قطافها، وإني لصاحبها)!! الحلول المحفزة علي الفعل الإيجابي هي الأفضل.. ومن القرآن الكريم أستعيد للضرورة والحاجة الحتمية الآية الكريمة: (إن الله لايغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم).. فالله يؤازرنا في الكفاح الشرعي.. ويتركنا لنتبرأ من خنوعنا وهواننا ونبحث عن الخلاص.. ساعتها يضع يده فوق أيدينا. انتبهوا أيها المتخاذلون.. الله ليس معكم في خيانة أنفسكم وكبريائكم وحريتكم الثمينة المهدرة.. لاتعيدوا إنتاج شرنقة العبودية البشعة!! لاتكتبوا فصلا كريها آخر في كتاب (تراث العبيد)!! ❊❊❊ قتل.. سرقة.. إدمان!! والاعتراف سيد الأدلة.. قال السفاح الذي قتل مع آخرين د.نرمين خليل في حي المهندسين أمام المحققين بعد إلقاء القبض عليه، إنهم طاردوا سيارتها بغرض إجبارها علي التوقف وسرقة العربة، كي يبيعوها لتاجر مخدرات يعطيهم (الكيف) لأنهم مدمنون!! وأتصور أنه في ظل الانفلات الأمني الراهن، والترويع الإرهابي للشعب البائس، أن يخضع هؤلاء القتلة وأمثالهم لمحاكمات عسكرية سريعة وعلنية.. فمن قتل يقتل.. تلك هي شريعة القصاص العادل، خصوصا أن قتلة الدكتورة مدمنون أيضا.. يعني العقوبة بالقتل هي الختام المنطقي للحادث المرعب وأمثاله طوال عام كامل.. وأما شرط العلنية فليس مجتزأ من التراث الإسلامي فقط، بل إن فرنسا قبل قرنين ويزيد تقريبا، وأثناء ثورتها الشهيرة، كانت تقيم محاكم الثورة التي تعقد في الميادين، وترفع المقصلة لبتر رؤوس أعدائها علي الملأ!! وفي سبعينيات القرن الماضي، كنت في زيارة لليمن، وعلمت بتنفيذ حكم إعدام في مغتصب أطفال في إحدي الساحات ليكون عبرة مرعبة لمن يجرؤ علي ذلك.. وعلي ذكر اغتصاب الأطفال.. في عنقي دين أسدده لضابط شرطة شاب انتشرت علي اليوتيوب صورته وهو يصفع مواطنا علي وجهه عدة مرات داخل قسم الشرطة قبل ثورة يناير.. التقيت بهذا الضابط الذي أكد لي أن هذا الرجل الذي قام بضربه كان متلبسا باغتصاب طفلة صغيرة دون الثامنة! وقد أصابها بتهتك داخلي ونزيف كادت تموت بسببهما!! وهناك شهود علي الواقعة هم من ضبطوه وهو يحاول تهريبها وهي في حالة موت! هذا الشخص الذي يطلق علي أمثاله في علم النفس (بيدوفيليا) أي مصاب بداء غواية ممارسة الجنس مع الأطفال ألا يستحق الشنق في ميدان التحرير؟! عنوان الثورة التي سوف تنهض وتتعافي من جديد بإدن الله لتبتر ما تبقي من فساد كان متخفيا في ثوب الورع والتقوي لأزمنة.. حتي كشفه نهم السلطة والتسلط، والرغبة المحمومة في وراثة الحزب الوطني الغابر برداء متأسلم مخادع!